قررت وزارة الصحة الانتقال إلى المرحلة الثانية من استعدادات وإجراءات التأهب لمواجهة خطر انتشار فيروس أنفلونزا الخنازير، وبعد تسجيل 48 حالة إصابة عبر عدد من ولايات الوطن في ظرف لا يتعدى ثلاثة أشهر، رفعت السلطات الوصية عدد المستشفيات المختصة في مكافحة هذا الفيروس القاتل من 53 إلى 110 مستشفى، بالإضافة إلى نصب شبكة تتضمن 33 مركز مراقبة للفيروس عبر 29 ولاية، مهمتها السرعة في التعرف على المرض. أعلنت سامية عمراني رئيسة برنامج مكافحة انتشار أنفلونزا الخنازير على مستوى وزارة الصحة والسكان، أن مستوى الدقة التي تتمتع بها الكاميرات الحرارية المنصبة بمختلف الموانئ والمطارات ومراكز الحدود الجزائرية للكشف عن جميع حالات الإصابة بأنفلونزا الخنازير بمجرد وصول أصحابها من الخارج ليست أكيدة مئة بالمئة، حيث أوضحت أن هذه الكاميرات على اعتبار أن أغلب الحالات المسجلة هي حالات وافدة من أوروبا والولايات المتحدةالأمريكية لها حدودها وهي مجرد تجهيزات من شأنها المساهمة فقط في تعزيز المراقبة الجارية، كما أكدت بالقول »إن هذه الكاميرات الحرارية تبقى بدون أي فائدة إذا لم ترافقها سلسلة من الجهود والإجراءات«. وعن احتمال ظهور حالات إصابة محلية بالفيروس، لم تستبعد البروفيسور خلال استضافتها صباح أمس في حصة »ضيف التحرير« للقناة الإذاعية الثالثة هذه الفرضية، حيث قالت إن احتمال ظهور إصابة محلية بالجزائر يبقى قائما خاصة مع حلول الخريف، وأضافت المتحدثة أن الوضعية الوبائية التي تعرفها الجزائر حاليا لا تستدعي وضع مراكز مراقبة الفيروس على مستوى 48 ولاية، كما أكدت أن برنامج الوقاية والحماية من فيروس »أش 1 أن 1« المعروف بأنفلونزا الخنازير المعتمد من طرف وزارة الصحة ملتزم منذ تسجيل أول حالة إصابة بالوباء مطلع جوان الماضي، بجميع التعليمات بتوخي الحذر من طرف المنظمة العالمية للصحة. وقالت البروفيسور عمراني إن برنامج الوقاية الذي دخل حيز التطبيق منذ شهر أفريل الفارط انتقل منذ الأسبوع الماضي إلى المرحلة الثانية من إجراءات احتواء هذا الوباء بحلول فصل الخريف بمعطياته المناخية المشجعة على الانتشار السريع والواسع للفيروسات على العموم وفيروس الأنفلونزا بشكل خاص، وأكدت المتحدثة أن وزارة الصحة حريصة على تكيف الإجراءات المعتمدة لمجابهة الوباء مع المعطيات العلمية الوبائية والبيولوجية الخاصة بالفيروس والتي يتم نشرها بشكل منتظم. وأكدت رئيسة برنامج مكافحة انتشار أنفلونزا الخنازير أن الإجراءات المتخذة من طرف الوزارة الوصية تطور على مرحلتين، الأولى المتعلقة بالفترة التي كانت فيها الجزائر غير معنية بالمرض المستفحل عالميا، ثم بعدما تم تسجيل أول حالة إصابة في 11 جوان الماضي وما رافقها من إجراءات أجذت بعدا أكثر صرامة في الوقاية والحماية من خطر الإصابة بالفيروس. وعلى ضوء الانتشار السريع الذي سيعرفه هذا الفيروس منذ بداية شهر سبتمبر بالنظر إلى حلول فصل الخريف وما يحمله من معطيات مناخية تساعد على استفحال خطر الوباء الذي سجل آلاف حالات الوفاة عبر العالم، كشفت البروفيسور عمراني أن وزارة الصحة وضمن إجراءات رفع درجة الاستعداد والتأهب لمجابهة الفيروس، قررت رفع عدد المستشفيات الموزعة عبر الوطن المكلفة بمواجهة خطر فيروس »أش 1 أن 1« إلى 110 بدلا من 53 كانت تقتصر عليها القائمة السابقة، ومن ضمن الإجراءات الجديدية المتخذة من طرف الوزارة في ظل مخاوف اتساع دائرة انتشار المرض، أكدت المتحدثة أن شبكة من مراكز المراقبة تم ضبطها تضم 33 مركز مراقبة موزعة على 29 ولاية عبر الوطن، مهمتها التعرف على المرض بسرعة وإرسال العينات للفحص بمعهد باستور بالعاصمة، في وقت يجمع عدد من الأطباء والمختصين على إبراز المشاكل التي تواجه المخبر الوطني للمراقبة والمتمثلة في صعوبة نقل العينات من مختلف أنحاء الوطن نحو معهد باستور لإجراء التحاليل والتعرف على المرض بسرعة، خاصة في ظل غياب أطباء ومخابر في عدد من ولايات الوطن. وكانت وزارة الصحة قد وضعت جملة من الإجراءات للحد من عدد الإصابات بأنفلونزا الخنازير، وذلك من خلال رصد أكثر من 800 مليار سنتيم و500 مليون قناع واقٍ وأكثر من 7.5 مليون علبة دواء تامفلو، فضلا عن مبادرة صيدال لإنتاج مليون وحدة تامفلو.