الرئيس تبّون يشرف على مراسم أداء اليمين    اللواء سماعلي قائداً جديداً للقوات البريّة    هذه حقيقة دفع رسم المرور عبر الطريق السيّار    سوناطراك تجري محادثات مع جون كوكريل    تقليد المنتجات الصيدلانية مِحور ملتقى    عطاف يتلقى اتصالا من عراقجي    مكتسبات كبيرة للجزائر في مجال حقوق الطفل    حوادث المرور: وفاة 11 شخصا وإصابة 418 آخرين بجروح بالمناطق الحضرية خلال أسبوع    توقيف 4 أشخاص متورطين في قضية سرقة    أكثر من 500 مشاركاً في سباق الدرب 2024    الجزائر العاصمة.. وجهة لا يمكن تفويتها    التأكيد على ضرورة تحسين الخدمات الصحية بالجنوب    اجتماع تنسيقي لأعضاء الوفد البرلماني لمجلس الأمة تحضيرا للمشاركة في الندوة ال48 للتنسيقية الأوروبية للجان التضامن مع الشعب الصحراوي    فلاحة: التمور الجزائرية تصدر إلى أكثر من 90 دولة    رئيس الجمهورية يتلقى رسالة خطية من نظيره الصومالي    وزير الصحة يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    المجلس الأعلى للشباب ينظم الأحد المقبل يوما دراسيا إحياء للأسبوع العالمي للمقاولاتية    رفع دعوى قضائية ضد الكاتب كمال داود    غزة: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 44056 شهيدا و 104268 جريحا    الأسبوع العالمي للمقاولاتية بورقلة:عرض نماذج ناجحة لمؤسسات ناشئة في مجال المقاولاتية    صناعة غذائية: التكنولوجيا في خدمة الأمن الغذائي وصحة الإنسان    عميد جامع الجزائر يستقبل رئيس جامعة شمال القوقاز الروسية    منظمة "اليونسكو" تحذر من المساس بالمواقع المشمولة بالحماية المعززة في لبنان    غزة: 66 شهيدا و100 جريح في قصف الاحتلال مربعا سكنيا ببيت لاهيا شمال القطاع    كرة القدم/ سيدات: نسعى للحفاظ على نفس الديناميكية من اجل التحضير جيدا لكان 2025    حملات مُكثّفة للحد من انتشار السكّري    الجزائر تتابع بقلق عميق الأزمة في ليبيا    الملفات التي تمس انشغالات المواطن أولوية    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    الجزائر متمسّكة بالدفاع عن القضايا العادلة والحقوق المشروعة للشعوب    "صفعة قانونية وسياسية" للاحتلال المغربي وحلفائه    إحباط إدخال 4 قناطير من الكيف عبر الحدود مع المغرب    90 رخصة جديدة لحفر الآبار    خارطة طريق لتحسين الحضري بالخروب    قمة مثيرة في قسنطينة و"الوفاق" يتحدى "أقبو"    بين تعويض شايل وتأكيد حجار    40 مليارا لتجسيد 30 مشروعا بابن باديس    طبعة ثالثة للأيام السينمائية للفيلم القصير الأحد المقبل    3233 مؤسسة وفرت 30 ألف منصب شغل جديد    مجلس الأمن يخفق في التصويت على مشروع قرار وقف إطلاق النار ..الجزائر ستواصل في المطالبة بوقف فوري للحرب على غزة    ارتفاع عروض العمل ب40% في 2024    الشريعة تحتضن سباق الأبطال    الوكالة الوطنية للأمن الصحي ومنظمة الصحة العالمية : التوقيع على مخطط عمل مشترك    دعوة إلى تجديد دور النشر لسبل ترويج كُتّابها    مصادرة 3750 قرص مهلوس    فنانون يستذكرون الراحلة وردة هذا الأحد    رياضة (منشطات/ ملتقى دولي): الجزائر تطابق تشريعاتها مع اللوائح والقوانين الدولية    خلال المهرجان الثقافي الدولي للفن المعاصر : لقاء "فن المقاومة الفلسطينية" بمشاركة فنانين فلسطينيين مرموقين    الملتقى الوطني" أدب المقاومة في الجزائر " : إبراز أهمية أدب المقاومة في مواجهة الاستعمار وأثره في إثراء الثقافة الوطنية    ارتفاع عدد الضايا إلى 43.972 شهيدا    ماندي الأكثر مشاركة    الجزائر ثانيةً في أولمبياد الرياضيات    هتافات باسم القذافي!    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل فعلا 4000 صحفي يمثلون السلطة الرابعة في الجزائر؟
