وصلت القافلة ولاية تيبازة في حدود الساعة التاسعة والنصف صباحا، حيث كانت حركة المدينة غير عادية، بالنظر للعدد الهائل من الأشخاص والسيارات التي كانت تنتشر في مختلف الشوارع، وخصوصا على ضفاف البحر بميناء تيبازة المقصد الأول لكل من يحل بولاية تيبازة• كانت بداية نشاط القافلة بمحطة الحافلات بالولاية، حيث استقبلنا المواطنون بقلب رحب، مستحسنين الخطوة التي أقدمت عليها جريدة ''الفجر'' بتنظيم هذه القافلة لأول مرة، وأعجب المواطنون المرتادون على محطة الحافلات لتيبازة بطريقة عمل طاقم القافلة، الذي حرص على توزيع الجريدة مجانا على جميع المواطنين مع تقديم الشرح الوافي والإجابة الكافية على كل استفسارات المواطنين• ''أيا حجوط••• بالجريدة'' في حركة طريفة أضحكت الجميع بمحطة الحافلات لتيبازة، ما أقدم عليه أحد القابضين العاملين بخط الجزائر - حجوط، حيث وبمجرد رؤيته لعناصر قافلة ''الفجر'' وهم يوزّعون الجريدة على الركاب، حتى انطلق بالصياح بعبارة ''حجوط••• بالجريدة'' ثم اتبعه باقي القابضين الذين يشتغلون على مختلف خطوط النقل بالولاية، وهو الأمر الذي أضفى شيئا من الطرافة والمرح وسط المواطنين وكذا طاقم قافلة ''الفجر''• بعد نهاية النشاط بمحطة الحافلات، انطلقت القافلة لتحط الرحال بوسط المدينة وبساحة الآثار الرومانية بالضبط، أين التقينا بالعدد الكبير من المواطنين من مختلف ولايات الوطن، وكذا الأجانب الذين قصدوا ولاية تيبازة لقضاء عطلتهم الصيفية وكذا التعرف على تاريخ وحضارة هذه المدينة التاريخية• فمدينة تيبازة مسرح يستلقي على ضفاف البحر الأبيض المتوسط، ومتحف يزاوج بين الحضارة والطبيعة• مدينة وفية لماضيها العريق الذي يرجع إلى آلاف السنين، حيث تفتح صفحاتها لزوارها لتروي لهم بقايا الآثار والحكايات المثيرة للحضارة الرومانية القديمة التي مرت عليها، وتأخذك المدينة في رحلة عبر الزمان لتجول بك في أحد أهم المعالم السياحية بالجزائر، وترسم بمخيلتك صورة طبيعية وجميلة لمدينة تيبازة• أصل تسمية تيبارة ''تيباسا'' أو تيبازا، كما أسماها الفرنسيون مدينة تقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط وتبعد عن الجزائر العاصمة ب 75 كم غربا، أسسها الفينيقيون كإحدى مستعمراتهم التجارية العديدة، حيث كانت لها مكانة مرموقة• ومعنى ''تيباسا'' في اللغة الفينيقية ''الممر'' لأنها كانت معبرا وممرا للناس بين مدينتي ''إيكوزيم'' أي شرشال حليا و''إيول'' الجزائر، ثم أصبحت تعرف بقرطاجية• وقد أكتشف ب''تيباسا'' مستعمرة فينيقية تعود للقرن ال 5 ق•م• وعندما جاء الرومان حولوها إلى مستعمرة تتبع لاتيوم، ثم تحولت إلى مستعمرة تتبع روما في عهد الإمبراطور كلاوديوس (5441 م)• شاطىء شنوة ثاني محطة كان شاطئ شنوة ثاني محطة لقافلة ''الفجر'' ، حيث استقبلنا رجال الدرك الوطني وقدموا لنا كل الدعم من أجلنجاح ثاني نقطة تحط بها القافلة، إذ انطلقت المضيفات عبر الشاطئ لتوزيع نسخ من الجريدة، وهي الخطوة التي استحسنها المصطافون، مطالبين أن تتكرر مثل هذه المبادرة القيمة مرة أخرى من اجل الاحتكاك بالمواطن مباشرة من خلا تجسيد صحافة جوارية حقيقية• مهنة المصوّر المتنقل آيلة للزوال بتيبازة تشهد مهنة المصوّر المتنقل بالمناطق السياحية بولاية تيبازا اندثارا أو بالأحرى انقراضا، بعد انخفاض الطلب على المصورين المتنقلين• ويتحدث لنا السيد مولود طاجوري صاحب ال 52 سنة، من منطقة سيدي عمر بولاية تيبازة، والذي قضى 20 سنة في ممارسة نشاطه كمصور متنقل بولاية تيبازة، وقال عمي مولود ''اليوم انخفض الطلب علينا و لن نعد كالسابق يتهافت السياح علينا من أجل أخذ صور تذكارية رفقة العائلة والأصدقاء أو بجانب بعض المعالم التاريخية المهمة بالمنطقة، لكن اليوم