يحاول الكثير من المتتبعين للبطولة الوطنية الخوض في تفسير ظاهرة التهاب أسعار اللاعبين في الخمس سنوات الأخيرة لكن لا أحد نجح في إعطاء الأسباب الحقيقية التي جعلت سقف المليار سنيتم يسقط أمام صفقات أسالت الكثير من الحبر وفتحت الأبواب للتأويلات والشكوك.. * * ويبقى الأكيد أن ارتفاع أسعار "الأقدام" في السنوات الأخيرة قابله تراجع مذهل في مستوى اللاعبين وبالتالي البطولة الوطنية وهو الشيء الذي بقي لغزا محيرا يحتفظ به اللاعبين ومن يدفع لهم كامل أسراره. * * تغيّرت الذهنيات .. فتضاعفت المطالب * لم تكن البطولة الوطنية لكرة القدم قبل عشر سنوات تعيش على وقع الصفقات الكبيرة ولم يبلغ سعر أفضل لاعب في البطولة الوطنية المليار سنتيم، بالرغم من نشر بعض الأرقام المغلوطة باتفاق اللاعبين والمسيرين بهدف إشعال نار الأسعار. ولو عدنا خمس سنوات إلى الوراء، وبالتحديد إلى عام 2005، لوجدنا أن الأسعار كانت تتراوح بين 300 و500 مليون سنتيم على أكثر تقدير، وحتى هذه القيمة لم تكن حقيقية، بل كانت أقل مما يصرح به كما يعترف بذلك بعض اللاعبين. * وبعيدا عن الأرقام، يبقى السؤال المطروح هو: ما الذي جعل الأسعار تقفز إلى أعلى مستوى وتتجاوز المليار؟، لو حاولنا القيام بقراءة في ظهور ما يسمى "بسوق اللاعبين" وتطوراتها المختلفة، لوجدنا بكل تأكيد أنها تزامنت مع التغيرات الجذرية التي عاشتها الأندية وبالتالي البطولة الوطنية. والواقع أنه من السهل التمييز بين مرحلتين متباينتين، الأولى عرفت تسييرا محكما وتحكما تاما في صفقات تحويل اللاعبين، بسبب انتساب أغلب الأندية إلى شركات وطنية، أما الثانية فبدأت مع التحولات الإقتصادية والسياسية والاجتماعية التي عاشتها البلاد بداية من التسعينيات وتخلي معظم الشركات الوطنية على الأندية، وهو ما أدخل سوق التحويلات في نوع من الفوضى إذا جاز هذا التعبير. ولا بد من القول أن المرحلة الجديدة التي دخلتها الكرة الجزائرية قبل خمسة عشرة سنة تقريبا، أتت على الكثير من الطبائع وغيّرت الذهنيات. وليس سرا القول بأن فكرة انتماء اللاعب أو المسير لفريق الحي أو المدينة قد اختفت، وحل محلها ما يسميه البعض باللاعب والمدرب وحتى المسير "المرتزق". * * تعددت المصادر المالية والهدف واحد * لا يتردد المتتبعون للبطولة الوطنية في القول أن هذه الأخيرة قد تأثرت بفوضى التسيير وتعدد الموارد المالية وغياب قوانين رادعة ومنظمة لصرف الأموال ولا سيما العمومية منها. ومعلوم أن المرور إلى ما يسمى باقتصاد السوق مع بداية التسعينيات ساهم في تنويع المصادر المالية (مساهمات من شركات خاصة، إشهار، تمويل...)