تشهد أسعار التمور بولاية الوادي هذه الأيام ارتفاعا كبيرا، ما يهدد بانتشار الظاهرة على باقي أسواق الجملة عبر الولايات، خاصة وأن الولاية تعتبر من أكبر الولايات إنتاجا على المستوى الوطني، لاسيما في السنوات الأخيرة التي عرفت انتعاشا كبيرا بفعل زيادة الدعم الفلاحي للنخيل، والتي كانت وراء زيادة المساحات المزروعة والكميات المنتجة· نزلت التمور المبكرة للأسواق، ويأتي على رأسها ''المنفر'' الذي يعتبر من بين أهم المنتوجات المستهلكة عند سكان الوادي في هذا الفصل، لكن البارز هذا العام بقاء أسعارها مرتفعة جدا نظرا للظروف المناخية الخاصة بالموسم الماضي بتواصل برودة الطقس حتى أواخر جوان· كل هذه العوامل أدت إلى ارتفاع ''المنفر'' في السوق إلى 250 دينار بداية رمضان، وترواح أسعاره هذه الأيام بين 100 و150 دينار· أما الحديث عن الأنواع الجيدة من تمر ''دفلة نور'' أمام الفقراء فقد أصبح من المحرمات، كون سعرها تجاوز 300 دينار في هذه الأيام في عاصمة التمور الوادي· ويعتقد متتبعو أسواق التمر أن السبب في ارتفاع الأسعار ليس الندرة، بل المضاربة بين من احترفوا البيع هذه المواسم واستغلال الفرص لإثقال كاهل المواطن باعتبار الولاية تتوفر على أكثر من 6 ملايين نخلة مثمرة من شأنها تغطية السوق المحلي في الأيام الأولى· وتتراوح الأسعار في سوق الجملة حسب الباعة من الفلاحين بين 40 و50 دينار، أي أن المضاربين وتجار التجزئة يضاعفون الأسعار التي تباع بها في أسواق الجملة· ورغم دخول دفلة نور الجديدة هذه الأيام للسوق إلا أن الإقبال عليها ما يزال ضعيفا نظرا لغلائها وكثرة الطلب عليها من الولايات الأخرى، وفي العادة تنخفض أسعار التمور الأخرى مع دخول المنتوج، لكن هذا لم يحدث لحد الآن· من جهة أخرى يتخوف العديد من الفلاحين من ضياع المنتوج هذا العام إذا لم تتخذ إجراءات لحماية المنتوج، خصوصا مع نزول الأمطار هذه الأيام في غير وقتها وبكميات كبيرة قد تتلف منتوج دفلة نور بالكامل، خاصة مع تأخر النضج الناجم عن الأسباب السالفة الذكر من تأخر ارتفاع درجات الحرارة حتى أواخر جوان الماضي، ومن شأن هذه المشكل أن يزيد من معاناة المنتجين الذين مسهم مرض ''البوفرون'' بشكل كبير هذا العام· للتذكير فإن ولاية الوادي تعد الأولى وطنيا في إنتاج التمر بمختلف أنواعه، ويصل معدل الإنتاج السنوي إلى 5,2 مليون قنطار خاصة دفلة نور ويبلغ عدد النخل 6 ملايين نخلة· وتتوقع المصالح المختصة انتاج 6,1 مليون قنطار هذا العام، ويميز منتوج التمر بالوادي انفراده بزارعة النخيل البعلي المنتج لأجود تمر في العالم، حسب منظمة ''الفاو'' العالمية، الذي يقاوم الرطوبة والحرارة بدرجات عالية، واعتبرته بداية العام من الزراعات المحمية عبر العالم·