حيث تصادف وجودنا وصول باخرة "طاسيلي" التابعة للشركة الوطنية للنقل البحري للمسافرين التي كانت قادمة من مرسيليا وعلى متنها 426 مغترب و 151 سيارة وقد علمنا من قائدها أنها حديثة الصنع، حيث يقدر عمرها ب 4 سنوات ويعود إلى 2004 وقد سجلت تأخرا في الوصول بوقت زمني قدره ساعتين والذي أرجعه قائد سفينة نقل المسافرين الى تقيد الباخرة بالسلطات المحلية من رجال الأمن والجمارك لمراقبة حركة المسافرين قبل الإقلاع من ميناء مرسيليا بفرنسا، وليس ما يعتقده البعض الى هرم السفينة أو الأعطاب التقنية التي كانت تسجل في السابق. ونشير أن الميناء استقبل في الفترة الصباحية من الساعة السابعة من يوم الاثنين باخرة "جزائر 02 "القادمة من أليكانت وعلى متنها 173 مغترب و40 سيارة أقل حمولة من طاسيلي، بعدما كان يصل عددهم في شهر جويلية في الرحلة الواحدة الى 1200 مسافر في الباخرة الواحدة ليتقلص عددهم مع انتهاء موسم الاصطياف ويتضاعف في العودة. دخلنا رواق دخول المسافرين الذين كانوا محملين بأكياس ضخمة وحقائب كبيرة تحمل أطنانا من البضائع أغلبها ملابس تم اقتناؤها كما يعرف في الشارع الوهراني بمزابل أوربا وما تلفظه محلاتهم لتتجدد في الموسم المقبل وأغلبها ما يعرف بملابس "البالة" من القديمة والتي سبق لبسها قصد المتاجرة فيها، وهو ما يلاحظ هذه الأيام في أسواق وهران خاصة سوق المدينةالجديدة الذي افترش الباعة أرصفته لعرض تلك الملابس التي تنبعث منها روائح لا تطاق منها ما يعرف "بالكافور" الذي يمنع تمزق الملابس المستعملة، وبعدما تعذر على أصحاب تلك الحقائب حملها لثقلها قاموا بجرها من السلالم بعدما نفدت كل العربات الخاصة بحملها والتي تم الشجار عليها وذلك ما وقفنا عنده من مظاهر العنف وتبادل الكلمات القبيحة بالرغم من تنقلهم وإقامتهم في دول متطورة ومتحضرة. فتح رواق أخضر لمرور العائلات بدون أمتعة والعجزة وقفنا في الرواق الأخضر الذي تمت إقامته مرور العائلات المغتربة منه والعجزة والفئات المعوقة قصد تسهيل حركة خروج المسافرين من الميناء وتقليص الضغط على رواق واحد، وبين أجهزة سكانير لمراقبة السيارات التي كانت في شكل طوابير بعد خروجها من الباخرة، التقينا بمدير الجمارك الذي كان يباشر مهامه رفقة فريق عمل كبير من أعوان وضباط الجمارك وكلهم يقظة لحماية اقتصاد البلاد من عمليات التهريب التي تكثر في موسم الاصطياف، حيث علمنا أن المهربين يفضلونه لنقل البضائع والممنوعات داخل وخارج الميناء والبلاد. بعد مراقبة شديدة وقفنا بمستودع السيارات التي كانت محملة أغلبيتها بالملابس التي كادت أن تتناثر خارج نوافذها وتفجر أبوابها لثقل الحمولة هذا فضلا عن اكياس زرقاء ضخمة فوق سطح السيارات مكتظة بالملابس أيضا. من جهته، أوضح السيد بوشريط عمار، مدير الجمارك بوهران أنه على غرار مواسم الاصطياف للسنوات الماضية فإن إدارة الجمارك على مستوى الميناء وقبل الشروع في موسم الصيف قامت