اغتالت مجموعة إرهابية أربعة عشر جنديا بالطريق الرابط بين بلديتي الداموس وبني مليك بأقصى غرب ولاية تيبازة، غير بعيد عن الحدود المتاخمة لولاية الشلف. وقالت مصادر مطلعة إنّ قافلة كانت تقل جنودا في دورية عادية بالمنطقة في حدود الساعة الحادية عشر والنصف صباحا تفاجأت بكمين إرهابي أعقبه إطلاق وابل من الرصاص بشكل عشوائي مما أدى إلى اغتيال 14 جنديا وجرح آخرين. لتسارع بعد ذلك قوات الجيش مدعومة بأسلاك أخرى من الأمن إلى تطويق المنطقة وتمشيط واسع للغابات المحيطة بها تحت مراقبة جوية مكثفة بالطائرات العمودية التي شوهدت وهي تحلق على أعالي بلدية الداموس لتعقب العناصر الإإهابية التي تكون قد فرت إلى الجبال المتاخمة والتي تحيط بها تضاريس وعرة وتعد هذه العملية الأولى من نوعها منذ قرابة العامين بالمنطقة، حيث عانت العناصر الإرهابية التي تتحرك بالمنطقة من عزلة تامة جراء عمليات التمشيط الموسعة التي كانت تقوم بها وحدات الجيش وعناصر مكافحة الإرهاب، مما أرغم الإرهابيين الناشطين تحت لواء ''حماة الدعوة السلفية'' إلى الفرار إلى جبال الونشريس، أما العناصر التي تتبع تنظيم ''الجماعة السلفية للدعوة والقتال''، فقد فرت بدورها إلى مناطق الوسط، حيث تتمركز قيادة التنظيم الإرهابي. كما تأتي هذه العملية بعد أيام قليلة من إقدام مجموعة إرهابية على اغتيال 17 من رجال الدرك الوطني كانوا في مهمة حماية للعمال الصينيين الذي يعملون في ورشات الطريق السيار شرق غرب، في ''محاولة'' حرصت من خلالها قيادة ''الجماعة السلفية'' على الظهور بمظهر التنظيم القوي والمتماسك فعلا، رغم مختلف الضربات التي توجهها وحدات مكافحة الإرهاب. لكن ''نشوة'' تنظيم دروكدال بالعملية التي جرى تحقيقها في برج بوعريريج لم تدم طويلا، حيث سارعت قيادة الجيش الوطني الشعبي على تكثيف العمليات الأمنية والملاحقات بالمنطقة التي يشتبه في إيوائها لعناصر قيادة تنظيم ''الجماعة السلفية للدعوة والقتال''، حيث نزل رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح شخصيا إلى منطقة تيزي وزو أين أعطى تعليمات صارمة جدا بوجوب رفع اليقظة إلى أعلى مستوياتها وملاحقة العناصر الإجرامية حتى القضاء عليها، مثلما أمر بذلك الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بوصفه وزير الدفاع الوطني وقائد القوات المسلحة• وبالفعل، فقد أعطت تعليمات الفريق في منطقة تيزي وزو نتيجة ''في وقتها'' بقيادة عناصر الجيش الوطني الشعبي بعمليات نوعية في تعقب الإرهابيين مما أسفر على مصرع عشرة إرهابيين في ثلاثة أيام فقط، كما تم استرجاع تسعة أسلحة من نوع كلاشينكوف، وغير بعيد عن تيزي وزو تمكنت عناصر مكافحة الإرهاب من تصفية خمسة من مجرمي ''حماة الدعوة السلفية'' بولاية المدية مما اعتبره مراقبون مؤشرا على اندثار تنظيم ''حماة الدعوة السلفية''. ومهما يكن من أمر، فإن عملية تيبازة التي أودت بحياة هؤلاء الجنود تعد، في واقع الأمر، محاولة تنفيس لا أكثر ولا أقل، كما قد تكون محاولة يائسة لنقل المواجهة من شرق العاصمة إلى غربها، إذ يكون أمراء الموت قد أدركوا أن استمرار الحصار والضغط من طرف قوات مكافحة الإإهاب سيعني نهاية حتمية للنشاط الإرهابي في منطقة القبائل الكبرى وشرق العاصمة، التي تعتبر المنطقة الخلفية لصناعة الموت في الجزائر