، زيادة عن مساعدات الدولة التي تبقى الجزء الأكبر في تمويل الأندية الرياضية. هذه الوضعية الجديدة شجعت اللاعبين على رفع سقف طلباتهم المالية بحجة أن مشوارهم المهني لا يتجاوز العشر سنوات، وتقول بعض المعلومات أن هناك من رؤساء الأندية من شجع اللاعبين على مضاعفة مطالبهم المالية لأن ذلك يذر عليهم - أي الرؤساء- فوائد مالية ليست بالبسيطة. ولا بد من القول أن اللاعبين اغتنموا فرصة توفر الأموال ببعض الأندية المعروفة التي كانت تعمل على ميزانيات تقارب الثلاثين مليار سنتيم، قبل أن تقفز إلى مستوى أعلى في الثلاث سنوات الماضية، وتمكنوا في غياب أية مقاييس ولا قوانين من فرض الأمر الواقع في سوق فوضوية، يتحكم فيها ثلاثة أو أربعة "بارونات". بعض اللاعبين الذين تكلموا في الموضوع لم يخفوا ابتهاجهم بالوتيرة التي تسيّر السوق وغياب أية قواعد تتحكم فيها، ولا يتردد بعضهم في القول أن هدفه الأول هو حصد أكبر قدر من المال ولتذهب الكرة إلى الجحيم، ولا غرابة في الأمر إذا كان رئيس النادي يتكلم نفس اللهجة وهو ما يؤكد بأن هناك عقدا بين الطرفين من الصعب إسقاطه. * * "لنا الأموال.. ولكم الكرة" * ولا يختلف اثنان في أن وضعية سوق اللاعبين وما أفرزته من مشاكل قد أثرت تأثيرا مباشرا على الكرة والبطولة الوطنية في آن معا. وتقول تقارير تقنية متخصصة بأن الذي يحدث من تجاوزات وصفقات خيالية ضرب الكرة الجزائرية في العمق وساهم بشكل أساسي في قتل المواهب. ومن المؤكد أن الأندية التي دخلت في لعبة الصفقات الكبيرة، لا يمكنها أن تفكر لحظة واحدة في تكوين اللاعبين الشباب والإهتمام بهم. هذا الواقع المفروض، زرع اليأس لدى أندية كثيرة متواضعة المداخيل والتي رفضت في نهاية الأمر أن تكون ممولا للأندية "الغنية" بمقابل مالي هزيل. * ويبقى المؤسف في الأمر أن غالبية المسيّرين قد وقعت في فخ البيع والشراء وهو ما جعل بعض الأندية تغيّر تعدادها بنسب تصل إلى الثمانين في المائة وهذا غير معقول لدى الأندية التي تحترم نفسها، وفي نفس السياق، علينا أن نعترف بأن البطولة الوطنية، تميزت في المواسم الأخيرة بتنقلات المدربين بين الأندية بحثا عن المال، ألم يدرب أحدهم أربعة أندية في موسم واحد؟. ولما تصل العدوى للمدربين الذين يتحدثون عن الاستقرار ومناهج العمل وكلام آخر كثير، فإنه يمكننا القول بأن الأمر قد أصبح مع الأسف خارج نطاق السيطرة. ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يستمر الوضع على ما هو عليه اليوم، لأن بقاء سوق اللاعبين تحت سيطرة بعض الرؤساء بتواطؤ من لاعبيهم، يعني بكل تأكيد التدهور المستمر للكرة الجزائرية وضرب عمودها الفقري المتمثل في مواهبها الشابة، لكن لا أحد يهمه الأمر، لا اللاعب ولا المدرب ولا الرئيس، وكأنهم يقولون لنا:"لنا الأموال.. ولكم الكرة". * * * بعد أن حطمت سوق اللاعبين كل الأرقام * صفقات خيالية وملايير خارج نطاق السيطرة * لما دخلت البطولة الوطنية في دائرة الصفقات المالية الخيالية، وأصبح اللاعبين "سلعة" باهظة الثمن تصرف من أجلها الملايير، انشغل الجميع بما أصبحوا يسمون أنفسهم ب"نجوم الكرة" الذين يشدّون الأنظار ولم يفكر أحد في خلق الإطار القانوني لاحتراف مزيف لا قواعد له. ومن بين الأدوات القانونية، إدماج مهنة لاعب كرة القدم في إطار قانوني يحمي المهنة واللاعب، يبين التزاماته وواجباته. * وبالموازاة