المثير للانتباه هو ظهور وجوه جديدة وغريبة وبشكل شبه يومي لأشخاص يتسولون عبر مختلف أحياء وشوارع المدينة، يفترشون الأرصفة وجوانب الطرق وبوابات المؤسسات قصد توقيف كل من يمر نحوهم للمطالبة بقطع من النقود· وينتشر في ولاية الوادي العديد من المتسولين إما فرادى أوعائلات، يعملون على تجميع احتياجاتهم عن طريق التسول أو من خلال التجول بين محطات نقل المسافرين أو الطرق على أبواب البيوت· وأدى انتشار هذه الظاهرة بالمدينة إلى امتعاض واستياء السكان، الذين أضحوا يبدون غضبهم وعدم تقبلهم لهذا التزايد المستمر لعدد المتسولين الذين أصبحوا حسب بعضهم مصدر قلق وريبة· وما يزيد من قلق هؤلاء وجود عدد كبير من الفتيات المراهقات اللاتي يتسولون في مثل هذه الأوقات، خاصة في محطات نقل المسافرين والأسواق، ما قد يسبب لهن مشاكل في غياب الأمن في هذه الأوقات· ويضيف البعض الآخر أن هذا التزايد المستمر للمستولين خاصة هؤلاء القادمين من الولايات المجاورة أضفى على شوارع المدينة مظاهر غير لائقة، خاصة في شهر رمضان الكريم بعد أن غزا هؤلاء كل الأمكنة الحيوية بالمدينة كالأسواق ومحطات نقل المسافرين والمساجد والأرصفة ومداخل البنوك ومراكز البريد· إضافة إلى التنقل من محل إلى آخر ومن بيت لآخر، وكل بحجته إما التسول بغرض العلاج وشراء الدواء أو لتسديد فاتورة الكهرباء والماء والغاز، أو لشراء علب الحليب لابنه الرضيع وسد جوع عائلاته التي قتلها الفقر والعوز، وما إلى ذلك من حجج متنوعة· ويشير بعض المواطنين أن هناك عدد من المتسولين الذين يعيشون في ظروف اجتماعية لا بأس بها، غير أن ظاهرة التسول تسري في عروقهم كسريان الدم فيها خاصة الأطفال الذين يتجولون عبر مكاتب الخواص والمنازل مدعين اليتم والفقر من باب الكذب والافتراء، بل يتعدى الأمر بهم إلى المطالبة بمبالغ محددة يفرضونها على الأشخاص غير قابلين بأقل منها· كما أن هناك من المتسولين حسبهم من ينتقل من بلدية إلى أخرى قصد التسول فيها بعيدا عن أنظار أهله وذويه ومعارفه، مؤكدين أن بعشرات المرات تكشف ظاهرة كهذه وعن طريق الصدفة لنساء ورجال وشيوخ وأطفال وحتى شباب يتجهون إلى دوائر وبلديات غير التي يقطنوها، مدعين الإعاقة أو المرض، وغيرها من الإدعاءات الكثيرة التي درسها وتعلمها وأتقنها هؤلاء من أجل الحصول على المال·