لاحظنا من خلال تجولنا في الأحياء العاصمية وخاصة في هذه الأيام المباركة من شهر رمضان بروز ظاهرة التسول لدى فئات مختلفة وفي أماكن خاصة، حيث يختار المتسولون الأماكن التي تكثر الحركة ليثيروا الشفقة وينالوا من كرم الصائمين جانبا.الذي يمر في أحياء العاصمة وشوارعها يجدها تشترك في أمر واحد وهوافتراش المتسولين الأرصفة وجوانب الطرق وبوابات المؤسسات والمساجد لتسول بضع دنانير يكفلون بها قوت يومهم. يستجدون المواطنين بعبارات الاستعطاف ينتشر العديد من المتسولين إما فرادى أوعائلات في جميع الأماكن وهم يرتدون ألبسة بالية وممزقة حاملين معهم لافتات مكتوب عليها وضعيتهم الصحية أوالاجتماعية أوالمادية، فنجدهم خاصة في محطات نقل المسافرين كمحطة ''آغا'' ومداخل البنوك ومراكز البريد. عند تجوالنا صادفنا صورة مؤثرة لامرأة متسولة حاملة ابنها الرضيع في مدخل ''مخبزة''، حيث كان يبكي بأعلى صوته طالبا الحليب ولكن قارورة الرضيع كانت فارغة وعلامة البؤس واليأس باديتين على وجه المتسولة، كما لمحنا أمامها علبة تحمل دنانير معدودة تستخدها للتسول. هذه الصورة المؤلمة تتكرر في أحياء كثيرة ومختلفة خاصة في الأيام الأخيرة من شهر رمضان، حيث يستغله المتسولون بكثرة. وهذه الظاهرة السلبية بالمقابل تزعج العديد من المواطنين، حيث تشوه المنظر الخارجي لشوارعنا. وفي هذا الصدد يرى السيد ''عمار'' وهوعامل بمحطة نقل المسافرين بخروبة أنه في هذه الأيام نجد عددا كبيرا من الفتيات المراهقات اللواتي يتسولن في مثل هذه الأوقات خاصة في محطة نقل المسافرين وفي مداخل المساجد خاصة في مسجد السنة بباب الواد ومسجد أبوبكر الصديق بساحة الشهداء، حيث يطلبن المساعدة معبرات عن احتياجهن حتى يسببن إحراجا للعابرين في ذلك المكان، ويقمن بمطاردتهم من أجل حصولهن على بضعة دنانير. وحسب آراء المواطنين فإن العديد من المتسولين هم في حقيقة الأمر بصحة جيدة تمسح لهم بالعيش بكرامة دون مذلة أومهانة ولكنهم يدعون المرض كوضع وصفات طبية أمامهم كطريقة للتلاعب بعواطف ومشاعر المواطنين فيستعطفونهم لكي يأخذوا منهم بعض الدنانير، كما أن هناك من المتسولين القادمين من ولايات أخرى قصد التسول بعيدا عن أنظار أهاليهم ومعارفهم. والذي يؤسف له حقا أن هذه الظاهرة قد تفشت بكثرة في السنوات الأخيرة نظرا لابتعاد الكثير عن تعاليم ديننا الذي يكرم اليد العليا ويذم اليد الدنيا لقوله صلى الله عليه وسلم: ''اليد العليا خير عند الله من اليد السفلى'' إضافة إلى أن الإنسان عليه أن يحفظ ماء وجهه بالعمل الشريف الذي لا يترك فرصة للآخرين إن أعطوه أومنعوه لقوله صلى الله عليه وسلم: ''لأن يأخذ أحدكم فأسه فيحتطب خيرا له من أن يسأل الناس أعطوه أومنعوه''.