مع التحولات الكبيرة التي عرفتها الأندية كهيئات موظفة للاعبين والمدربين، لم نسمع يوما عن رئيس فريق واحد ،كشف عن الأعباء التي تدفعها إدارة النادي بخصوص اللاعبين، سواء تعلق ذلك بالضرائب أو الضمان الاجتماعي. * * لاعبون فوق القانون * والحقيقة أن الأموال الكبيرة التي أصبحت متداولة في سوق اللاعبين، خاصة في السنوات الخمس الماضية، لم تغير في موقف الأندية ولا في الإدارة التي تدفع الأموال للأندية وتراقبها من الناحية القانونية. فمديريات الشبيبة والرياضة تعتبر - حتى يثبت العكس - الجهة المخولة قانونا لإضفاء الشرعية على الجمعيات الرياضية ومسيّريها بصفتها من ممولي هذه الأندية عملا بمبدأ "من يموّل يراقب". والغريب في الأمر أن لا أحد فتح ملف الضرائب على اللاعبين أو المدربين بصفتهم موظفين مثلهم مثل أي عامل في مؤسسة أخرى. والأكثر من ذلك أن اللاعبين يتقاضون أموالا طائلة مقارنة بموظفين آخرين، لكنهم لا يدفعون الضرائب وهو ما جعلهم "جزائريون فوق القانون". أحد اللاعبين الناشطين في بطولة القسم الأول، اعترف بأن غالبية اللاعبين لا يعرفون حقوقهم ولا واجباتهم، لكنهم يستغلون فرصة فراغ قانوني ويحاولون جمع أكبر قدر ممكن من الأموال قبل أن تستفيق إدارة الضرائب من سباتها وتقع الفأس على الرأس. * * دفع الضرائب.. ضرب من الخيال * بالرغم من أن الصفقات الكبيرة التي أصبحت متداولة في سوق اللاعبين بلا حسيب ولا رقيب، إلا أن هذا لا يعني بأن المسألة بقيت بعيدة عن الأضواء والاهتمامات. في عام 2000، طرح موضوع تنظيم الأندية ولا سيما فرق كرة القدم بكل جدية وذلك على مستوى الجهات الإدارية المختصة. في تلك الفترة، وحتى قبل أن تظهر الصفقات العملاقة في سوق اللاعبين، تحدثت معلومات عن دراسة كان من المفروض أن تسند إلى وزارة المالية بخصوص دفع الضرائب من طرف اللاعبين، الفكرة حركت بعض المشاعر، بل جلبت لصاحبها الغضب والانتقاد، لكنها مع الأسف بقيت مجرد فكرة لا أكثر ولا أقل. * ولحسن حظ اللاعبين ورؤسائهم أن ملف الضرائب وضع جانبا، ولم يتجرأ أحد في الاحتكام إلى قوانين الجمهورية التي تفرض الضريبة على الدخل بغض النظر عن الوظيفة. ومن الواضح أن الأمور ستستمر على هذه الحال في ظل احتراف مزيف وتسيير مالي، يدعو أحيانا إلى السخرية، والحل الوحيد لهذه المعضلة يكمن في احتراف حقيقي ومراقبة فعلية للأموال المتداولة، لكن هذا يتوقف على إرادة حقيقية تجعل كل الجزائريين على قدم المساواة. * * "الأورو" لمغازلة "النجوم" * كأن العملة الجزائرية لم تعد تكفي لمغازلة اللاعبين "البزناسية"، لا يتردد بعض رؤساء الأندية للجوء إلى العملة الصعبة لتحقيق مآربهم والظفر بنجوم "الكرتون"، وهو ما حدث في الصائفة الماضية، عندما تنقل إلى غليزان شخصيا وفي حقيبته ما لا يقل عن 140 ألف أورو، من أجل العودة بتوقيع لاعب مولودية سعيدة سابقا محمد سوقر، وبالتالي خطفه من رؤساء الأندية الآخرين الذين كانوا يلهثون وراء خدماتهم. * وليت أن "الدوفيز" الذي صرفه الرجل الأول في "الكحلة"، كان ذا فائدة كبيرة باعتبار أن سوقر الذي لم يحلم أبدا بذلك المبلغ الذي قدم إليه، لم يلعب كثيرا مع فريقه الجديد، فكانت النتيجة أن ضيّع مكانه في المنتخب الوطني، وتراجع مستواه كثيرا، ومع ذلك، فإنه لم يتعظ على الإطلاق بدليل تجديد عقده مع السطايفية، رغم أن حظوظ إشراكه في التشكيلة الأساسية الموسم القادم تظل ضئيلة". * * "ألعب لمن يدفع أكثر"..