بعقد عدة اجتماعات مع مختلف مصالحها بعدما تم تجنيد للعملية أكثر من 60 جمركي وأعوان آخرين حيث تم تحسيسهم بخطورة الفترة التي تتطلب الكثير من اليقظة والحذر والدقة في التفتيش من أجل حماية الاقتصاد الوطني والاستقبال الحسن للمغتربين بعد توفير كل الوسائل المادية والمعنوية المتاحة لتسهيل حركتهم وخروجهم من الميناء، حيث تم توزيع وتواجد الجمارك في كل المحطات وحتى في الأروقة الخاصة بعبور السيارات للحصول على سند التنقل منه، وخصصنا أيضا الرواق الأخضر لكل العائلات التي لها عدد كبير من الأمتعة على أساس معايير انتقائية موضوعة وغير المشوهة للمرور منه وربحنا بذلك نصف الوقت السابق، كما تم تقليص الضغط على الميناء دون إهمال عنصر وعامل المراقبة الدقيقة. موسم الاصطياف يستغله المهربون لنقل المخدرات الجمارك تجند 60 عونا للمراقبة خاصة وأن هناك الكثير ممن يستغل الفرصة لتهريب كل البضائع بما فيها الممنوعات والمواد المقلدة والأدوية للمتاجرة فيها، حيث أصبحت عملية المراقبة للباخرة لا تتجاوز ثلاث ساعات بعد التكثيف من الأعوان الذين سيتم تدعيمهم قريبا بفريق من الكلاب سينوتقني بعد إبرام إدارة الجمارك بالمديرية العامة اتفاقية مع قيادة الدرك الوطني للإستعانة بالكلاب ذات الأصل البلجيكي والألماني في عمليات إحباط تهريب المخدرات. وكشف من جهته مسؤول بالميناء أن المهربين يقيمون خططا مدروسة ومحسوبة بشكل كبير للفرار من قبضة الأمن والجمارك بالميناء لتمرير المخدرات وسط الزخم الكبير لحركة المسافرين، حيث يستغلون فترة عودة هاته الفئة لتهريب الممنوعات بأساليب احتيالية صعبة لا يمكن الكشف عنها إلا بالخبرة التي تلعب دورا كبيرا في هذه المرحلة الصعبة من الوقت والخاصة بموسم الاصطياف، حيث تم حجز 140 كلغ من القنب الهندي الذي أراد أحد المغتربين تهريبه خارج الميناء ونقله، لكن محاولته باءت بالفشل أمام يقظة ومراقبة مصالح الجمارك لكل المحتويات، كما تم معاينة العديد من المخالفات مست كل أنواع البضائع بما فيها قطع الغيار، الأدوية، الألبسة، الهواتف النقالة والعملة وغيرها، حيث تم حجز 935 غرام من الذهب المهرب و1615 هاتف نقال و 1891 جهاز آخر من لواحقه و42 هاتف نيمريك و45460 أورو و 2586 وحدة ملابس وقنطار سروال من نوع (جين) و 1224 قاروة زيت الشعر و 894 خرطوشة سجائر بكل أنواعها و 112 علبة أدوية و 2586 وحدة من المواد الغذائية المستوردة، كما تم إحباط منذ يومين محاولة تهريب ونقل بدون ترخيص محطة اتصالات محظورة الاستعمال بعدما حاول أحد المغتربين العاملين بمؤسسة ألكتال العامل بمؤسسة "ألكتال" الفرنسية إدخاله الى التراب الوطني عبر الميناء دون رخصة، حيث تشكل خطرا كبيرا على أمن الدولة والمساس به وتسهل عمليات ربط خارجية للجوسسة وتقدر قيمتها بالملايير، إضافة إلى 100 خط وشبكات اتصالات داخلية وأجهزة نيمريك أخرى مختلفة. وعليه، تم تحرير أكثر من 65 قضية قال ضابط مسؤول