تحيي العائلات العابسية ليلة القدر المباركة على غرار باقي ولايات الوطن، إذ تستحضر مختلف العادات والتقاليد المتعارف عليها خلق جو من التراحم والتكافل الأسري، حيث تجتمع الأسر عند كبير العائلة، وأول ما تبدأ به ربات البيوت هو تشجيع الأطفال من ذكور وإناث وإغرائهم بكافة الطرق والوسائل لصيام ليلة القدر، كأول تجربة صيام، إذ تقوم بتحضير إناء به كمية من الماء يضاف إله ماء الزهر وماء الورد وتوضع بداخله قطعة ذهبية كخاتم أو ما شابه وتبيت على ضوء النجوم، وفي فترة السحور يشرب الطفل منها لقضاء يوم صيامه وكل أيام الصوم مستقبلا بأفضل الأحوال· وتقوم النساء أيضا بتحضير كل ما يرغب فيه الأطفال من مأكولات وأطباق دون نسيان الطبق التقليدي المعروف بالرقاق الذي تشتهر به المنطقة، والذي يعد ضرورة على مائدة الإفطار ليلة القدر المباركة، حيث تحضر عجينة الرقاق وتوضع فوق ''الثرادة'' والتي هي عبارة عن قدرة طينية محدبة القاعدة، تقلب وتُطهى فوقها رقائق العجينة الواحدة تلو الأخرى حتى يتم الحصول على أوراق شبيهة بالديول، هذه الأخيرة التي تقطع وتمرق بالمرق المصنوع من الدجاج والخضار· وبالموازاة تقوم ربات البيوت بتزيين الفتيات الصائمات لأول مرة بإلباسهن اللباس التقليدي·· الشدة والعباءة والبرنوس الذكوري والتوجه به إلى المصور الفوتوغرافي لأخذ صور تذكارية· وعند الإفطار تقدم الهدايا للأطفال لتحبيب الصيام لديهم، هذا وتنتشر رائحة العطور والبخور من البيوت، هذه الأخيرة التي توضع بأركانها وعند عتبة أبوابها رشات من مادة القطران الأسود التي يُعتقد أنها كفيلة بإبعاد الأرواح الشريرة من المنزل· لتبدأ السهرة العائلية التي يعتبرها البعض السهرة الرمضانية الأخيرة في الشهر الفضيل في أجواء حميمية وعائلية إلى غاية ساعات متأخرة من الليل، هذه السهرات التي يشغلها الكثيرون في الذكر والصلاة والتقرب إلى الله عز وجل· ومن جهة أخرى تختار العديد من العائلات ليلة القدر المباركة لإقامة المناسبات السعيدة كحفلات الختان وحلّ الخصومات تبركا بليلة القرآن الكريم·