تستثمر دول العالم مئات المليارات من الدولارات سنوياً في مجال الطاقة المتجددة، كالشمس والرياح والمياه وغيرها من عناصر الطبيعة، وذلك بهدف التقليل من الاعتماد على النفط مصدر الطاقة الرئيسي القابل للنضوب، فيما تثار التساؤلات عن حصة بلداننا العربية من هذه الاستثمارات وأهميتها في ظل غنى المنطقة بالنفط، إذ يستثمر العالم أكثر من 100 مليار دولار سنويا في قطاع الطاقة البديلة والمتجددة فيما يتوقع الخبراء أن يصل هذا المبلغ إلى 3 تريليونات دولار بحلول العام .2030 وقال الخبير في شؤون الطاقة، الدكتور عبد الله أميري، إن ''الكلفة الرأسمالية الأولية للطاقة المتجدّدة أغلى بكثير من الطاقة المتولّدة من الوقود الأحفوري''، مشيراً إلى أن تكلفة إنتاج الطاقة الشمسية تبلغ نحو 3 آلاف دولار لكل كيلو واط، مقارنة ب400 دولار للتوربينات الغازية، لكنه أشار إلى أن هناك تطور حاصل في إنتاج الطاقة من الرياح، إذ تبلغ تكلفة إنتاج الكيلو واط الواحد من طاقة الرياح نحو ألف دولار فقط• وكان بنك ''ساراسين'' السويسري أصدر مؤخراً تقريرا توقع فيه أن يستفيد قطاع الطاقة المتجدّدة من الأزمة المالية العالمية، وتوقع التقرير أن يتم تنفيذ برامج استثمار بقيمة 40 مليار دولار خلال السنة الحالية، تليها برامج أخرى ب75 مليار دولار في العام القادم•ورغم أن دول الخليج تتصدّر قائمة منتجي النفط في العالم، إلا أن السعودية تسعى لتصدير الكهرباء المنتجة من الطاقة الشمسية في غضون خمسة عقود وتخطط حالياً لبناء مدينة الشمس في الصحراء من أجل ذلك، كما أن دولة الإمارات التي اختيرت مؤخرا كمقر لوكالة ''إيرينا'' تبني حالياً مدينة ''مصدر'' التي تعتمد بشكل كلي على مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة وبكلفة إجمالية تبلغ 22 مليار دولار• لكن هذه الخطوات لا تزال خجولة مقارنة مع الخطوات الغربية، ففي بداية أوت الجاري وضعت مجموعة من 20 شركة ومؤسسة مالية ألمانية خطة بقيمة 400 مليون أورو، أي أكثر من نصف تريليون دولار، لتوليد الطاقة الكهربائية في محطات تقام في المغرب العربي وتنقل لأوروبا بهدف تلبية 15بالمئة من حاجة أوروبا من الكهرباء بحلول العام .2020 وكانت الولاياتالمتحدة أعلنت، نهاية جويلية الماضي، أنها ستقدم قروضا بقيمة 5,37 مليار دولار لتمويل مشاريع الطاقة المتجددة في أنحاء البلاد، كما خصصت 10 مليارات دولار منذ جوان الماضي لتطوير محطات للطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة البيولوجية•وبدأت الصين أيضاً ببناء ثاني مدن الرياح في إقليم ''شينخوا'' لتوليد الكهرباء وسد حاجة البلاد من الطاقة، فيما تنتج فرنسا 80 بالمئة من كهربائها من الطاقة النووية•