الشعار المقدس للاعبين * هي العبارة التي أصبح يحفظها اللاعبون عن ظهر قلب، كلما فتحت سوق التحويلات أبوابها، في إشارة بارزة إلى تغليبهم منطق المال على أي منطق آخر، ليتحوّل المشهد إلى أشبه بسوق السلع، التي يلجأ أصحابها إلى المزايدة لتسريح بضاعتهم. ولأن العمر الكروي للاعبين بسيط، فجلهم لا يريد تضييع أية فرصة من أجل الثراء السريع، وحتى لو كان الفرق بين عرض وآخر بسيط جدا، إلا أن ذلك لا يمنع من اختيار الأفضل، ولتذهب "كلمة الرجال" إلى الجحيم. * * زحاف له السبق.. مليار و250 مليون للاعب سجل ضربة جزاء وانطفأ * رؤساء النوادي يدفعون الملايير ويشتكون ضعف الميزانية * قد تجد رؤساء النوادي الجزائرية لكرة القدم يختلفون في مواضيع كثيرة، لكن العكس يحصل تماما في تشريحهم لظاهرة التهاب سوق اللاعبين التي وصلت الجنون في مسرحية عنوانها "التلاعب بالمال العام"، حيث يتفقون على رفض الظاهرة. * لكن الغريب في مواقفهم الرافضة والطريفة، سعي الكل لاستقدام اللاعبين بمبالغ أكثر من مليار وقد يكفي إبداء رئيس نادي رغبته في جلب لاعب ما حتى وإن كان مستواه عاديا لتجد غريمه يطالبه في الحين بقيمة أكبر ليتحوّل سوق اللاعبين إلى سوق للمزايدة شبيهة بالكباش قبيل العيد. * وفي النهاية.. شكايات وبكاء وعويل ومهازل وتهديد بالاستقالة، بحجة الأزمة المالية التي تصيب هذا النادي أو ذاك. * * حسان ميلية، رئيس جمعية الخروب: * "ما يقدم جنون وفي الخروب لا نمنح أكثر من 450 مليون" * أبدى رئيس جمعية الخروب حسان ميلية سخطه الكبير من طريقة الاستقدامات المجنونة بالجزائر على حد وصفه، مستفسرا عن المعايير التي يضعها الرؤساء لجلب لاعب يفوق المليار، مؤكدا أن فريق الخروب لا يخضع بتاتا لما يقوم به رؤساء النوادي الآخرين الذين أغرقوا السوق بمبالغ خيالية ولا تخضع للمنطق، محددا قيمة300 مليون سنتيم، لأي لاعب يجلب للجمعية، في حين أن أكبر قيمة تمنح لاتتعدى 450 مليون سنتيم. وقال ميليلة أن الرؤساء الذين يدفعون تلك المبالغ لا يعيرون أهمية لما يتم صرفه لعدة أمور أبرزها غياب المراقبة، إضافة إلى أن المال ليس ملك لهم وهو ما يجعلهم يصرفون دون شعور، طالبا فتح تحقيق معمق، وقال مهندس صعود الخروب أن ميزانية فريقه خلال ثلاث سنوات قدرت ب19 مليار، في حين نجد بعض الفرق تصرف ما لا يقل عن 60 مليار سنتيم في الموسم الواحد . * * محمد الهادي كروم، رئيس فرع اتحاد عنابة: * "عنابة أخطأت حين صرفت الملايير والمشكلة في المناجرة والصحفيين" * استنكر رئيس فرع كرة القدم لاتحاد عنابة، محمد