يعتبر فصل الصيف بالنسبة لأغلبية المواطنين الفصل الذي ينتظرونه بشغف وتلهف، لاسيما في المناطق الساحلية، لأجل الراحة والاستجمام والهروب من حرارة الجو، واللجوء إلى الشواطئ بعد أن قضوا باقي فصول السنة في العمل والدراسة، لكن ذلك لا ينطبق على كل العائلات خصوصا ذوي الدخل المحدود أو المنعدم، والذي غالبا ما يدفع ثمنه الأطفال• برزت في مجتمعنا مؤخرا ظاهرة جديدة، وهي بيع المياه المعدنية في محطات الحافلات ومواقف السيارات• ظاهرة عرفت انتشارا واسعا هذه الأيام أبطالها براعم في عمر الزهور أرغمتهم الظروف القاسية التي يعيشونها على العمل في هذا الفصل الحار لأجل سد ولو جزء بسيط من رمق العيش والمساهمة في رفع وتحسين وضعيتهم• يومية "الفجر" قامت بجولة ميدانية عبر محطات الحافلات في العاصمة، بدءا بساحة الشهداء وصولا إلى محطة بن عمار في القبة، أين تكثر الظاهرة. وتحدثنا إلى بعض الأطفال الذين تراوح أعمارهم ما بين 7 سنوات و16سنة، ولمسنا من هؤلاء انحدارهم من عائلات فقيرة ومعوزة اضطرتهم ظروف العيش القاسية إلى الخروج للعمل لتوفير متطلباتهم، خصوصا وأنهم متمدرسون وبحاجة لشراء الأدوات المدرسية، حسبما صرح به الطفل كريم• هؤلاء الأطفال يبدؤون العمل في ساعات مبكرة من النهار، من الساعة السادسة صباحا إلى غاية الساعة الثامنة مساء، أين يضطرون لقطع مسافات طويلة مشيا على الأقدام والتنقل بين الحافلات لبيع المياه المعدنية• فالعطلة لدى هؤلاء - حسبهم - هي العمل وكسب قوت العيش مقابل نسبة معينة من مدخول البيع•