تشتهر ولاية البويرة بعدة ينابيع، تعود لعصور غابرة، إلا أنها أخذت في الزوال، جراء عدة عوامل، الأمر الذي يتطلب إعادة تهيئتها، حسب المقاييس العصرية• فالزائر لمختلف مناطق الولاية يلاحظ أن عددا كبيرا من هذه الينابيع أصبح في طي النسيان، بسبب إهمال الإنسان لها، رغم أنها كانت ملتقى عدة قوافل تجارية، أشهرها عين قراوش التي تقع عند المخرج الجنوبي لمدينة البويرة وكانت مقصد الناس سواء للارتواء بمياهها العذبة، التي تشفي العليل أو الاستمتاع بخرير مياهها، إذ مازال السكان يتذكرون وبكل ألم تلك السنوات الذهبية التي كانت فيها هذه العين تدر كميات من المياه المفيدة في الوقاية من عدة أمراض، وحتى الشفاء منها وكانت بمثابة أحد المعالم التي تميز المنطقة، لكن منذ منتصف الثمانينات عبثت يد الإنسان بهذا المنبع، بل بهذا المعلم الهام وخربته وحولت مياهه إلى وادي الدهوس• والآن فالوقت حان لإعادة الاعتبار لعين قراوش، عن طريق إعادتها إلى الوجود ليرتوي منها الضمأن وتساهم في جمال المدينة والديكور الذي كان يلازمها منذ قرون غابرة• وغير بعيد عن هذا المنبع، وبالضبط بمحاذاة الطريق الولائي رقم 127 الرابط بين البويرة وسور الغزلان، يوجد منبع يعرف باسم حوض ماركو، الذي مازالت مياهه تسيل وتضيع سدى منذ عدة سنوات، وهو الذي كان سابقا بمثابة ملتقى للمسافرين• إذ يتطلب تدخل الجهات المعنية لإعادة تهيئته وإجراء تحاليل مخبرية على مياهه حتى يتسنى للمواطنين استهلاكها دون ان ننسى الينابيع الأخرى منها عنصر علال، عنصر المشتلة المعروف باسم لابيبينيار الواقع بمحاذاة حي 250 مسكن بمدينة البويرة، والذي ازيل من الخريطة وأصبح في خبر كان بعد تحويل مياهه إلى الوادي واقامة مكانه طريق يجاور متوسطة صالح سي يوسف، إذ أن هذا المنبع كانت تحيط به حديقة غناء تحوي عدة أنواع من الأشجار والنباتات النادرة والطيور والتي للاسف تعرضت للاهمال والتخريب منذ سنوات الثمانينات إلى جانب منبع خزان المياه ومنبع المحطة اللذان لقيا نفس المصير•