الهادي كروم الإرتفاع الفاحش لأسعار اللاعبين محملا المسؤولية إلى رؤساء النوادي الذين يتسابقون لجلب لاعب يفوق المليار، معترفا أن فريقه أخطأ في سياسته خلال المواسم السابقة، حين قدم الملايير دون أن يستفيد من شيء، كما لم ينس كروم وكلاء اللاعبين الذين تحوّلوا، في نظره، إلى سماسرة يستهدفون أموال الفرق دون أن يستثني بعض الصحفيين الذين يزايدون على اللاعبين بتقديمهم لحوارات يصوّرون فيها اللاعب نجما كبيرا، حتى ترتفع قيمته في السوق، وأكد كروم أن اتحاد عنابة لم يجلب في هذه الصائفة أي لاعب يتعدى المليار، وتتراوح قيم اللاعبين المستقدمين هذا الموسم للفريق بين 300 و800 مليون سنتيم. وطلب كروم من"الفاف" وضع سقف لقيم اللاعبين مع منع أي نادي التعاقد مع لاعب لأقل من ثلاث سنوات. * * عبد الكريم مدوار، رئيس جمعية الشلف: * "3رؤساء والقوانين الجديدة سبب المشكلة" * أرجع رئيس جمعية الشلف عبد الكريم مدوار ظاهرة منح اللاعبين أموالا خرافية إلى رؤساء النوادي بالدرجة الأولى وإلى الصحافة التي تقوم بعملية تشهير مجانية، لكنه قال إن الظاهرة فرضتها القوانين الجديدة للفاف والتي أجبرت على الاستغناء عن اللاعبين الأجانب، وهو ما جعل السوق المحلية تنتعش لكن دون ضوابط معقولة، مقرا بعدم وجود لاعبين في المستوى من البطولة المحلية التي تفتقر إلى الاحترافية، ويعجز اللاعب عن تطوير مستواه الفني في مساحة صغيرة لملعب لا يستجيب للمعايير الدولية. وعاد مدوار ليؤكد أن الظاهرة تعود لسنوات سابقة، حيث كان ثلاثة رؤساء يتنافسون على اصطياد اللاعبين بأكثر من مليار في حين عرفت نموا لا محدود له الموسم الحالي، مؤكدا أن الجمعية تحافظ على تقاليدها بعدم منح اللاعبين مبالغ خيالية، محددا السعر ما بين 60و80و500 مليون. * * عبد الحكيم سرار، رئيس وفاق سطيف * "بعض الأندية العربية تقدم أكثر مما نمنحه للاعبين في الجزائر" * دافع رئيس وفاق سطيف وبشدة عن السياسة التي تنتهجها إدارته في طريقة استقدام اللاعبين، مؤكدا أن الوفاق واجهة للمنتخب الوطني واستقداماته مدروسة مسبقا، وتخضع لعدة معايير منها توفر المستوى الذي يؤهل اللاعب لخدمة المنتخب الوطني وهو ما يفسره عدم جلب أي لاعب محلي باستثناء فوزي شاوشي الحارس الثاني للخضر. * وحتى وإن رفض سرار التعمق في موضوع منح اللاعبين قيمة إمضاء تصل إلى أربعة ملايير سنتيم، مثلما طلب لموشية أو حاج عيسى مثلا ،إلا أنه أكد أن السوق في الجزائر بعيدة، عم هو متوفر في البلدان العربية في شاكلة مصر أو تونس التي تقدم أضعاف ما يقدم في الجزائر. * * قاسم بليمام، رئيس مولودية وهران: * "ما نعيشه مصيبة حقيقية والمليار لمن يرفع علم الجزائر" * انتقد شيخ رؤساء النوادي الجزائرية قاسم بليمام الأموال الطائلة التي تمنح للاعبين، معتبرا الأمر مصيبة حقيقية وجب استئصالها، معترفا أن الأمر صعب للغاية، في ظل تهافت أغلب الرؤساء على أي لاعب مهما كان ثمنه، وقال رئيس مولودية وهران إن قيمة المليار لا يتم منحها إلا