سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لا أستبعد إمكانية تطور فيروس ''إش1 إن1'' إلى فيروس أكثر فتكا بعد اختلاطه بالأنفلونزا العادية مدير المخبر المرجعي لمعهد باستور، الدكتور فوزي ديرار، في حوار ل''الفجر''
دعت منظمة الصحة العالمية جميع الدول إلى اتخاذ إجراءات وقائية للتصدي للموجة الثانية لأنفلونزا الخنازير، خاصة مع حلول الخريف، ما هي الإجراءات التي تقوم بها الوزارة ومعهد باستور للحد من انتشار هذه الموجة؟ هناك إجراءات اتخذتها وزارة الصحة وأخرى مكملة متخذة من طرف معهد باستور، غير أن الإجراءات التي اتخذتها الوزارة هي إجراءات شاملة لجميع القطاعات، ولكن القطاع الحساس في هذه المرحلة هو قطاع التعليم، وحسب مؤشرات المنظمة العالمية للصحة، فإن الأطفال الصغار في الروضة أو المدارس هم الأكثر عرضة لفيروس الأنفلونزا، لأنهم يجلسون في تجمعات صغيرة تشكل بيئة خصبة لانتقاله، وأكد وزير التربية والتعليم في وقت سابق أنه إذا تم الاشتباه أو تسجيل إصابات وسط التلاميذ يمكن غلق المدرسة أو الأقسام المعنية بالإصابة· كيف ستطبق الجزائر مثل هذه الإجراءات، وكيف يتم التحكم في الحالة؟ هناك إجراءات اتخذتها وزارة التربية والتعليم، وعليه ستنظم أيام تحسيسية تجمع بين إطارات في وزارة الصحة وإطارات من وزارة التعليم، وسوف يكون فيه تبادل للمعلومات، وبعد ذلك ستشمل العملية التلاميذ بحد ذاتهم من أجل توعيتهم ضد هذا المرض، عن طريق تقديم دروس نموذجية، وهناك كذلك حملات تحسيسية في التلفزة، في حالة ما اضطررنا إلى غلق المدارس· صرحتم سابقا بأن جميع الحالات المسجلة في الجزائر قدمت كلها من الخارج خلال العطلة، هل يمكن أن نسجل إصابات خلال موسم انتشار الأنفلونزا العادية؟ سجلنا ثلاث حالات إصابة بأنفلونزا الخنازير انتقلت عن طريق العدوى في الجزائر، نظن أن هناك حالات أخرى لم تخضع للتحاليل لكنها قليلة، وعند حلول فصل الخريف أو الشتاء سيتم تعزيز نظام مراقبة المرض مثلما عملنا في الموسم الماضي بالنسبة للأنفلونزا الموسمية، وسوف تكون هناك مفاجآت، حيث نتوقع انتشارا كثيفا لأنفلونزا الخنازير في الجزائر في تلك الفترة· هل تملك الجزائر إمكانيات مواجهة الموجة الثانية من أنفلونزا؟ الإمكانيات متوفرة حسب ما لدينا من معلومات، لكن لا نستطيع التنبؤ إن كانت درجة الخطورة ستتغير، كما أنه ليس لدينا علم دقيق نستطيع من خلاله معرفة إمكانية تحول الفيروس إلى فيروس من نوع آخر، ولكن إن تغير، فأكيد أن الإجراءات سوف تتغير، ونظن أن الفيروس وإن بقي على المستوى الذي هو عليه حاليا، فالجزائر قادرة على مواجهة هذا الفيروس بالإمكانيات المتوفرة لديها· ماهي درجة أنفلونزا الخنازير في الجزائر؟ في الجزائر درجة أنفلونزا هي الخامسة ''ب''، وانتشار الفيروس يعتبر مستقرا، لكن هناك بلدان أخرى أعلنت عن الدرجة السادسة، مع العلم أن الدرجة الخامسة تتكون من ''أ'' و''ب''· هل تتوفر الجزائر حاليا على اللقاح، ومن أين تجلبه؟ ليس هناك بلد حاليا يتوفر على اللقاح، لأن فيه دراسات استشفائية، وهناك نظام ترخيصي للحصول على اللقاح، ولم تسمح منظمة الصحة العالمية لأي بلد باقتنائه حتى تثبت مخابرها المرجعية فعاليته، وبالتالي نحن نظن أن الجزائر ستحصل على اللقاح في أواخر أكتوبر أو نوفمبر· يعني اللقاح لن يتوفر لدينا في بداية الخريف؟ نعم، لا نظن أنه سوف يتوفر، لدينا اللقاح في بداية الخريف وتبقى هذه مجرد فرضيات، فالجزائر أبرمت عقودا مع مخابر معروفة عالميا من أجل اقتناء هذا اللقاح، والثمن الحقيقي للقاح غير معروف، كل هذه الأمور تبقى أسرارا· وبالنسبة للقاح الذي أنتجته الصين، والذي يختزل اللقاح في عبوة واحدة بدل عبوتين، كما أن سعره أقل ب 50 بالمائة، حسب ما تردد مؤخرا؟ سمعنا عنه، ولكن ليس لدينا معطيات لمنظمة الصحة العالمية من أجل هذا اللقاح، لأن المنظمة العالمية للصحة لها مخابر مرجعية لدراسة وتحليل اللقاحات وإعطاء النتائج حول فعاليتها، وبالتالي بالنسبة لهذا المخبر أو مخبر آخر لابد من انتظار النتائج لكي نستطيع اقتناء اللقاح· لمن تعود أولوية الحصول على اللقاح؟ منظمة الصحة العالمية نشرت أولويات للاستفادة من اللقاح، مثل المكلفين في جهاز السلك الطبي، الأشخاص الذين يحتكون مباشرة مع المرضى، كما أن المرأة الحامل تكون معرضة كثيرا للإصابة بالمرض، إلى غير ذلك من الناس المعرضين للإصابة· يعني أنه لن يستفيد كل الجزائريين من اللقاح؟ نعم، سيتم التلقيح وفق الأولويات التي ذكرتها، لكن في حالة وجود فائض في اللقاح ليس هناك مانع إذا لقحنا الناس الذين يكونون في صحة جيدة، فسياسة التلقيح تكون موجهة على حسب الأشخاص المعرضين لمضاعفات الفيروس، مثلا في حالة أنفلونزا العادية نعرف أن الأشخاص الأكثر من 65 سنة أو الأطفال والأشخاص الذين لديهم أمراض مزمنة يستفيدون من اللقاح، ونعلم أن هناك مشاكل كثيرة عند المرأة الحامل والأشخاص في صحة جيدة الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و30 سنة، وبالتالي سياسة التلقيح سوف تتوجه وفق هذه الاستراتيجية والأولوية· أشار بيان لمنظمة الصحة العالمية إلى أن العالم سيعرف ظهور مرض هجين يجمع بين أنفلونزا الخنازير والأنفلونزا العادية، هل هذا صحيح، وما حقيقة خطورته وصعوبة التحكم فيه؟ المشكل أن هذا الفيروس لم يصب الإنسان من قبل، وبالتالي، فإن الإنسان ليس لديه نظام مناعة ضد المرض، وهذا سوف يكون الخطر الأول، أما الخطر الثاني فيتمثل في أن هذا الفيروس وإلى حد الآن لا يعتبر فتاكا بنسبة كبيرة، لكننا نعرف أن فيروس ''إش1إن''1 إذا امتزج مع فيروس آخر مثل الأنفلونزا الموسمية أو أنفلونزا الطيور سوف ينتج عن ذاك فيروس خطير جدا، وسيكون أكثر فتكا، أي أن هذا الفيروس الخطير يأتي بقدرة الفتك التي لا تتوفر في قوة الفيروس''إش5إن''1 المعروفة، كما أنه يأتي بقوة سرعة الانتشار لفيروس''إش1إن,''1 وبالتالي هناك مزج بين سرعة الانتشار وقوة الفتك، ولذلك سوف يكون فيروسا خطيرا جدا· إذاً ما هي الإجراءات التي تقومون بها للاحتياط من انتشار الفيروس، وخاصة قبل أن يتطور؟ نقوم بالتلقيح مثلا ضد الأنفلونزا الموسمية العادية، وهذا متعلق بالأشخاص الأكثر عرضة للمرض، بالإضافة إلى التوعية العامة، فمثلا يجب في فصلي الخريف والشتاء اجتناب المواقع التي يوجد فيها الكثير من السكان والتجمعات، كما أنه يجب أن تكون إجراءات وقائية تمارس في يوميات المواطن، مثل غسل اليدين بانتظام على الأقل، فهذا الأمر مهم جدا، وكذلك الشخص الذي يعطس ومريض بالأنفلونزا أمام أشخاص آخرين لابد من الاغتسال مباشرة، هذه الأمور تسمح بالتقليل من انتشار الفيروس وعدم تطوره· هل تتطابق أعراض أنفلونزا المنتشرة في الجزائر مع تلك التي ظهرت في المكسيك والبلدان الأخرى؟ نعم هي نفسها، إلى حد الآن ومنذ ظهور الفيروس في أفريل لم يتغير الفيروس بنسبة كبيرة، أي هناك تغييرات طفيفة جدا ليس لها أثر من الناحية الصحة العمومية· بما أن اللقاح لن يتوفر في الجزائر إلا في أواخر أكتوبر أو نوفمبر، ما هو الحل؟ فعلا، لن يتوفر اللقاح قبل أواخر أكتوبر، وبالتالي من الأكيد أن الوقت لا يكفي، وعليه، فإن الوعي بالجانب الصحي العمومي يكون له أثر إيجابي لتجنب الإصابة بالفيروس، لأننا لا نستطيع عمل شيء آخر، هذا مع افتراض ظهور فيروس جديد· كيف يمكن التمييز بين الأنفلونزا العادية وأنفلونزا الخنازير؟ المخبر هو الذي يستطيع أن يحدد ذلك، لكن لابد أن نتوقع الآن أن الأنفلونزا العادية تراجعت كثيرا، مقابل انتشار فيروس أنفلونزا الخنازير بصفة كبيرة، ويمكن أن نقول إنه تغير لأن فيروس''إش1إن''1 تغلب على الفيروسات الأخرى، ويكون سبّاقا في وتيرة الانتشار بالنظر إلى الفيروسات الأخرى، وبالتالي أصبح أكبر قوة، ففي الولاياتالمتحدةالأمريكية أصبح الانتشار فيها عينات بالفيروس''إش1 إن''1 حدود 90 بالمائة، و10 بالمائة من أنفلونزا العادية، وفي الجزائر أجرينا تحاليل على 500 شخص تقريبا، تبين أن 5 حالات منهم فقط مصابون بالأنفلونزا الموسمية، في حين أصيب 46 بأنفلونزا الخنازير· كيف يمكن توعية التلاميذ داخل الروضة أو المدرسة بهذا المرض؟ هنا يبقى دور الأطباء في المدارس وكذلك أولياء التلاميذ، فإذا كان الطفل مريضا ويلاحظ عليه أعراض الأنفلونزا، مثل الحمى أو السعال، يجب أن يخطر الطبيب الموجود في المدرسة، وبعد ذلك يمكن عزل ذلك الصغير وإجراء التحاليل لزملاء التلميذ في القسم، لأن انتقال الفيروس يكون في منطقة مغلقة· ما هو الجديد في المخطط الوطني لمكافحة أنفلونزا؟ المخطط الوطني موجود منذ سنة 2005، والذي وضع لأنفلونزا الطيور، لكن الشيء الذي تغير فيه اقتصر على بعض الإجراءات المتعلقة بمكافحة أنفلونزا الخنازير، فهو متشعب وفيه الكثير من الأمور، خصوصا فيما يتعلق بالمخابر لأخذ العينات، وفيه كذلك المستشفيات المرجعية، كيف يجب أن تكون، وماذا لديها، وكيف تتعامل معها، وهناك جهات أخرى متعلقة بالأمن الصحي، لكي لا نترك الفيروس ينتشر في مواقع أخرى· كم تبلغ كمية اللقاح التي ستجلبها الجزائر؟ وقائيا، سوف تكون الكمية كبيرة وبحصص هائلة، ويمكن أن تغطي نصف عدد السكان، ويمكن أن تغطي كل السكان، كما أنه في حالة ما إذا امتزج الفيروس بفيروس آخر، فإن اللقاح يفقد مفعوله· ماذا تقولون عن موضوع الحجاج، خاصة وأن البقاع المقدسة ستستقبل آلاف الحجاج القادمين من مختلف دول العالم، حيث يتأكد خطر العدوى؟ أكيد أن الحجاج ذاهبون إلى منطقة ينتشر فيها الفيروس، خاصة وأن هذا التجمع يشمل أشخاصا يمثلون كل أنحاء العالم، ومع وجود حالات وفاة، ولكن بالنظر إلى حالات الإصابة بالفيروس في الجزائر يمكن عدم تعليق الحج، خاصة وأن الجزائر لم تسجل وفيات ناتجة عن الفيروس، كما أن وزارة الصحة اتخذت الإجراءات اللازمة بالنسبة لهؤلاء الحجاج· كم عدد الإصابات التي سجلت إلى حد الآن؟ تم إحصاء 46 حالة مؤكدة من بين 500 حالة تقريبا اشتبه فيها، بالإضافة إلى أن كل هذه الحالات امتثلت للعلاج وشفيت وغادرت المستشفيات دون تسجيل أية حالة وفاة أو حالات خطيرة· لم تسجل وفيات بالوباء في الجزائر رغم وجود عدة حالات كيف ذلك؟ تقع حالات الوفاة التي سجلت في البلدان الأخرى عندما يكون الفيروس منتشرا بنسبة عالية، كما أنه يزيد من إمكانية وجود الفيروس عند الأشخاص المسنين والذين لديهم أمراض مزمنة، وبالتالي هم الأكثر عرضة للموت·