يشهد ميناء وهران هذه الأيام حركة دؤوبة للجالية المغتربة التي تغادر التراب الوطني باتجاه العديد من موانئ أوروبا، خاصة أليكانت وألميريا ومرسيليا، وذلك بمعدل رحلتين إلى ثلاث في اليوم، حيث تحمل كل باخرة أزيد من 1200 مسافر، وقرابة 500 سيارة يتم شحنها في ظرف قياسي لا يتعدى في الغالب ثلاث ساعات، بعد التسهيلات الجمركية وبعد أن صارت الإجراءات الإدارية تنفذ داخل الباخرة، فيما يخص إعداد سندات المرور وذلك بناء على الاتفاقية التي أبرمت بين مؤسسة النقل البحري وإدارة الجمارك للتصريح بالعملة الأجنبية، والأشياء ذات القيمة قبل أن مغادرة الميناء• وساهم في تخفيف الضغط على إدارة الميناء ومصالح شرطة الحدود والجمارك خاصة تفعيل التعليمة الرئاسية بتخصيص الرواق الأخضر لمرور العائلات والفئات المعوقة والمسنين من الجالية المغتربة، بعدما ساعدت العملية على ربح الوقت بنسبة 70%، فيما يخص معالجة الوثائق، اعتبره البعض من الجمركيين نقمة، حيث يستعمله المهربون في تهريب رؤوس الأموال والذهب وممنوعات أخرى، خاصة وأن جميع العائدين منه لا يتم توقيفهم إلا في حالة ورود معلومات بشأنهم حسب ضابط جمركي، تفيد بوجود مخالفات، أما ما عدا ذلك فيسمح لهم بالمرور من الرواق الأخضر دون مراقبة تذكر• الرواق الأخضر منفذ للمهربين كانت الساعة تشير إلى العاشرة والنصف عندما دخلنا ميناء وهران الذي وجدناه يعج بحركة المغتربين، الذين كانوا يتأهبون لمغادرة الميناء قبل حلول شهر رمضان الكريم، حيث كانت العودة هذا الموسم مبكرة نوعا ما بعدما اضطر هؤلاء إلى قطع موسم الاصطياف ليعودوا إلى إقاماتهم بديار الغربة، وبعد مرورنا بين أصحاب البذلة الزرقاء لشرطة الحدود والرمادية لمصالح الجمارك وجدنا باخرة طاسيلي راسية بالميناء تنتظر المسافرين وعلى متنها 1137 مسافر و271 سيارة باتجاه أليكانت، ووسط طوابير لامتناهية للمغتربين قاصدين الضفة الأخرى• وقفنا في الرواق الأخضر والذي تمت إقامته وفتحه كما علمنا من مصالح الجمارك تبعا لتعليمات رئيس الجمهورية لتسهيل حركة تنقل المغتربين وكذا تقليص الضغط على جهاز السكانير الذي خصص فقط لمراقبة السيارات للوقوف والتصدي لمختلف عمليات التهريب، خاصة الممنوعات منها، ، لنتتبع بدورنا خطوات المغتربين، حيث علمنا أن الكثير من المهربين ينتظرون موسم الاصطياف أي بعد فتح الرواق الأخضر لتمرير سلعهم المهربة، خاصة العملة الصعبة والذهب، وهم قادمون من أوروبا• وقد تفشت مثل هذه العمليات داخل الرواق، حيث أن الكثير من المغتربين لا يصرحون بحقيقة المبالغ المحمولة معهم بالأورو، ويرفضون التصريح بها لدى مصالح الجمارك عند دخولهم، فضلا عن أشياء أخرى ذات قيمة، ويساعدهم الرواق ليفلتوا من قبضة الجمارك بعد مرورهم خلال الرواق، بحيث لا يصرحون بوجود بضائع ذات طابع تجاري تخضع للرسم جزافي، وإجراءات الجمركة• وقد قال لنا الضابط الرئيسي والذي وجدناه يراقب حركة تنقل المسافرين والسيارات، إن الرواق الأخضر تم تفعيله بناء على تعليمات رئيس الجمهورية وكذا وزارة التضامن الاجتماعي، حيث تم تشكيل خلية بالتنسيق مع الجمارك، إلى جانب خلية ولائية أخرى مهمتها متابعة دخول العائلات الجزائرية المغتربة، وذلك بموجب قرار ولائي، مضيفا أن ''الرواق الأخضر يعد نعمة ونقمة في نفس الوقت، حيث إنه سلاح ذو حدين، من جهة يسهل عملية تنقل المسافرين ومن جهة أخرى يساعد على التهريب، مما بات يتطلب يقظة مستمرة من قبل أعواننا بهدف حماية الاقتصاد الوطني، والتصدي لكل محاولات التهريب، حيث تم تحرير أكثر من 15 قضية تهريب للعملة الصعبة والذهب، ومصادرة وحجز كل البضائع والممنوعات، خاصة قطع الغيار المستعملة، وكذا الدراجات النارية والسجائر ومواد التجميل والألبسة وأجهزة كهرومنزلية وهواتف نقالة، وخاصة الأدوات القديمة المستعملة والتي يتم حجزها مباشرة لحظة وصولها إلى الميناء''• وأفادت مصادر مطلعة بأن مصالح الجمارك حجزت 14 ألف كبسولة أعيرة نارية، وكذا 20 كلغ من الممنوعات تمثلت في غبرة بارود صيد، و179 خرطوشة صيد فارغة، يستهدف مهربوها بيعها في السوق السوداء لأنها محظورة ويمنع استعمالها بسبب الظروف الأمنية خاصة، والتي تستعمل عادة في عمليات مشبوهة، إلى جانب حجز أوراق نقدية بالعملة وكميات من الذهب