يتحدث الناس عن تصحر الحياة السياسية في الجزائر، ويتحدثون أيضا عن تفكك المؤسسات الدستورية وانتهاء دورها المطلوب في تسيير الشأن العام· ويقول القائلون إن أحزاب الحكم انتهت سياسيا وأحزاب المعارضة انتهت أيضا! وأن الواجب هو ميلاد أحزاب جديدة لتحريك الساحة السياسية استعدادا لاستحقاقات 2014 الرئاسية، أواستعدادا لمرحلة ما بعد بوتفليقة·.! والحقيقة أن رئاسيات 2014 لا تحتاج إلى أحزاب سياسية أو حتى شبه سياسية كما هو الحال الآن·· سواء بقي بوتفليقة في السلطة أو جاء الذي يليه! لأن الرئاسيات القادمة ستكون رئاسيات الدراهم وليس رئاسيات السياسة والانتخاب! لأن الرئيس القادم سينتخب ''بالشكاير'' وليس بالصناديق سواء بقي التحالف الرئاسي أو تم حله! وسواء بقي بوتفليقة أو جاء من يخلفه! كرسي الرئاسة في الرئاسيات القادمة سيباع في المزاد العلني كأي سلعة من السلع التي تعرف المضاربات اليوم! ودليلنا على هذا هو أن كراسي النواب بيعت في الانتخابات الأخيرة ب ''صاشيات'' الزبلة المحشوة بالأرواق النقدية أي بفضلات رجال الفساد والرشوة..! واليوم تتحدث الأحزاب المتحالفة جهارًا نهارًا عن مزادات علنية تجرى في الولايات لبيع مقاعد مجلس الأمة جهارًا نهارًا! ومن يضمن أن كرسي رئيس الجمهورية لا يوضع في المزاد العلني سنة 2014؟! ويتحدث العارفون أن رئيس الجمهورية، يكون قد واجه صعوبة في إحداث تغييرات ولو طفيفة في الحكومة·· لأن أحزاب التحالف تكون قد فعلت بكراسي الوزراء ما فعلته بكراسي النواب وكراسي مجلس الأمة! وأن الرئيس يكون قد عرف أن الذين رشحتهم الأحزاب لتولي المناصب الوزارية في التغيير المرتقب قد دفعوا ثمن كراسيهم أوعلى الأقل قدموا وعدًا بالشراء في حالة التعيي! لهذا رفض الرئيس التغيير! وإذاً لا يمكن أن نتحدث عن السياسة والأحزاب والإعلام بعد اليوم! ونتحدث فقط عن الصاشيات والشكاير الانتخابية··!