الصحافة المكتوبة تحت المجهر
نشر في الأمة العربية يوم 14 - 11 - 2009

الدكتور إبراهيم براهيمي:اعتمدنا على التجربة الفرنسية التي أعطت أهمية للتعليق الصحفي "نتاع الصح" هو الذي يقوم بتحقيق ويبدع ويسأل عن مشاكل المجتمع
عمر بلهوشات وسعيد بوعقبة يطالبان بإنشاء نقابة جديدة لحماية الصحافيين من التهميش
130 صحفي دخلوا مسابقة توظيف نجح منهم 10 فقط
الدكتور براهيم براهيمي الذي كلف مؤخرا بإدارة المدرسة العليا للصحافة، كان من ضمن الدفعة الثانية التي تخرجت من المدرسة العليا للصحافة بالجزائر عام 1968، ألّف العديد من الكتب التي تحدثت عن علاقة الصحافة بالمجتمع، حيث كشف بأن المدرسة العليا للصحافة كانت ذات تأثير إيجابي على مستقبلهم المهني، لأنها كانت حسبه بالفعل مدرسة للصحافة، وليس كما يحدث اليوم في كلية الإعلام والاتصال، أين يتم تدريس عموميات للطلبة. العشر كليات المنتشرة عبر عشرة ولايات، تدرس فقط عموميات الصحافة والإعلام، وليس نظريات، ويضيف بأنه قد غاب التخصص في هذا المجال، ولهذا قررت السلطات حسبه فتح مدرسة عليا للصحافة تعتمد على نظام التخصص من أجل تكوين صحفيين مختصين في الميدان، بمشاركة ناشرين في برنامج التكوين، وهنا قال المتحدث: "نحن اليوم في حاجة إلى الإعلام العلمي، وحاليا أدافع عن الفرع الاجتماعي والثقافي ليكون ضمن برامج التكوين"، الذي لابد حسبه أن يتخصص فيه الصحافيون، حيث أصبح المجتمع الجزائري خاصة والمجتمعات الأخرى، تعيش على واقع الجرائم المنظمة، وهو ما يحتم إعداد إعلاميين مختصين في هذا المجال.
الصحفي "نتاع الصح" هو الذي يقوم بتحقيق ويبدع ويسأل عن مشاكل المجتمع
في هذا السياق، كشف مدير المدرسة العليا للصحافة بأن على أي صحفي معرفة المجتمع، لأن الكثير يعتقدون أن المشكلة هي بين الصحافة والسلطة، والحقيقة أن المشكلة الأساسية هي بين الصحافة والمجتمع، وللأسف اعتمدنا على التجربة الفرنسية التي أعطت أهمية للتعليق، لأن الصحفي "نتاع الصح" هو الذي يقوم بتحقيق ويبدع ويسأل عن مشاكل المجتمع، وقد استنتجت بأن المستقبل هو للإعلام الجهوي والجواري.
الدكتور براهيم براهيمي كتب أول مقال العام 1967، عندما كان طالبا في المدرسة العليا للإعلام، كان عبارة عن محاضرة للكاتب البار كابو، نشر بجريدة "النصر". وبعد حصوله على شهادة ليسانس في الإعلام العام 1968، التحقت رفقة سبعة من زملائي بالإذاعة الوطنية في ظل الحزب الواحد.
مديرة جريدة "لوريزون": التحقيقات الصحفية غائبة عن مسرح صفحات الجرائد
ندير بن سبع، مدير مكتب الفدرالية الدولية للصحافيين، يكشف ل "الأمة العربية": مستوى الصحفيين أصبح "يتكركر"
الصحافة الجزائرية في وقت مضى، كان يضرب بها المثل
استطلعت "الأمة العربية" آراء بعض الإعلاميين المنضوين تحت لواء السلطة الرابعة التي يريدها البعض سلطة لقضاء حاجياتهم ومصالحهم، بإبداع المناورات الإعلامية للتغطية على الضعف الذي يكشف المستوى الذي وصلوا إليه، مشوهين وجه الصحافة المكتوبة. عدة وجوه إعلامية من مدراء صحف وأساتذة جامعيين، لا يشك أحد في مقدرتهم الإعلامية، شخّصوا الواقع المزري الذي أصبحت عليه الساحة الإعلامية من ضعف في المستوى، مرورا بغياب الضمير المهني، وصولا عند قضاء المصالح على حساب الضمير المهني والصحيفة التي وضعت فيهم الثقة لتشريفها أمام الرأي العام والقارئ.
في هذا الإطار، كشف عمر بلهوشات مدير جريدة "الوطن" في إحدى الندوات الصحفية، بأن ما حققته هذه الصحافة لم يرق إلى التطلعات التي أنشئت من أجلها، متسائلا عن مغزى وجود 75 عنوانا، في حين أغلبها لم يوجد من أجل تشريف المهنة.