بالميناء أن مرحلة عودة المغتربين تعد أصعب مرحلة، حيث تكثر فيها عمليات تهريب المخدرات على وجه الخصوص، والتي تتطلب يقظة كبيرة من قبل الجمارك وشرطة الحدود التي تدعمت بكلاب سينوتقني بالميناء لإحباط كل محاولات الغش والتهريب التي تتصاعد هذه الأيام. في ذات السياق، أحصت مؤسسة ميناء وهران، حسب مسؤول مصلحة بها دخول وخروج خلال الفترة الممتدة من جوان وجويلية 88733 مسافر، بعدما دخل 97255 مسافر وغادر 48702 ميناء وهران بزيادة بين الوافدين والخروج تقدر ب 145957 مسافر. فيما سجلت المديرية الجهوية للجمارك بوهران خلال السداسي الأول من السنة الجارية دخول 37475 مسافر و 12620 سيارة ومغادرة 34640 مسافر و9654 سيارة. أما شرطة الحدود فقد أحصت أسبوعيا حجز مابين 10 إلى 15 وثيقة إدارية مزورة من جواز سفر وتأشيرة السفر والإقامة وذلك يمعدل أكثر من 45 وثيقة شهريا مزورة، حيث تم توقيف أصحابه الذين كانوا يسلكون في السابق الهجرة السرية عن طريق قوارب الموت، حيث تم تشديد الخناق عليهم من قبل حراس الشواطئ ليغيروا طريقتهم للهجرة بوثائق مزورة. تراجع عدد المغتربين مقارنة بالموسم الفارط قال مدير الجمارك الولائية، السيد بوشريط عمار، أن ما تم تسجيله هذا الموسم مقارنة بالموسم الفارط فيما يخص حركة تنقل المغتربين تراجع عددهم وتقلصه نتيجة ارتفاع سعر التذكرة، هذا إلى جانب تزامن عطلة الاصطياف بشهر رمضان الكريم الذي يصادف الدخول الاجتماعي، ما أدى إلى انخفاض عدد المغتربين هذه السنة وذلك بنسبة تراوحت ما بين 15 إلى 20 % ، مضيفا "نحن مستعدون للكتفل ب 20 % إضافية أخرى، بعد الاستراتيجية التي تم تسطيرها لتسهيل حركة المسافرين بالميناء وحماية الاقتصاد الوطني من جهة ثانية. وبالنسبة لحركة السيارات، قال بوشريط: "سجلنا ارتياحا بعد اختفاء المركبات الضخمة التي كان يستوردها المغتربون في السنوات الماضية والتي كانت محملة بمختلف الملابس والتي بدأت تزول أيضا نتيجة عمليات الحجز المستمرة على تلك البضائع ليس فقط في موسم الاصطياف وإنما طول السنة، كما تم إحصاء أن الرواق الأخضر قلص الضغط على الميناء بنسبة 53 % لمرور العائلات وليس الأفراد، فيما تم تقليص خلال هذه الأيام عدد المغتربين الوافدين من 1973 مسافر في الباخرة الواحدة إضافة 450 سيارة وذلك بمعدل سكان بلدية من بلديات وهران مثل بلدية حاسي بني بقة والبرية تنقل على متن باخرة في الرحلة كانت تسجل شهر جوان وجويلية بعد إحصاء 4 رحلات للبواخر في اليوم، وبالرغم من هذا الكم الهائل للمغتربين وضيق مساحة الميناء الذي يعود إلى فترة المستعمر حيث منذ تلك الفترة لم يشهد عمليات توسيع، إلا أن إدارة الجمارك وفق التقنيات والإمكانيات المتاحة استعملت كل المساحات والفضاءات من أجل تقليص ضغط حركة المسافر وكذا ربح الوقت بعد تسهيل عملية تحركاتهم وخروجهم من الميناء للتفرغ لمراقبة ايضا التجارة الخارجية من حاويات وغيرها حيث يتم