تعرف الأسواق والمساحات التجارية حركة غير عادية منذ أيام، والسبب حلول شهر رمضان المبارك، حيث تعجّ الأسواق والمحلات بالسيدات، اللاتي عكفن على اقتناء كل ما يلزمهن في هدا الشهر الفضيل، من توابل وأواني وغيرها• تنقلت ''الفجر'' إلى أحد الأسواق المحلية بالعاصمة وبالذات سوق الجرف بباب الزوار ووقفت عند الكثير من المحلات• وأول وقفة لنا كانت عند دكان بيع التوابل، التي كانت رائحتها تملأ المكان• سألنا البائع عن المكان الذي يقتني منه هذه الكميات من التوابل فأجاب ''تأتينا البضاعة من عدة مناطق من البلاد• فكل منطقة تشتهر بعشبة معيّنة• فمثلا الشاي يأتينا من الصحراء، أما التوابل فمنها ما هو إنتاج محلي ومنها المستورد''• السيدة نعيمة 46 سنة كانت من بين السيدات اللواتي اخترن في البداية اقتناء تشكيلة من التوابل التي لا تخلو منها الأكلات الجزائرية، خاصة في رمضان، قالت لنا إنها في كل عام تأتي إلى هذا المحل من أجل اقتناء التوابل، حيث أكدت أنها تقوم بنفسها بتنقيتها وطحنها حتى تكون متأكدة من الحصول على النكهة التي تريدها في شربة أولادها• سيدة أخرى كانت اشترت تشكيلة من التوابل، بالإضافة إلى مكعبات الجومبو التي قالت إنها ''تفضل إضافتها إلى شربة الفريك حتى تضفي نكهة أقوى''• تواصلت جولتنا في سوق الجرف بباب الزوار، حيث انتقلنا هذه المرة إلى محل لبيع الأواني المنزلية الذي كان يشهد إقبالا كبيرا من النساء، حتى أننا كنا نسمع صوت البائع ولا نراه من شدة التفاف النسوة حوله• توغّلنا بصعوبة بينهن، ووجدنا أن كل سيدة تحرص على معاينة الأطباق قطعة بقطعة، حيث قالت إحداهن إن ''الأطباق صغيرة ومناسبة جدا لطبق ''اللحم لحلو الذي يعتبر الأطباق الأكثر حضورا على مائدة رمضان''• سيدة أخرى اشترت صينية نحاسية وقالت ''بالنسبة لي الصينية ضرورية لتقديم الشاي في السهرات الرمضانية• فلا يحلو الحديث والسمر إلا حول صينية الشاي والحلويات العاصمية، ولهذا فأنا أحرص أن يكون بيتي في أبهى حلة، وكل شيء متوفر حتى أستقبل الأهل والأقارب في السهرات الرمضانية''• رجال ينافسون النساء في التسوق لا يقتصر التحضير لرمضان على النساء، فقد لاحظنا إقبال الرجال أيضا على شراء بعض المستلزمات المنزلية، والسيد إبراهيم واحد من هؤلاء كان في محل لبيع أدوات الديكور المنزلي قال ''لا آتي للتسوق كثيرا ولكن مع حلول شهر رمضان وإلحاح زوجتي أنا مضطر لشراء بعض الحاجيات التي تعتبر من الضروريات بالنسبة للبيت''•