عمر بلهوشات، أكد في تشخيصه لواقع الصحافة المكتوبة بأن الصحافة المغاربية والجزائرية على حد سواء، هي مهددة. في هذا السياق، عبّر عمر بلهوشات الملقب ببطل المتابعات القضائية جزائريا ومغاربيا، عن نيته في إنشاء نقابة حرة للدفاع عن شرف المهنة وحرية التعبير، لأن النقابات الموجودة لا تمثل حسبه أغلب الصحفيين.
علي فوضيل، مدير جريدة "الشروق اليومي"، كشف من جهته من خلال عملية الكشف الطبي عن إمراض الصحافة، عن وجود قفزة نوعية في مجال حرية التعبير. في ذات الوقت، لم يخف تذمره مما يحصل من تجاوزات لحدود أخلاقيات المهنة الذي وصفه بالسودوي.
في هذا السياق، كان رأي السيد عبروس من جريدة "ليبارتي" منطقيا، كاشفا أن الصحف أصبحت لا تسير بعقلية تسيير جريدة، بل كمؤسسة تجارية، كاشفا أن هذه الصحافة التى ولدت مع بداية الارهاب لم تدرب صحفييها على التحريات الصحفية، بحيث أصبح حسبه مدراء الصحف يسيرونا محتويات المقالات. السيد عبروس شدد على وجوب تحسين مستوى الصحفيين وتحفيزهم حتى يكونوا في مستوى المهنة والمهنية.
مديرة جريدة "لوريزون" التحقيقات الصحفية غائبة عن مسرح صفحات الجرائد
نعيمة عباس مديرة جريدة "لوريزون" العمومية، قالت إن الصحافة المفرنسة أصبحت مهددة بعد تقلص حجم مقرؤويتها، في الوقت الذي أصبحنا نلاحظ بروز صحافة الفضائح، مسجلة غياب التحقيقات الصحفية التي لم يعد لها مكانة في الصحافة المكتوبة إلا في بعض الجرائد تعد على الأصابع التي تنشر حسبها من حين لآخر بعض التحقيقات، ولكن هذا ليس كافيا مقارنة بمدة وجود صحافتنا التي كان من المفروض أن تحقق نتائج تعكس حقيقة التضحيات التي قدمها قدماء المهنة، ومن جاء من بعدهم.
من جهته، قدم السيد عبدو مدير سابق للتلفزيون، شرحا مفاده أن وجود 75 عنوانا صحفيا لم يأت لخدمة الصحافة المكتوبة، بل لتفجرها ما بداخلها، كما حدث للأحزاب السياسية التي بلغت نفس عدد الصحف، والنتيجة معروفة للجميع، مضيفا بأن مشكلة الصحافة العمومية ليس في عدم كفاءة صحفييها أو قدرتها على المنافسة، بل راجع إلى أنها رهينة للخط المرسوم لها ودفتر شروط فرض هذا التوجه.
130 صحفي دخلوا مسابقة توظيف نجح منهم 10 فقط
من خلال تجربته الإعلامية، كان رأي سعيد بوعقبة الصحفي المخضرم من الذين يعرفون خبايا النظام وكواليس الإعلام، يحمل رسائل مشفرة، كشف من خلاله أنه كان خلال عام 1987 برفقة زملائه من صحافة الحزب الواحد أول من قادوا حركة تمردية ضد تقييد حرية الصحافيين. وعن مستوى الذي وصلت إليه الصحافة المكتوبة، صرح هذا الأخير بأن معهد الإعلام لم يعد يوفر للحقل الإعلامي صحافيين بمعنى الكلمة، في زمن ظهرت فيه حسبه "صحافة حك تربح"، واصفا إياها بألعاب اليانصيب وجرائد "كح وعڤب".
في هذا الإطار، كشف بأنه خلال العام 2001 أجريت عملية توظيف لصحفيين بجريدة "الشروق اليومي"، لم يستطع سوى 10 صحفيين من مجموع 130 صحفي دخلوا المسابقة اجتياز عتبة الكتابة، ممن لهم القدرة على كتابة مقال، فاضحا في سياق حديثه عن وجود صحافيين أصبحوا يبزنسون بقضايا المواطنين، ومنهم من يتاجر بقضايا الوطن. هولاء يهددونا الولات والأميار والمسؤولين بملفات للحصول على المقابل. وفي سياق آخر، ثمْن بوعقة أمنية عمر بلهوشات الذي شجع هو كذلك على إنشاء نقابة حرة للصحافة.
