تختلف طرق احتفال العائلات الجزائرية بليلة القدر, فعادة ما تختار هذه المناسبة الدينية لختان أبنائها, فهي ليلة مباركة يتفاءل بها الأهل خيرا لأبنائهم. فمن الأسر من تختار الاحتفال في جو عائلي, يكون فيه الطفل هو أمير ذلك اليوم, حيث أن اللباس التقليدي الأبيض هو ما يميزه عن باقي الأطفال, دون أن ننسى الطربوش الأحمر و الحذاء الأبيض اللذان يضفيان عليه جمالا لائقا بيومه المميز ذاك,"هذا هو لباسنا التقليدي, لذا من دواعي سرورنا أن يرتديه ابننا في يوم مثل هدا."تقول الأم (ب.ع). كما أن العائلات المحرومة هي الأخرى لها نصيبها من الفرحة في ليلة القدر, فالقلوب الرحيمة تسعى إلى مساعدتهم, و غالبا ما يكون ذلك عن طريق الجمعيات الخيرية كالكشافة الإسلامية و جمعية الإصلاح و غيرها, التي تتبنى هذه المبادرة في هذا الشهر الكريم, و تكون مراسيم الاحتفال بأخذ الأطفال عند الطبيب المختص في هذا المجال, مرفوقة بزغاريد الأمهات اللواتي تفوق فرحتهن فرحة الجميع, و من طقوس هذا الاحتفال تزيين أيادي تلك البراعم بالحناء التي تعد رمز السعادة في مجتمعنا"الجدة هي التي تحني للطفل, هذه عادتنا فبركة الكبار تطيح على ولادنا من زمان, وليدي هو العشرين و نشاء الله ربي يطول في عمرها حتى تحني لكل ولاد العائلة" تقول أم لأحد الأطفال. طريقة أخرى متداولة في مجتمعنا للاحتفال بليلة القدر, فالعديد من العائلات من تختار هذا اليوم لصيام الأطفال للمرة الأولى, فيكون لهم الحق في المكان الشرفي على مائدة الفطور,و تحضر على شرفهم الشاربات و يقدم لهم الأهل النقود لتشجيعهم على الصيام. غير أن العديد ممن يفضلون الاعتكاف في المساجد في العشر الأواخر من رمضان, فهي ليلة لم يتم تحديدها من ناحية الشرع, فالسعي وراء الأجر هو الأولى لهذه الفئة من الناس, إذ أنها ليلة بألف شهر, أنزل فيها القرآن على سيد الخلق أجمعين,سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم, بركتها تعم جميع الخلق و الظفر بها هي حلم كل مسلم. لذا فالليلة واحدة و طرق الاحتفال بها متعددة, على اختلاف العادات و التقاليد لدى المجتمعات المسلمة في جميع أنحاء المعمورة. كنزة.ب