والعديد من القطع الأثرية خاصة ما يعرف بوردة الرمال التي تهرّب من الجزائر إلى فرنسا ويكثر عليها الطلب بأوروبا• وقد تم تجنيد خلال موسم الاصطياف 60 عونا من مصالح الجمارك لمراقبة حركة المسافرين، وعليه فقد تم تحرير عشرات القضايا وتحويلها إلى المصالح المعنية، وأكد ذات المسؤول أن عمليات تهريب المخدّرات تقلصت وتراجعت مقارنة بالسنوات الفارطة، وذلك بعد تدعيم الميناء بترسانة من كلاب ''سينوتقني'' للدرك الوطني وتصليح الأعطاب التي كانت تسجل على جهاز سكانير، إضافة إلى اليقظة الدائمة لمصالح الأمن والجمارك، حيث لا يخلو أي موقع في الميناء من أصحاب البذلة الرمادية، وكذا الزرقاء مع تنسيق الجهود• استقبال 52015 مسافر و12307 سيارة منذ جوان الفارط سجلت مصالح الجمارك بالميناء دخول 52015 مسافر نزلوا بالميناء بين 9 جوان و31 جويلية• كما تم استقبال 12307 سيارة، في حين بلغ عدد سندات المرور 9675 سند، والسندات المنجزة على متن البواخر وصل عددها إلى 2632 سند، أي بنسبة 79%، فيما تم عبور8811 مسافر عبر الرواق الأخضر بنسبة وصلت إلى 72% فضلا عن سيارات لمسافرين• وأوضح رئيس مصلحة الجمارك بالميناء أنه يرتقب مع بداية الأسبوع القادم الدخول في مرحلة العودة بالنسبة للجالية المغتربة، حيث سجلت هذه الأيام عملية توازن بين الدخول والخروج، بحسب الأرقام الخاصة بتنقل المسافرين والتي تبدو متقاربة بين العمليتين، في انتظار تكثيف حركة الخروج وعدد الرحلات مع مطلع الأسبوع المقبل، وذلك قبل حلول شهر رمضان• شرطة الحدود تحبط محاولات تزوير جوازات السفر والتأشيرات وقال رئيس مصلحة شرطة الحدود بالميناء إن ''ثقل'' عملية دخول وخروج المسافرين يتحملها الأمن بكل مصالحه، بعد تدعيم المصلحة بمعدات مادية وبشرية وتقنية للتصدي لكل المخالفات، وذلك ما ساعد على سير حركة تنقل المسافرين وتفريغ الحمولات في وقت وجيز• وقد سجلت ذات المصلحة توقيف وحجز ما معدله 4 جوازات سفر كل أسبوع، بعد إفشال العديد من محاولات تزوير وثائق إدارية رسمية، خاصة منها جوازات السفر والتأشيرات، حيث تمت معالجة أزيد من 15 قضية، ويبقى الرقم مرشحًا للارتفاع مع عودة الجالية المغتربة هذ الأيام وما يتخللها من تسلل لبعض الحرافة• وأضاف محدثنا ''إن مهمتنا لا تقتصر فقط على مراقبة حركة تنقل المسافرين بالميناء بعد وصول الباخرة، وإنما تشمل كل جوانب الميناء، وذلك ما بات يتطلب المزيد من الحذر واليقظة لإحباط كل محاولات التهريب والغش، كما تساهم مصالحنا أيضا في حملة الوقاية من داء أنلفونزا الخنازير''• مؤسسة الميناء أحصت 40 رحلة بين جوان وجويلية وفي سياق متصل أحصت مصالح مؤسسة ميناء وهران دخول 40891 مسافر وخروج 33893 مسافر بينما عرفت السنة الماضية دخول 39575 وخروج 37823 مسافر أي بزيادة قدرت 3,33% بالنسبة للدخول، و10,39% بالنسبة للخروج، وهذا من مجموع 74784 مسافر مروا بميناء وهران هذه الصائفة، و77398 مسافر سنة .2008 وخلال شهر جوان تم استقبال 15557 مسافر بينما غادر 6351 مسافر، حيث سجلت ذات المديرية في شهر جوان 16 رحلة، بينما 24 رحلة أخرى سجلت شهر جويلية، فيما يرتقب تكثيف عدد الرحلات، الخاصة بالذهاب هذه الأيام من أوت الجاري مع عودة المغتربين تزامنا وشهر رمضان الذي أصبح على الأبواب• وعلى صعيد آخر كشف رئيس مصلحة الجمارك بالميناء أن بعض المغتربين يعودون هذه الأيام محملين بأكياس ملأى بالبطاطا والتوابل والمشروبات الغازية، وكذا أكياس الطماطم التي تبقى أسعارها مرتفعة بفرنسا وإسبانيا ليتم المتاجرة بها في الضفة الأخرى• وبين هذا وذاك يبقى الرواق الأخضر المنفذ الوحيد للمهربين، الذين يفلتون خلاله عن أعين الجمارك ومصالح الأمن، باستعماله كحل وحيد لتهريب مختلف الممنوعات، خاصة العملة والذهب، حيث بات يجنب هؤلاء تسديد الرسومات الجمركية، ويكبد بالتالي الخزينة العمومية خسائر مالية معتبرة جراء عدم التصريح بها، رغم أن القانون صارم وواضح• هذا إلى جانب تهريب الكثير من كتب التبشير عبر أقراص مضغوطة وكتب وهو ما وقفنا عليه وشهدناه بإدارة الجمارك للميناء، حيث حجزت كميات معتبرة من الكتب التبشرية مقدمة ب11 لغة ولهجة من عربية، قبائلية، ترفية و ميزابية و اللغات الأوروبية لتسهيل التبشير بالمسيحية بين مواطنينا.