ندير بن سبع يكشف ل "الأمة العربية":
مستوى الصحفيين أصبح "يتكركر"
الصحافة الجزائرية في وقت مضى كان يضرب بها المثل
مستوى الصحفيين أصبح اليوم من بين أهم نقاشات قدامى الكتّاب الصحفيين الذين مكنوا الصحافة الجزائرية من الوصول إلى مكانة يضرب بها المثل على حد تعبير السيد ندير بن سبع مدير مكتب الفدرالية الدولية للصحفيين بالجزائر، الذي قضى قرابة 15 سنة في الصحافة. هذا الأخير، كشف ل "الأمة العربية"، فيما يخص مستوى أداء الصحفيين الجزائريين الذي قال عنهم "مستواهم اليوم أصبح يتكركر"، مضيفا "الصحافة الجزائرية كان يضرب بها المثل، لأن عمل الصحفي في ذلك الوقت كان هو من يمكن الجريدة من الانتشار.. أما اليوم فيقول ذات المتحدث إن مسؤولي الجرائد أصبحوا يتجاهلون جلب أبرز الأقلام الصحفية ولا يهمهم إلا الإشهار الذي أصبح نقمة على الإعلام".
نظرية قشرة البصلة لسيغفريد فايشنبيرغ
الإعلام والصحافة كنظام وظيفي، يكتسب شرعيته وهويته من خلال الخدمات والمنجزات ضمن دورة العلاقات في المجتمع
خلال إعدادنا لهذا التحقيق، سألنا الكثير من طلبة كلية الإعلام والصحفيين العاملين في الحقل الصحافة المكتوبة، عن نظرية قشرة البصلة التى تتحدث عن الإعلام الجواري وأخلاقيات المهنة، وللأسف وجدنا الكل جاهلا لأهم نظرية وضعها أكبر صحفي في أوروبا والعالم، حيث يُعد البروفيسور سيغفريد فايشنبيرغ صاحب هذه النظرية وواحدا من أبرز المفكرين الألمان في مجال علم الصحافة والإعلام والإتصال الجماهيري وأبرز المنظرين لهذه العلوم في العالم.
خبرة فايشنبيرغ العملية في مجال الصحافة والإعلام والاتصال الجماهيري، توازي قوة ملكته النظرية، بحيث كان مديرا لتحرير العديد من الصحف ومحطات الإذاعة والبرامج التلفزيونية بمختلف أجناسها، والمشرف على العديد من الدورات الإنتخابية السياسية عند نقلها تلفزيونيا. كما ترأس من العام 1999 وحتى العام 2001 إتحاد الصحافيين الألمان الذي يضم حوالي 40 ألف عضو. نشر فايشنبيرغ أكثر من عشرين كتابا ومئات المقالات والدراسات المنشورة والمتوزعة بين الصحف والمجلات المتخصصة. ومن أشهر كتبه كتاب الصحافة في ثلاثة مجلدات والذي يُعد حجر الزاوية في علم الصحافة والإعلام في الدراسات الأكاديمية المكتوبة بالألمانية، وكذلك كتاب المرشد في الصحافة والإعلام و حقيقة وسائل الإعلام، الخبر الصحافي الصحافة والموهبة الحرفية، الصحافة في مجتمع الكمبيوتر، ومستقبل الصحافة، وغيرها. وتعد نظريته وأنموذجه المسمى قشرة البصلة من أشهر النماذج التي تنظر إلى الصحافة كنظام إجتماعي.
يعتقد سيغفريد فايشنبيرغ بأن الإعلام والصحافة كنظام وظيفي، يكتسب شرعيته وهويته من خلال الخدمات والمنجزات التي يقدمها ضمن دورة العلاقات في المجتمع. أما وظيفته، في تقديمه لموضوعات لإنجاز عملية الاتصال الجماهيري التي تتسم بالجد والإثارة، التي لها علاقة بالتشكيلة الاجتماعية، ونماذجها.
ورغم أن فايشنبيرغ واحد من كبار المنظرين في العالم في مجال علم الصحافة، فإنه يؤكد بأن الصحافة والإعلام كانت وستبقى دائما معتمدة بكاملها على الخبرة العملية وعلى التطبيق. فالتأمل النظري والفعل العملي يقدمان حسبه قوانين العمل الصحافي، مع أن هذا الأمر لا يعني بأي حال من الأحوال تطابقا بين علم الصحافة وعلم الاتصال.
علم الاتصال حسب نظرية قشرة البصلة يركز بشكل أساسي على الخبرة العملية والممارسة مع تلك العوامل التي تؤثر على مضمون الخبر وتمنحه المصداقية الإعلامية. شروط وتأثيرات وتوابع هذه العملية، سيكون لها التأثير على الفعل الاتصالي في وسائل الاتصال الجماهيري.
