نددت جمعية ''نور الضحى'' لمساعدة مرضى السرطان في بيان لها بالوضعية المزرية التي يعيشها المرضى نتيجة توقف عدة مصالح للمعالجة بالأشعة في مختلف ولايات الوطن، إذ أكد لنا العديد ممن وجدناهم أمام مركز بيار وماري كوري بالعاصمة والذين كان من المفترض أن يقوموا بإجراء حصص متابعة العلاج بعد طول انتظار المواعيد التي تعطى لعدة أشهر، ليتفاجأوا بتعليق المواعيد لغاية 2010، ليصيبوا بالإحباط والتذمر الشديدين، خاصة وأن عددا كبيرا منهم قدموا من مختلف الولايات الداخلية، وذلك حال سيدة قدمت من ولاية غرداية أكدت أنها أجريت لها العملية الجراحية منذ جوان ولم تستطع إجراء العلاج بالأشعة إلى يومنا هذا، مشيرة إلى أن اثنان من إخوتها لقوا حتفهم العام الماضي لنفس السبب· وفي ذات السياق أكدت السيدة قاسمي رئيسة الجمعية أن مئات آلاف المرضى المتواجدة أسماؤهم ضمن قائمة الانتظار للعلاج الإشعاعي يقضون أشهرا في انتظار مواعيد علاجهم بسبب كثرة الطلب، ومنهم من يأتي دوره، ويكون المرض قد عاوده، بل انتشر في أنحاء أخرى من الجسد بسبب تعطل الجهاز الرئيسي والاكتظاظ الكبير الذي يشهده المركز، علما أن 21 ألف مريض بحاجة لإجراء العلاج بالأشعة، وهو الأمر الذي طرح مشكل التباعد بين المواعيد التي تدوم لعدة أشهر، والذي لا يمكن القضاء عليه إلا بتوفير 50 جهازا على الأقل لتغطية نسبة الطلب المتزايدة من عام لآخر، أمام ارتفاع عدد المصابين بشتى أنواع السرطان والتي بلغت 30 ألف حالة العام الأخير، وتستدعي 70 بالمائة من الإصابات السرطانية علاجًا بالأشعة· كما أكد لنا الدكتور موساوي أن الفائدة الأساسية من العلاج بالأشعة ممثلة في تولي هذه الأخيرة تدمير خلايا السرطان المتواجدة بمنطقة العلاج، كما أنها تؤثر في الخلايا السليمة والتي لها ميزة إصلاح نفسها بسرعة، ولعل هذا هو السبب في تقسيم العلاج الإشعاعي عبر أيام الأسبوع وبمعدل حصة علاجية يوميا من السبت إلى الأربعاء لمدة لا تتعدى ال 15 دقيقة، وهي الحصص التي تعطي الخلايا السليمة الفرصة لتتعافى وتصلح نفسها، مما يساهم في تقليل الآثار الجانبية للعلاج، علما أن مجرد تأخير تلك الحصص يشكل خطرا على صحة المريض المعرض للانتكاس ومعاودة انتشار الداء بأنحاء أخرى من جسمه ويليه الموت المحتم· ومن جهة أخرى، حاولنا الاتصال بالمكلف بالإعلام لدى وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات للاستفسار عن الموضوع، إلا أننا، وكما كنا ننتظر لم نتلق أية إجابة، كما رفض مسؤولو مركز بيار وماري كوري استقبالنا بدون إذن من ذات الوزارة·