للاعب يرفع علم الجزائر كاشفا عن أكبر قيمة توقيع في الحمراوة والتي وصلت إلى500 مليون. * * قرباج محفوظ، رئيس شباب بلوزداد: * "شحناء الرؤساء وغياب الرقابة هما السبب" * أقر رئيس بطل كأس الجمهورية، محفوظ قرباج بصعوبة القضاء على الظاهرة كلية بسبب المزايدة التي ينتهجها بعض الرؤساء في رفع قيم اللاعبين والتي تساهم في ترسيخ الشحناء والبغضاء فيما بينهم، مؤكدا أن أي لاعب وإن لم يتفق مع رئيس ما، فسيلعب حتما في فريق آخر، مقدما مثالا للاعب كان يرغب في استقدامه لكنه تفاجأ للقيمة التي اقترحها له فريق آخر. * وقال قرباج إن ما يتم منحه للاعبين أمر مبالغ باعتباره لا يتناسب مع مستواهم الذي لا يخدم الفريق الوطني المعتمد في تركيبته الأساسية على المحترفين. وحمل قرباج بعض الصحفيين مسؤولية تفشي الظاهرة، دون نسيان الهيئات المسيرة التي تتجاهل عدم خضوع اللاعبين للضرائب، مثلما هو معمول به في جميع البلدان. * وأبدى رئيس الشباب اقتناعه التام بالاستقدامات الستة للموسم الحالي: "جلبنا ستة لاعبين بقيمة ثلاثة ملايير سنتيم ومن مستويات مختلفة في وقت تصرف هذه القيمة على لاعب واحد فقط في فريق آخر". * * العايب محمد، رئيس اتحاد الحراش: * "لا نملك نجوما في الحراش والسماسرة هلكوا الكرة" * استثنى رئيس فريق اتحاد الحراش العايب محمد فريقه من الظاهرة، مؤكدا أن الاتحاد لا يملك نجوما، حتى يدفع لهم تلك الأموال المبالغ فيها، والتي لا تستند إلى منطق، سيما وأن المنتخب الوطني لا يضم أي لاعب محلي وهو أكبر دليل على سوء الظاهرة، مؤكدا أن سماسرة الكرة الجزائرية من مناجرة ورؤساء النوادي، هلكوا الكرة الجزائرية، بتفضيل المصلحة الشخصية على المصلحة العامة التي تقتضي التكوين القاعدي. * * رشيد بوراوي، رئيس وفاق سطيف: * "نحن مع تكوين اللاعبين لا منحهم الملايير" * رفض وداد تلمسان الدخول في صراعات جلب اللاعبين، مكتفيا بالتعداد الذي ساهم في إعادة الفريق إلى القسم الأول، مع تطعيمه بلاعبين اثنين فقط، وأوعز رئيس النادي رشيد بوراوي ذلك إلى غناء النادي بالشبان المكونين في مدرسة تلمسان قائلا: "نحن مع تكوين اللاعبين لا مع دفعهم الملايير لأن سياستنا تعتمد على التألق باللاعبين المحليين، وكل استقداماتنا مدروسة ولن تتم أبدا بمبالغ كبيرة"، وأرجع بوراوي الظاهرة إلى رؤساء النوادي دون نسيان غياب الرقابة في الأموال. * * * التقنيون الجزائريون يطالبون بالرقابة وينتظرون الاحترافية بشغف * * يرى التقنيون الجزائريون أن التهاب أسعار اللاعبين منذ مواسم عدة سببه غياب الرقابة على الأندية واللاعبين على حد سواء، وبالرغم من اختلافهم حول الأسباب الحقيقة الكامنة وراء مطالبة اللاعبين بقيم مالية خيالية، إلا أنهم يجمعون على أن الأموال التي يدفعها مسؤولو الأندية لهم، لا تعبر بالضرورة عن مستواهم الحقيقي، كما أشاروا ضمنيا على أن رقابة السلطات على هذه الأموال من شأنها أن تحد من بعض التصرفات التي تؤثر على المستوى العام لكرة القدم