بنى فايشنبيرغ نظرية البصلة مستلهما شكل وتركيب البصلة، التي لها أربع طبقات فقط. الطبقة الخارجية تضم القواعد العامة، الطبقة الثانية والأصغر منها تضم البنى. أما الثالثة، فتضم الوظائف، وأخيرا يأتي اللب الذي يركز على الدور في كل حقل.
التشكيل الدائري لهذه النظرية ليس بهذا التبسيط، فهو قبل كل شيء يضع بعض التفصيلات التي يفرق فيها بين الإعلام والصحافة، ويقسم كل هذه الطبقات في أربعة مربعات هي كالتالي:
1- النظام الإعلامي: ويضم هذا المربع كل ما تضمه الطبقة الخارجية العليا للبصلة (أي سياق القواعد العامة أو الأصول)، وهي هنا كما يفصلها في نقاط هي:
أ. الشروط الاجتماعية.
ب. الأسس التاريخية والحقوقية.
ج. السياسية الإعلامية.
د. المستوى الحرفي والأخلاقي.
2- المؤسسات الإعلامية: ويضم هذا المربع كل ما تضمه الطبقة الثانية والداخلية من البصلة (أي سياق البُنى)، وهي هنا كما فصلها في نقاط هي:
أ. المؤسسات الاقتصادية.
ب. المؤسسات السياسية.
ج. المؤسسات التنظيمية.
د. المؤسسات التكنولوجية.
هنا يتم الحديث عن المؤسسات التي للإعلام علاقة بها والتي هي في مجملها لها تأثير إقتصادي وتنظيمي على (قوة تأثير) الإعلام.
3- الرسائل الإعلامية: ويضم هذا المربع كل ما تضمه الطبقة الثالثة من البصلة (أي السياق الوظيفي)، وهي هنا فصلها فايشنبيرغ في النقاط التالية:
أ. مصادر المعلومات ومصادر توضيح.
ب. نماذج الخبر الصحفي وشكل التقديم.
ج. تكثيف الواقع المعاش.
د. التأثير ورجع الصدى أو الترجيع.
في هذه الدائرة، يتم الحديث عن جوهر الرسالة الاعلامية سواء من ناحية الجهد في التقديم أو في رصد تأثير المنظومة الاعلامية من خلال التوقف عند الأسئلة التالية: من أين يستمد الصحافيون مادتهم الاعلامية؟ ما هي الالتزامات وأشكال التبعية التي عليهم تقديمها من أجل الحصول على المعلومات؟ ما هي أشكال الخبر الصحفي التي عليهم التركيز عليها؟ ما هي أشكال الخبر الصحافي التي عليهم اعادة صياغة المعلومات من خلالها؟ وفق أية قواعد يمكن للصحافيين ان يجعلوا من الأحداث خبرا صحافيا؟
ما هي ملامح الواقع البارزة التي عليهم التوقف عندها من أجل إعادة تقديم الواقع بمصداقية؟ ما هي الخيارات التي تقف أمام الصحافة والاعلام؟ وهناك السؤال المركزي ألا وهو رصد تأثير وسائل الاعلام على جمهورها من خلال مواقفهم وتصوراتهم وافعالهم؟
4- ممثلو الإعلام: ويضم هذا المربع كل ما تضمه مركز البصلة ولبُها (أي سياق الأدوارالتمثيلية)، وهي هنا كما فصلها فايشنبيرغ تتمثل في النقاط التالية:
أ. العلامات الديموغرافية الواضحة.
ب. الوضع الاجتماعي والسياسي.
ج. الوعي الذاتي للدور وسمعة الجمهور.
د. الحرفية والفعل الاجتماعي.
هنا يتوقف فايشنبيرغ عند القوانين الموضوعية والأطر التي تتحكم بالأداء الصحافي والإعلامي والشروط التي يفرضها التطور التقني لوسائل الاتصال على طبيعة الأجناس الخبرية الصحافية والاعلامية.
هذه الدوائر والمربعات، يمكن بحثها كل على حدة وبشكل منفصل وبمناهج تجريبية من خلال إستطلاعات الرأي أو الرصد، مثلما يمكن أخذها بمجملها ككل. لكنه يؤكد أيضا أن هذه البحوث سوف لن تخلو من المشاكل والتحديات النظرية والمنهجية، خاصة في اختلاف النظر حول أولويات كل دائرة ومساقاتها، أو في تداخل المساقات وتنسيبها لدوائر أخرى غير التي هو قدمها؟
أهمية نظرية فايشنبيرغ
بعض المنظرين الألمان في مجال علم الاتصال أمثال ستيفان فيبر، أرمين شول، وغيرهم، لا يعدون (قشرة البصل) لسيغفريد فايشنبيرغ نظرية وإنما إنموذجا (موديلا) إلى جانب النماذج النظرية المهمة في مجال علم الصحافة والاعلام والاتصال الجماهيري التي قدمها دونسباخ، نويبيرغر، كوركه، رينغر وغيرهم، لكنهم لا ينفون عنها أهميتها التاريخية، وإعتبارها أهم أنموذجا إستطاع الاستفادة القصوى من التحليل الماركسي الكلاسيكي ومن تحليلات الماركسية الجديدة بعد مزجها بوجهات النظر الديموقراطية والليبرالية عن المجتمع المدني الصناعي والمجتمع ما بعد الصناعي.