الكل صار يملك آلات التصوير والهواتف النقالة المجهزة بالمصورات فيأخذون صورهم بأنفسهم وهو الأمر الذي اثر على عملنا بصورة كبيرة للأسف''، ولازال عمي مولود يعمل في هذه المهنة ويقدم خدمات بازهد الأسعار 50 دينار صورة مراسلة، و200 دينار صورة فورية• خ• ع قصة المرأة الحزينة راسخة في أذهان سكان مدينة تيبازة تعتبر أسطورة المرأة الحزينة قصة راسخة في أذهان سكان مدينة تيبازة، حيث يتم روايتها جيلا بعد جيل لأبناء تيبازة أو للقاصدين إليها من الأجانب• وتقول الأسطورة إنه في الزمن الغابر في العهد الرومانيبالمدينة خرج احد الصيادين في يوم من الأيام بسفينته الصغيرة للصيد كالعادة، لكن في ذلك اليوم عرف البحر هيجانا لم يعرفه من قبل، وكانت زوجة هذا الصياد في انتظاره على شاطئ البحر كعادتها، لكن الرجل الذي كانت تكن له الحب العظيم لم بعد في ذلك اليوم، وبقيت المرأة في كل صباح تخرج لشاطئ البحر على أمل أن يعود زوجها، و استمر في ذلك طول حياتها حيث كانت تنتظر كل اليوم إلى غروب الشمس أين تضع يدها على عينها وهي تذرف الدموع على فراق زوجها إلى أن توفيت و هي على تلك الحال بعد سنوات طويلة• ويشهد ميناء تيبازة نصب تذكاريا لهذه المرأة بوسط الميناء حيث يقوم بزيارته كل القاصدين للولاية والسماع لهذه القصة الحزينة من سكان المدينة• خ• ع زوار القافلة محمد ديب (إطار من العاصمة) أرى أن مبادرة مثل التي أقدمت على تنظيمها جريدتكم تستحق كل التقدير والاحترام، فهي تجسيد حقيقي لمعنى الصحافة الجوارية والاقتراب من المواطن و منحه الفرصة للحديث مباشرة مع الصحفي• كما أتمنى للصحافة عموما وللمكتوبة خصوصا أن تبحث عن الحقيقة وتقدمها للمواطن كما عليها السعي وراء مشاكل واهتمامات وتطلعات المواطن البسيط ونقلها للسلطات بصورة شفافة من أجل السعي لتحسين الظروف الاجتماعية التي يعيشها• مرة أخرى أتقدم بالشكر الجزيل لجريد ''الفجر'' وطاقمها الصحفي وإلى طاقم القافلة الشاب على هذه الخطوة العظيمة والقيمة• بلعروسي سهام (مدرسة لغة فرنسية بالوادي) أشكركم على مثل هذه المبادرة القيمة الساعية للاقتراب من المواطن من خلال تجسيد صحافة جوارية حقيقية، لكن ألفت القائمين على جريدة ''الفجر'' الموقرة إلى صورة الصفحة الأولى لنهار اليوم لمجموعة من الإرهابيين، وأتمنى أن تنتبه جريدتكم لمثل هذه الأمور فانتم تعطون أهمية لأشخاص لا يستحقون أي قيمة من خلال الصورة التي وضعتموها، فمثل هذه المواضيع يجب أن تقزم اكبر قدر ممكن ولا يجب إعطاؤها قيمة، وأتمنى أن تأخذ هذا الرأي بجدية• وفي الأخير أشكركم مرة أخرى لمنحي فرصة قول هذا الكلام كما أتمنى لكن النجاح والازدهار• حريزي نبيل (طالب ببواسماعيل) أشكركم على مثل هذه المبادرة القيمة وأتمنى لكم النجاح وأن تبقى شمس جريدة الفجر ساطعة في سماء الصحافة الجزائرية• ويبقى أن أشير إلى شيء مهم وهو أنه على جريدة ''الفجر'' وضع شعار خاص بها يعلو اسمها وهو الأمر الذي تفتقر إليه حاليا، وتحية إلى الصحفي الكبير الأستاذ سعد بوعقبة وشكرا• محمد (تيبازة) اعتبر هذه المبادرة مفاجأة سارة قدمتها جريدة ''الفجر'' لمدينة تيبازة، فهي خطوة أولى من نوعها نشاهدها اليوم بمدينتنا وأنتم مشكورون على هذه المبادرة القيمة الساعية لتجسيد الصحافة الجوارية والاقتراب من المواطن و منحه طرح مشاكله وتطلعاته وانتقاداته، وأطلب من الجريدة الاستمرار في مثل هذه المبادرات• اقبلي أحمد (أدرار) أتمنى من كل قلبي النجاح لهذه المبادرة القيمة الساعية للتواصل مع المواطن والاقتراب منه ومنحه فرصة إبداء انطباعاته المختلفة، وأتمنى أن تشمل هذه المبادرة كل ولايات الوطن• ونحن في ولاية أدرار ننتظركم على أحر من الجمر ونتمنى لكم الازدهار في المستقبل إن شاء الله.