استقبال اكثر من 450 حاوية في اليوم. حيث تعد هذه الفترة من الفاتح جوان الى 10 سبتمبر أكبر وأصعب مرحلة يمر بها الميناء وذلك بمعدل أكثر من 1200 حاوية في الأسبوع يسهر على مراقبتها الجمارك الذين يلتزمون بمناصبهم العملية دون الخروج في العطلة إلا بعد إنجاح الموسم، حيث تكون المراقبة مستمرة ليلا ونهارا لعيون لا تنام تسهر على حماية الاقتصاد الوطني وخدمة المسافرين. قائد باخرة طاسيلي يؤكد أن أي تأخر مرتبط بسلطات أمنية مهمة "الفجر" في الميناء لم تقتصر فقط على شرطة الحدود وإدارة الميناء والجمارك والمغتربين، حيث امتدت إلى قائد باخرة طاسيلي للشرطة الوطنية للنقل البحري للمسافرين (ب.م) الذي انطلق في رحلته العملية بتاريخ 28 جويلية للتكفل بنقل المغتربين الى مرسيليا بعد خروجه في عطلة. أعلن من جهته قائد باخرة طاسيلي أن "أي تأخر يسجل هو خارج عن إرادتنا لأن هناك أسلاك الأمن والجمارك تقوم بمهامها ولا نستطيع التقيد بالوقت المحدد، أمام تلاعبات ومحاولات الغش والتهريب التي أصبحت تتفشى بين المسافرين ، وذلك كله من أجل حماية اقتصاد البلاد، مضيفا أن ارتفاع سعر تذكرة هذا الموسم مع ارتفاع وقود السفن أدى إلى انخفاض في عدد المسافرين ، وذلك أن نفطال تعتبر البواخر الوطنية مثلها مثل أي زبون لا تمارس معنا تخفيضات"، كما يضيف أن الخدمات بميناء وهران أفضل بكثير عن ميناء عنابة الذي تعمه الفوضى ونسجل فيه دائما تأخرا كبيرا بعد تهاون إدارة الميناء والعاملين فيه في تسهيل حركة نقل المسافرين لإفراغ الموانئ قصد استقبال البواخر التجارية الأخرى، وتقل بدرجات عن خدمات ميناء وهران وميناء الجزائر. وبالنسبة لطبيعة الشكاوى التي تتلقاها عادة قيادة الباخرة الخاصة بنقل المسافرين يقول محدثنا أنها تتعلق بعمليات الحجز حسب الدرجات أين يحاول البعض الاستيلاء على أماكن وغرف لغيره ودون وجه حق إلى جانب مشكل آخر فيما يخص بعض الإمكانيات الخاصة بالتهوية ووجبات غذائية وغيرها، لكن كل تلك الشكاوى لم تؤخد بعين الاعتبار من قبل مسيري الباخرة. وسجلت تقارير إدارة مؤسسة ميناء وهران، حسب مدير عام الميناء خلال السداسي الأول من السنة الجارية دخول 715 باخرة بزيادة 20 باخرة عن السنة الماضية، في حين وصل عدد البواخر خلال الشهرين الفارطين الى 73 باخرة تابعة للشركة الوطنية لنقل المسافرين وكذا شركة فرنسية وأخرى إسبانية، التي تعاملت هذه السنة مع إدارة الميناء لنقل المغتربين من وإلى الميناء وبحمولة بضائع قدرت ب 2680131 طن بزيادة 11 % عن السنة الماضية منها الصلبة والسائلة الخاصة بمواد نفطية بكمية تقدر ب 70092 طن من النفط بزيادة أيضا 70 % وب 670824 طن من الحاويات. وعليه، تبقى اليقظة مطلوبة أكثر وهي شعار أسلاك الجمارك وشرطة الحدود وكذا لجنة التسهيلات التي تم إنشاؤها هذا الموسم بالميناء للتصدي لكل محاولات التهريب التي باتت تنخر الاقتصاد الوطني وتكبد خزينة الدولة خسائر معتبرة.