أخلاقيات المهنة الصحفية
ترتبط أخلاقيات الممارسة الإعلامية في دول عديدة بالتقاليد والأعراف أكثر من ارتباطها بالقوانين، لذا اهتمت العديد من بلدان العالم، بإصدار مواثيق شرف إعلامية تحوى المعايير الأخلاقية التي يجب أن يسير على نهجها العام الإعلاميين والصحفيين لتحقيق أكبر قدر من الأمانة والصدق في نقل المعلومات، ويرجع ظهور مواثيق الشرف على الصعيد الدولي إلى عام 1913 لتحسين الأداء الإعلامي وتوجيهه لصالح جمهور المتلقين، حيث بذلت محاولات عديدة لوضع قواعد سلوك مهني للإعلاميين.
أقدم هذه المواثيق أطلق عليه" قواعد الأخلاق الصحفية" صدر في واشنطن عام 1926 ونشأ في ذلك العام الاتحاد الدولي للصحافيين واتخذ عددا من الإجراءات الهادفة إلى تنظيم المهنة ذاتيا بواسطة المهنيين من رجال الصحافة من بينها: إنشاء المحكمة الدولية للشرف في عام 1931 وتطبيق ميثاق الشرف المهني الذي صدر في عام 1939.
ورغم ما عرفته الصحافة المغربية من تطور وحظ وافر من الأهمية خلال السنوات الأخيرة في حياتنا المعاصرة، سواء أكان ذلك بارتباطها بالتطور الكمي والتكنولوجي أو على مستوى الانفتاح الإعلامي على مصراعيه السمعي والبصري ولا ننسى المكتوب.
اللجنة الدائمة للإعلام العربي تعمل على متابعة أهم النبوذ التي يضمها ميثاق الشرف الإعلامي العربي والذي وقع إقراره من طرف مجلس الجامعة العربية بتاريخ 14 شتنبر 1978، بعدما قدمه ميثاق التضامن العربي الصادر عن أشغال مؤتمر القمة العربي بالدار البيضاء سنة 1965. وواضح أن اللجنة الدائمة للإعلام العربي التابعة لنفس المجلس حين سعت إلى وضع ميثاق من هذا القبيل فهي لم تنطلق مما هو سائد في التجربة الإعلامية العربية، بل انطلقت من اعتبار ما يجب أن يسود أو يكون في هذه التجربة. وميثاق الشرف من خلال لجنة المتابعة المنبثقة عن المناظرة الوطنية الأولى للإعلام تلزم الصحافيون العاملون في مختلف المنشآت الإعلامية المغربية بالمبادئ التالية:
اعتبار حرية الصحافة، وحق المواطن في الإعلام والمعرفة، وحقه في التعبير عن رأيه بحرية كي يمتلك أدوات المشاركة الواعية والمستقلة في الحياة العامة للمجتمع وفي مراقبة المسئولين عن تدبير الشأن العام أهدافا يسعى الجميع لتحقيقها والالتزام بالدفاع عنها.
التأكيد على وضع حد فاصل بين واجب عدم التعرض للحياة الخاصة للملك وأفراد الأسرة المالكية التي تعتبر ملكا لهم، والحق في المعالجة الصحافية لطريقة تدبير الحكم في بلادنا ومواكبة مطالب الإصلاح، وذلك بأسلوب يتسم بالرصانة والمهنية والنزاهة الفكرية، والاحترام الواجب لرئيس الدولة أمير المؤمنين.
ويمكن إدراج في هذا الشأن حماية الخصوصية، فهي أيضا تعتبر مبدأ قائما في الكثير من مواثيق الشرف التي تضعها المنظمات والجمعيات الإعلامية، وتدل عليه النماذج التالية: (مجتمع الصحافيين المحترفين... وينص أحد نبوذه على أنه يجب أن تحول وسائل الإعلام دون خرق حق الأفراد في الخصوصية ميثاق محرري وكالة أسو شيت بريس (احترام الحق الفردي في الخصوصية). اتحاد مديري أخبار الراديو والتلفزيون (على الصحافيين والإذاعيين أن يراعوا في جميع الأوقات الاحترام الإنساني للخصوصية الفردية... وأن يحسنوا التعامل مع الأشخاص الذين تتناولهم الأخبار).