الجزائرية. * * فرڤاني: * "لا يجب أن نلوم اللاعبين لأنهم يتلقون العروض ويستجيبون لها" * من جهته، أكد علي فرڤاني الناخب الوطني الأسبق أن بعض اللاعبين لا يستحقون ما يقدم لهم من طرف رؤساء الأندية التي ينضمون إليها، وهذا إذا قارنا مستواهم بالأموال الكثيرة التي يتلقونها. * وأضاف فرڤاني في اتصال هاتفي أن اللاعبين محقون لما يتلقون منحا خيالية، وهذا نظرا لأنهم ليسوا السبب الوحيد في ارتفاع أسعارهم :"صراحة، لا أرى لماذا يجب أن نلوم اللاعبين، لأنهم يتلقون العروض من رؤساء الأندية الذين يتصارعون مستعملين الجانب المالي من أجل ضمانهم لأسباب كثيرة منها إسكات المعارضة أو حتى الأنصار الذين يطالبون هم الآخرين بالتعاقد مع لاعبين معروفين على الصعيد الوطني". * وأضاف ذات المتحدث أن مثل هذه التصرفات ستكون مدروسة، على حد ما في القريب العاجل:"لم يبق الكثير حتى ندخل عالم الاحتراف، وهو ما من شأنه أن يضع حدا للعديد من الأمور أهمها المبالغ الناهضة للاعبين الحاليين. وعلى كل حال، فالوقت أمامنا وسنرى إذا تغيّرت سلوكات المسؤولين على الأندية أم لا". * * مهداوي: * "الضرائب والاحتراف سيجعلان رؤساء الأندية يفكرون مليا قبل التباهي بالملايير" * أما عبد الرحمن مهداوي ، فيؤكد أنه لو كانت الرقابة تلعب دورها كما ينبغي، لما وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم، مؤكدا أن مصلحة الضرائب، سوف تكون حاضرة بدون شك في التعاملات الخاصة بتحويل اللاعبين بعد دخول الجزائر عالم الاحتراف سنة 2011. * وصرح مهداوي أنه لا يوجد أي دليل على أن اللاعبين يتلقون المبالغ التي يتم تداولها بين الحين والآخر سواء في الجرائد أو حتى في الشارع:"يكشف بعض اللاعبين، أو المسيّرين على الأندية عن مبالغ تلقاها اللاعب أو سيتلقاها بعد توقيعه لعقده، لكن وبحكم خبرتي الكبيرة في الميادين الجزائرية، أستطيع الجزم أن معظم اللاعبين لا يتلقون أكثر من نصف القيمة المصرح بها، وهذا ما يدعو للقلق، لهذا، وإذا كانت الضرائب تأخذ نصيبها من هذه الأموال لما يصرح الرؤساء بمليار لشراء عقد فلان. وأعتقد أن الأمور ستكون أكثر جدية في المستقبل، أي بعد دخولنا في الاحتراف، حيث ستكون الضرائب حاضرة بقوة، وهو ما يجعل اللاعبين والمسؤولين على حد سواء يحسبون ألف حساب، قبل الكشف عن المبالغ المالية الكبيرة التي يتباهون بها". * * رابح سعدان: * "بعض اللاعبين ضاعوا لأنهم فضلوا الأموال" * قال الناخب الوطني رابح سعدان أن بعض اللاعبين ضاعوا لأنهم لهثوا وراء الأموال. وأكد سعدان أن لاعبين ممتازين وقعوا في فخ الجري وراء المال على حساب تطوير قدراتهم والتحكم في مشوارهم الرياضي بطريفة ذكية. * وذكر سعدان أن اللاعبين سوقار وحميدي اللذين تألقا في فريق مولودية سعيدة، لكنهما فضلا الرحيل والنتيجة أنهما لم يتأقلما في اتحاد عنابة بالنسبة للاعب الأول ووفاق سطيف بالنسبة للثاني. * وأضاف سعدان بأن اللاعبين كان بإمكانهما اللعب للخضر لو واصلا العمل، فضلا على الإستقرار.