تسعى الجماهيرية الليبية إلى بعث تحالف دولي يضم دول المستعمرات القديمة، من أجل جر الدول الاستعمارية القديمة إلى الاعتراف بجرائمها المقترفة في حق الشعوب المستعمرة، وعلى رأسها مطالبة فرنسا بالاعتذار عن ماضيها الاستعماري في الجزائر• وقد افتتحت أول أمس بالعاصمة الليبية طرابلس أشغال المنتدى الدولي الثالث لحقوق الإنسان تحت شعار ''حق الشعوب في التعويض من مستعمريها نحو مصالحة وعلاقات دولية متوازنة''، حسب ما نقلته وسائل إعلام ليبية، حيث عرفت الكلمة الافتتاحية لرئيس اللجنة التحضيرية للمنتدى، رمضان الكيلاني، استغرابه من الموقف الفرنسي الرافض للاعتذار للجزائر، رغم مواقف فرنسا الضاغطة على ألمانيا لتعتذر لليهود وتعوضهم، وعلى تركيا لتعتذر للأرمن وتعوضه، إضافة إلى مطالبة أمريكا بالاعتذار للهنود وعبيد إفريقيا، وإسبانيا عن الاضطهاد الذي تعرض له مسلمو الأندلس• وسيدرس المنتدى السبل الكفيلة بإجبار المستعمرين على الاعتذار وتعويض مستعمراتها، وصولا إلى تشكيل تحالف دولي للضغط على الدول الاستعمارية كي تعتذر، وتعوض من خلال التواصل مع محكمة العدل الدولية ومجلس الأمن وكل المنظمات والهيئات الدولية العاملة في مجال حقوق الإنسان• وستدور أشغال المنتدى على مدار ثلاثة أيام، حيث سيلقي الدكتور والباحث الجزائري، عبد القادر التومي، محاضرة بعنوان ''المصالحة الدولية رهينة بالإنصاف التاريخي للحقبة الاستعمارية''، إضافة إلى مداخلات عدد من الباحثين العرب والأجانب، وجلسات حوارية أخرى مفتوحة حول الاستعمار وحقوق الشعوب في التنمية، التجربة الليبية في افتكاك الاعتذار والتعويض وكذا سبل إقامة التحالف الدولي واختيار أعضائه• ومن شأن هذا المنتدى أن يعزز المطلب الجزائري بضرورة اعتذار فرنسا عن ماضيها الاستعماري وجرائمها المقترفة في الجزائر على مدار 132 سنة من الاستعمار، خصوصا في ظل عدم الاكتراث الذي تبديه فرنسا تجاه المطلب الجزائري، والذي تجاهلته بقانون العار ل 23 فيفري 2005 الممجد للاستعمار، كما أنها عززت عدم اكتراثها بحشر أنفها في قضية الأرمن ومحاولة الضغط على تركيا للاعتذار عما تراه فرنسا جرائم في حق الأرمن خلال عهد الخلافة العثمانية، وهو ما استحقت فرنسا على إثره بأن تكون فعلا الجمل الآسيوي الذي لا يرى حدبتيه، ويرى الحدبة الوحيدة للجمل العربي•