على غير العادة بقيت أسعار التمور بالجنوب، هذه السنة، ملتهبة كغيرها من أسعار المواد الاستهلاكية الأخرى، لاسيما الخضر وذلك بمختلف الأسواق اليومية أو الأسبوعية بولاية الوادي في تناقض كبير لكون الإنتاج هذه السنة وفير جدا حسب الفلاحين، لكن بورصة الأسعار بقيت جد مرتفعة· وأرجع عدد من الباعة والفلاحين ذلك لتزامن الجني هذا العام مع شهر رمضان الكريم، حيث تعتبر هذه السلعة من بين أهم المنتوجات المستهلكة خلال هذا الشهر عند سكان الولاية، وقد فاق سعر الكيلوغرام الواحد من دفلة نور ذي الجودة العالية 350 دج·· في حين تتراوح أسعارها العادية والمتوسطة حدود 250 و200 دج· وفي الجولة الاستطلاعية التي قادت ''الفجر'' لعدد من أسواق الولاية اتضح لنا جليا التباين في الأسعار ولهف المستهلكين على التمور، فأسواق الجملة والتجزئة بالوادي تشهد هذه الأيام على وجه الخصوص إقبالا كبيرا من المواطنين لاقتناء كمية من التمر ذات الاستهلاك الواسع في هذا الشهر الفضيل، لكن المضاربين جعلوا الكثير منهم يفكر في الاستغناء عن هذه الفاكهة التي تعتبر المادة الأساسية التي يفطر عليها الصائم تبعا للسنة· وفي جولتنا لسوق الجملة وجدنا أسعار التمور تتراوح بين 80 إلى 100 دج، بالنسبة للتمر ذي اللون الأصفر الذي يعرف محليا باسم ''المنقر'' أي التمر الموسمي الذي يستهلك غالبا في يوم نزعه من شجرة النخيل لكونه لا يقاوم البقاء لأيام طوال، حيث تعرف التمرة عدة مراحل قبل النضج الكامل· و''المنقر'' يطلق على إحدى هذه المراحل، التي تكون التمرة فيها مقسمة إلى نصفين، النصف العلوي لونه أصفر وتطبع عليه بعض الصلابة، أما النصف السفلي فهو الناضج تماما ويكون طريا 100%، حيث أن هذه السلعة هي الوحيدة التي تعرف الإقبال الواسع هذه الأيام، لسببين أولهما عدم دخول موسم نضج دفلة نور الذي يتزامن مع الخريف، والسبب الثاني وهو الأهم لأن أسعار دفلة نور المتوفرة حاليا بالأسواق ضعفين أوثلاثة أضعاف منتوج المنقر، حيث يصل سعر الكيلوغرام الواحد من دفلة نور التي كانت مخزنة في غرف التبريد إلى 350 دج بالنسبة للنوعية الجيدة المتوفرة بالسوق· الأشخاص الدين صادفناهم بالسوق أبدوا تذمرهم من جشع هؤلاء المضاربين الذين ألهبوا أسعار التمور بالوادي، حيث كان سعر الكيلوغرام من ''المنقر'' قبل دخول رمضان بين 60 و70 دج التي قال عنها المواطنون بأنها تعتبر في متناول الكثير منهم، خاصة إذا عرفنا أن رمضان تزامن مع بداية نضجه· أما بالنسبة للأسعار الحالية التي وصلت إلى 140 و160 دج للكلغ، فقد أبدوا استياءهم من هؤلاء الفئة التي استغلت فرصة رمضان للربح السريع على حساب القدرة الشرائية للمواطنين· من جهة أخرى شاهدنا بداية دخول منتوج دفلة نور الذي لم ينضج 100% وقد رفع أحد التجار سعر الكلغ إلى 200 دج، وأضاف بعض المواطنين الذين التقينا بهم بأنهم مجبرون على اقتناء السلع الموجودة حاليا بالسوق·· إلى أن تتدخل المصالح المعنية وعلى رأسها مديرية التجارة للحد من تجاوزات هذه الفئة· للإشارة فإن ولاية الوادي تعتبر من بين أهم المناطق إنتاجا لمختلف أنواع التمور، حيث يصل معدل الإنتاج السنوي إلى 02 مليون قنطار خاصة دفلة نور التي تعلب ويصدر بعضها إلى خارج الوطن· ويتميز منتوج التمر بالوادي بنوعية جيدة خاصة نخيل البعلي، الذي يقاوم الرطوبة والحرارة بدرجات عالية·