تتفنن العائلات الوهرانية خاصة ربات البيوت ليلة ال 72 من رمضان، في تحضر مختلف الأطباق الشعبية للإفطار احتفالا بالليلة المباركة، كما يتلى القرآن ويرتل إلى ساعات متأخرة من الليل، فيما يصوم الأطفال لأول مرة· ممشوط زليخة يتم، في ليلة القدر بوهران، ختان العديد من الأطفال وسط أجواء عائلية حميمة رفقة حضور الجيران والأقارب والأحباب· وبهذه المناسبة تقوم العديد من العائلات بذبح الدجاج للتبرك بليلة القدر المباركة، ويتم تحضير البخور التي تملأ روائحها جميع غرف المنزل، وطلى أيادي الأطفال بالقطران لتجنبهم أي مكروه في تلك الليلة، التي يعتقد أن الشياطين تنزل فيها بعدما يتم تكبيلهم وتقييدهم طيلة 27 يوم من رمضان· وبعد الإفطار تفتح بيوت الرحمان لتلاوة القرآن الكريم وترتيله في أجواء إيمانية وروحانية مفعمة بذكر الله، حيث تبقى بيوت الله مفتوحة إلى غاية بزوغ الفجر اليوم الموالي· كما تحضر ربات البيوت طبق مميز يعرف بالرقاق عند العائلات الوهرانية، يحضر من الدقيق والزيت والماء ويختلف اسمه من ولاية لأخرى، حيث يسقى بمرق الدجاج ويكون هذا الطبق ضروري تتناوله العائلات الوهرانية تبركا بالليلة المباركة · ويوضع فوق الطبق كل أنواع الخضر واللحم لتزيينه، وبعد الإفطار يلتف أفراد العائلة حول صينية الشاي والحلويات التقليدية من الزلابية والشامية وغيرها· ويتم تزيين الطفلة أوالطفل الذي يصوم لأول مرة بكل أنواع الزينة من ملابس وحلي، وتهدى لهم عند الإفطار قطعة من الذهب في شكل خاتم أو حلق، وتتزين الطفلة وكأنها عروس· وتقول السيدة عائشة رئيسة جمعية حماية الطفولة أنه سنويا، وتزامنا بالليلة المباركة، يتم ختان مجموعة من الأطفال أبناء العائلات المعوزة، وتهدى لهم ملابس العيد· وتقام كذلك احتفالات خاصة تحييها عدد من الفرق التي تقوم بأداء أغاني دينية وموشحات تبركا بليلة ال 27 ، تقام أيضا طقوس خاصة حيث تشعل الشموع إلى غاية الفترة الصباحية بعدما يتم وضع الحناء في أيادي الأطفال ابتهاجا أيضا باقتراب العيد· وهي نفس الأجواء التي تحتفل بها العديد من العائلات التي لازالت متمسكة بالعادات والتقاليد إحياء لليلة القدر، التي تبقى لها نكهة خاصة ومتميزة على غرار باقي أيام الشهر الفضيل·