وهذا ينص أيضا على عدم المساس بالشخصيات العمومية، أي له علاقة بما يعرف بالأشخاص ذوي الشهرة الاجتماعية، الاقتصادية، الفنية والفكرية... حيث يرى هؤلاء بأن التعرض لنشر أخبارهم الخاصة، هو مجرد الإساءة إلى مراكزهم ومجالات نفوذهم، وغالبا أيضا ما يعيدون ذلك إلى التحريض المؤدى عنه من جهات لها مصالحها الخاصة وكثيرة الشخصيات من هذا العيار التي تم الإطباق العام على سلوكياتها.
اعتبار الوحدة الترابية للبلاد من الثوابت، ومن واجب الصحافة عدم التحريض على الانفصال أو تشجيعه أو الإشادة بأعمال العنف وتبريرها، ويحق للصحافة الوطنية الحصول على كل ما تحتاجه من معلومات ومعطيات من المصادر التي تتوفر عليها، ما لم تكن سرا من أسرار الدفاع الوطني، كما يحق لها نشر ما تراه يستجيب لحق المواطن في الإطلاع والمعرفة.
الصحافي المهني وسلوك التقمص
قد يتقمص أحد الصحافيين دورا خاصا يتستر من خلاله على مهنته الصحافية الأصلية، وقد يرافق هذا التقمص استعمال أدوات تسجيلية وتصويرية عن طريق الإخفاء. وكل ذلك بغاية انجاز تحقيق يهم إحدى الوضعيات والتي تكون عادة مشبوهة بأفعال من قبيل التزوير والاختلاس أو الإساءة للنفع العام والمؤسسات العمومية كالمستشفيات والخيريات وغيرها... هذا الموقف نجد من ورائه دائما عدة دوافع، وهي تختلف بين التفرد والسبق الإعلاميين واستقطاب عدد إضافي من المتلقين، ما يجعل أمر الإقدام عليه ذا إثارة خاصة وجاذبية قوية في الممارسة الصحافية، بل نجد أن بعض الصحافيين سيستفيدون من جوائز تقديرية على انجازاتهم الصحافية، ومع ذلك فالصحافيون والنقاد سيضعون هذا الموقف في دائرة اعتبار مزدوج:
فالشطر الأول ينظر إليه كسلوك شائن لا يخلو من الخداع، وبالإمكان تعويضه بالسعي الحثيث وراء الحقيقة عن طريق التحري الدقيق والتسلح بشجاعة اقتحام مصادر الخبر علانية سواء كانت أشخاصا أو أماكن.
أما الشطر الثاني، يرى في الخداع إمكانية مشروعة في حالة كونه ممثلا للأسلوب الوحيد والمتاح كما في حال تأديته لمهمة تخدم الصالح العام.
عدم المس بالتعددية العرقية والثقافية للشعب المغربي، ونبذ العنف والإرهاب، ومجابهة خطاب التفكير والكراهية والعنصرية،والامتناع عن الإشادة بها والترويج لها.
احترام الكرامة الإنسانية وعدم التشهير بالأشخاص أو المس بأعراضهم وشرفهم أو لونهم أو جنسيتهم أو دينهم أو صفاتهم الجسمانية، وفي جميع الأحوال احترام الحياة الشخصية للأفراد.
ويدخل في بابها أيضا استغلال المآسي: وذلك بأن يقوم صحافي بتصوير مشاهد إنسانية مصابة بالتشوه الخلفي أو تعرضت لجرائم بشعة، فيستغرق في الوصف إلى حد تعرية موضوع النشر من حرمته الإنسانية، إلى غيره من الحالات التي تدخل في نفس الاتجاه والتي تصنع قصة خبرية غالبا ما تستهوي الكثير من النشرات الصحافية بحوافز متجددة، لا يكون أهمها إلا حافز الإثارة كما هو قائم حاليا في عدد من النشرات المتنافسة، وتبقى في هذا الموقف ومثله مسألة أخلاقيات المهنة مستحقة وبشكل جدي لما يفيد معناها السلوكي والشخصي كقمة فكرية وثقافية، قبل معناها المهني الصحافي.
وتواجه مواثيق الشرف وأخلاقيات المهنة الصحفية في جميع البلدان وليس المغرب فقط مشاكل كبيرة تؤدي إلى عدم تطبيقها مما يودي إلى لجوء بعض الحكومات إلى فرض قوانين تقيد العمل الصحفي.
ستظل قضية أخلاقيات المهنة محل جدل وجذب وشد بين الصحفيين والحكومات بسبب اعتقاد كل طرف أن الطرف الآخر لم يوفي بالتزاماته اتجاه الآخر، رغم أنها بدأت في طور التلاشي بعد انطلاق ثورة المعلومات والصحافة الالكترونية العبرة للحدود والقنوات الفضائية التي لن يوقفها رقيب وستدخل كل بيت بمجرد الضغط على الأزرار.
