قال لي أحد العارفين بأمور الكرة في الجزائر: ''إن بعض الصحافيين تحولوا إلى تجار في لاعبي كرة القدم! يقومون بعرض اللاعبين في الأسواق كما تعرض الأغنام والسلع المهربة•• ويأخذون المقابل!''• وبعض الصحافيين حولوا أعمدة الصحف إلى سوق يعرضون فيه أسعار اللاعبين المعروضين للبيع•• و حتى الذين لا يرغبون في بيع أنفسهم يقوم الصحافيون التجار برفع أسعارهم في السوق من خلال الكتابة عن نية بعضهم بيع نفسه•• فتتهاطل عليه العروض ويأخذ الصحفي العمولة المطلوبة! سوق النخاسة في ''كرعين'' اللاعبين تعرف ازدهارًا لافتا للنظر لكن هناك سوقا أخرى تطورت في السنوات الأخيرة هي سوق بيع الأخبار المتعلقة بالفساد والإرهاب والفضائح! فهناك سوق بالجملة لأخبار الإرهاب تسمى في الوسط الصحفي بسوق دبي•• وهناك سوق تاجنانت لأخبار الفضائح المتعلقة بالمال والأعمال•• وهناك سوق أخرى مثل سوق الحراش مخصصة لبيع الإشهار••! والصحفي الجيد هو الذي يستطيع أن يتسوق من هذه الأسواق بنجاح! والقاعدة الذهبية في هذه الأسواق هي ''ادهن السير يسير''! وقد أصبحت الأخبار الطايوانية تباع أيضا مثلها مثل السلع الطايوانية! وخبر بالفلوس•• حرام يعطى بالمجان؟! كل شيء في البلاد يباع، فلماذا لا تباع الأخبار؟! حتى بات الصحفي الجيد في الجزائر هو الذي يحسن التعامل ببيع وشراء الأخبار سواء بالجملة أو بالتقسيط! ومثلما تباع المواقف والأصوات في الأحزاب تباع الأخبار والمقالات في الصحف•• وتتحول الأقلام إلى سلع•• لكل ثمنه! رئيس الجمهورية نفسه ألغى العديد من القرارات كان ينوي الإعلان عنها•• وألغى العديد من الخطب ولم يلقها•• لأن الصحافة سبقته وأعلنت محتواها•• والسبب هنا ليس السبق الصحفي أو التسريب المبرمج، بل السبب هو مقتضيات السوق الإخبارية التي لم تعد السلطة قادرة على ضبطها تماما مثل سوق السلع الأخرى! إنها مشكلة الصحافة والصحافيين المستحدثة بالفساد؟! ولا يمكن أن نفهم تسريب أخبار السلطة إلى نوع معين من الصحف ليست صحف الحكومة من بينها إلا في سياق السوق الجديدة الناشئة للأخبار ؟!