يقول الإنجليز جملة صحفية تلخص الحقل الإعلامي للصحافة المكتوبة••! يا إلهي الملكة حامل فمن فعلها••؟! وكم دفعوا لإخفاء الحقيقة عن الشعب!• والموضوعات التي تحملها هذه الجملة هي موضوعات: الدين، والسلطة والجنس والمال•• وهي الموضوعات المحببة للتناول في الصحافة وخاصة الصحافة الصفراء! التي برعت فيها المدرسة الإنجليزية في الصحافة المكتوبة! عندما اختزلت الصحافة الصفراء موضوع السلطة والفساد المالي من اهتماماتها وبقيت تهتم فقط بالدين والجنس! فيتداول على الصفحات الأولى في هذه الصحافة موضوع فتاوى المشايخ ونداءات التائبين وأخبار الجماعات الارهابية التائبة والتي لم تتب بعد! مع أخبار الجنس! حتى باتت صور التائبين في هذه الصحف أهم من صور الوزراء ورجال الدولة! ولم تعد الصحف الصفراء الجزائرية تهتم بفضائح الفساد المالي كما هو الحال في المدرسة الإنجليزية العريقة في الصحافة الصفراء•• والتي تأسست منذ 200 سنة تقريبا، بل اختزل موضوع الفساد المالي من اهتمامات الصحف الصفراء الجزائرية لأن هذه الصحف أصبحت جزءا من الفساد المالي نفسه! وقد لايحتاج القارئ إلى كبير عناء إذا تصفح هذه الصحف ليعرف بأنها تمارس الفساد المالي مع المفسدين في أجهزة الدولة•• فالأخبار التي تنشرها هذه الصحف تكاد تكون نقلا حرفيا لمحتوى ما يسمى في الهيئات الأمنية بال (B.R.Q) أي الحصيلة اليومية للأخبار الأمنية! ويمكن للمسؤولين في أجهزة الدولة على المستوى العالي أن يقارنوا بين ما ينشر في هذه الصحف وبين محتوى (B.R.Q) ليعرفوا حقيقة الأمر والذي قد لايخرج عن ممارسة الفساد وليس فقط المحاباة وهي أقل الأمور فسادا! وأتذكر أن نزاعا عنيفا حصل على صفحات الصحف بين صحافيي (B.R.Q) في هذه الصحف•• لأن مصادر أخبار ال(B.R.Q) تكون قد وضعت شروطا جديدة للتعامل! ومادام كل شيء في الجزائر يباع فلماذا لاتباع الأخبار؟! وهي سلعة مثل بقية السلع؟