بوتفليقة وعد بمراجعة قانون الإعلام
وجه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة يوم 2 ماي رسالة إلى الأسرة الإعلامية الوطنية، في سابقة الأولى من نوعها منذ توليه رئاسة البلاد عام 1999، حيث التزم الصمت إزاء الصحافة الوطنية، ولم يباشر بأي نوع من أنواع التعاطي معها، وعشية الاحتفال باليوم العالمي لحرية التعبير، أكد رئيس الجمهورية في خطابه، تقديره لما حققته هذه الأخيرة من مكاسب، على طريق تكريس مبادئ الحرية و الحق في التعبير، قائلا "والتوافق في خدمة الوطن وترقية قيم المواطنة داخل المجتمع، وتعزيز الممارسة الديمقراطية من النشاط الطفيلي الذي كثيرا ما أساء إلى العمل الصحفي وإلى هدفه النبيل".
كما حيا بوتفليقة، خلال خرجته الأولى بعد انتخابه إلى عهدة رئاسية ثلاثة والتي قادته إلى تدشين بعد المشاريع بالعاصمة، العاملين في حقل الإعلام الوطني، على ما قدموه من تضحيات في الماضي وخاصة خلال العشرية السوداء التي تخبطت فيها البلاد، وعلى ما تقده اليوم "لمواكبة عملية انتقال المجتمع إلى مرحلة ما بعد الإرهاب".
كما أثنى على الكفاءات الإعلامية الوطنية المتواجدة بالمهجر، منوها في ذات السياق، بأدائها وقدرتها في فرض حضورها بكبرى وسائل الإعلام العربية والأجنبية، مشير إلى أن "الاعتزاز بمساهمتها في ترقية المنظومة الإعلامية الوطنية، التي سنمكنها من أدوات التطور والانتشار في كنف مناخ تسوده المرونة وحرية المبادرة والاحترافية"، مؤكدا بأن الحق في الإعلام لن يكون متناقضا مع التغيرات السياسية والاجتماعية، بقدر ما يكون مؤثرا فيها، مشيرا إلى أن جهود الإعلام الوطني "يضاعف من الجهود الرامية إلى تحقيق أهداف في الأمن وألامان والتنمية المستدامة".
كما دعا رئيس الجمهورية في نفس الرسالة، أعضاء الأسرة الإعلامية لفتح مجال النقاش لتصدي للآفات الاجتماعية، مشيرا إلى المحسوبية، البيروقراطية، الجهوية و الرشوة و الفساد، مؤكدا على أن تمسك المواطنين بحقهم في الممارسة الديمقراطية و التعبير الحر، كانت فيه الصحافة الوطنية الأداة المؤثرة.
مصيفا في ذات السياق، بأن حرية الإعلام والتعبير الحر هو "ركن حصين في المشروع الديمقراطي"، ليعود بوتفليقة لتذكير بوعوده التي قدمها للأسرة الإعلامية خلال عرضه لبرنامجه الانتخابي، خلال الحملة الانتخابية لرئاسيات 9 أفريل المنصرم، والتي أكد خلالها بأنه سيعمل من أجل تكريس الاحترام والدعم المتواصل، من أجل تسهيل ممارسة وتطوير المهنة، وترقية أداء مختلف المؤسسات الإعلامية، المستقلة منها أو العمومية، مؤكدا أنه سيعمل من أجل "وضع نصوص تشريعية تراعي التطور الذي فرضته ثورة الإعلام والاتصالات الجديدة، ودعم المناهج الجديدة في مجال التكوين وتحسين الخدمات".
كما دعا رئيس الجمهورية في ذات السياق، الحكومة والأطراف المعنية بمجال الإعلام في البلاد، إلى مباشرة بحث معمق حول الأحكام القانونية، الكفيلة بالارتقاء بالصحافة "إلى مستويات أعلى من الأداء المهني المطلوب"، مؤكدا بأن عملية معالجة التشريع الإعلامي في البلاد، من شأنها أن تكون منطلقا لوضع سياسة اتصال وطنية، مضيفا أن الجزائر مطالبة اليوم بتواصل مع التكنولوجيات الحديثة والرقمنة، والتي قال عنها رئيس الجمهورية بأنها "ليست خيارا، بل حتمية".
كما ختم بوتفليقة رسالته الموجهة إلى الأسرة الإعلامية، بحثهم على إرساء ثقافة أخلاقيات المهنة، والتعامل مع القضايا بالموضوعية والحياد، لضمان مصداقيتها، التي قال بأنها هي التي تضمن لها الاحترام والديمومة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.