سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الجزائر والسعودية تتوعدان المتأخرين عن مغادرة البقاع المقدسة/ جزائريون وجزائريات عملوا كتجار وخادمات بعد العمرة يبقون متخفين حتى موسم الحج اعتبرت فترة إقامتهم بعد أداء العمرة مخالف للأنظمة والتعليمات
باشرت السلطات السعودية حملات مكثفة لمغادرة المعتمرين الذين انتهت إقامتهم لديها ضمن المرحلة الأخيرة لموسم العمرة، وهذا بعد أن حذرت في وقت سابق مواطنيها والمقيمين لديها من نقل المعتمرين وتمكينهم من زيارة أماكن أخرى خارج الأماكن المقدسة، مكة، المدينةالمنورة، جدة، بتسليط عقوبات بالسجن وغرامات مالية· في ذات السياق، اعتبرت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف أن تلك الإجراءات تمثل حماية للمعتمرين الجزائريين وصحتهم وسلامتهم من عدوى أنفلونزا الخنازير وتحفظ حقوقهم، عكس البعض الذين يبقون لمدة تتجاوز 4 أشهر لأداء مناسك الحج في ظروف مزرية وأوضاع كارثية ''يشتغلن كخادمات في البيوت'' أو''يعملون في المتاجر والمحلات'' كثيرون منهم أصيبوا جراء ذلك بأمراض مزمنة نتيجة ذلك· وقد حذرت السلطات السعودية المعتمرين الذين انتهت برامج إقامتهم ضمن المرحلة الرابعة والأخيرة لموسم العمرة من خطة العمل التي وضعتها واشتغلت بها منذ شروعها في تسيير موسم العمرة للعام الجاري، ونقلت مصادر إعلامية أول أمس أن المديرية العامة للجوازات السعودية أوضحت في بيان لها أمس، أنه يجري التنسيق مع وزارة الحج لحث شركات ومؤسسات العمرة على متابعة معتمريهم ومغادرتهم حسب البرامج المعدة لهم والالتزام بحجوزات العودة لعدم تعرضهم للمساءلة النظامية، مؤكدة ''أن بقاءهم بعد فترة العمرة يعد مخالفة للأنظمة والتعليمات، وأكدت المديرية أن ''الجهات المختصة لن تسمح لأي معتمر مخالف بالتأخر بقصد أداء فريضة الحج أو خلافه''· وعن هذه الإجراءات التي أقرتها سلطات المملكة العربية السعودية تحسبا للتحضيرات التي أطلقتها لموسم الحج، اعتبرت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف على لسان الناطق الرسمي، عدة فلاحي، ل ''الفجر'' أن إجراءات منع المعتمرين من مغادرة مناطق مكة، المدينةوجدة باتجاه مناطق أخرى لزيارة الأماكن الأثرية والمناطق المقدسة بالأراضي السعودية، جاءت لتحمي المعتمرين بصفة عامة والجزائريين بصفة خاصة، لاسيما في الظرف الراهن مع تداعيات مرض أنفلونزا الخنازير وانتشاره في المملكة، وهذا للحفاظ على صحة القادمين من البلدان العربية والإسلامية وتأمين سلامتهم حتى يرجعوا سالمين معافين إلى ديارهم لتفادي الإصابة بالداء ومن عدوى انتقاله، ليصل الى القول ''وبالتالي فتلك الإجراءات في ما هي إلا عملية لتحديد مسارات التنقل للمعتمرين وحتى الحجاج لضبط أمورها وهي تدخل في إطار سيادة المملكة ولها كامل الصلاحيات في سن وتشريع الإجراءات التي تراها مناسبة لتأمين موسمي العمرة والحج''· وأوضح المستشار الإعلامي لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف، عدة فلاحي، أمس، في تصريح ل ''الفجر''، أن التجربة لدينا أثبتت أن العديد من المعتمرين، سواء كانوا رجالا ونساءا كهولا وشابات، وحتى شيوخا وعجائزا، شوهوا صورة الجزائر وسمعتها في السعودية، حيث عمد هؤلاء إلى البقاء في السعودية بعد انتهاء موسم العمرة وفضلوا العيش لمدة تعدت 4 أشهر هناك متخفين متنقلين بين البيوت كخادمات لها، وكبائعين وعاملين في المحلات والمتاجر يعيشون في ظروف مهينة مزرية وأوضاع لا ترقى لمعيشة الإنسان ''سوء التغذية، وظروف إيواء مزرية''، وهذا كله من أجل المكوث في المملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج، مستعملين تلك الحيل والأساليب ويفكرون بعواطفهم بدل عقولهم، ووجدوا من السعوديين من تعاطفوا معهم ظنا منهم بدافع الخير أنهم يسهلون مهمتهم، لكن هؤلاء الجزائريين والجزائريات تعرضوا لوعكات صحية وتطورت تداعياتها إلى أمراض مزمنة زادت من تدهور صحتهم، وهذا لا يخدم مصلحة البلدين الجزائر والسعودية معا، والسلطات عندنا في الجزائر لن ترضى ولا تسمح بمثل هذه التجاوزات التي تشوه صورتها لأن حامل كل جواز سفر في الخارج بمثابة ''سفير'' ، وبالتالي لا يجب التساهل مع مثل هذه الحالات والأساليب، خاصة استغلال المواسم الدينية للإفلات من رقابة القانون والمكوث لأداء فريضة الحج على حساب صحتهم· وفي هذا السياق، دعا المتحدث كافة المعتمرين الجزائريين نساء ورجالا إلى عدم المجازفة وركوب عواطفهم والقيام بمثل هذه السلوكات التي تشوه صورة الجزائر وتسيء إلى سمعتها مع الأشقاء السعوديين، مؤكدا أن مثل هذه الحالات يتم التعامل معهم بالترحيل الفوري على متن أول طائرة تغادر السعودية باتجاه الجزائر، خاصة وأن الجهات المعنية لجأت في المدة الأخيرة إلى العمل ببطاقية موحدة حول هوية كل المعتمرين والحجاج، بالتنسيق بين الوزارات المعنية ووكالات السفر، لمراقبة كل المعتمرين والحجاج، مع مطالبة وكالات السفر بالسهر على عودة كل الأشخاص فور انتهاء مناسك العمرة أو الحج، لا سيما وأن كثيرا من الجزائريين كانوا محل توقيفات بعد انتهاء المناسك ووضعوا في مركز حجز جماعية، في انتظار التعرف على هوياتهم تحسبا لترحيلهم· وفي شأن متعلق بمرض أنفلونزا الخنازير، قالت السلطات السعودية في تصريح لوزيرها للصحة، الدكتور عبد الله الربيعة، أن المملكة لم تسجل أية حالة وفاة بين المعتمرين والزوار، خلال موسم العمرة في شهر رمضان، نتيجة الإصابة بأنفلونزا الخنازير· وذكر الربيعة أنه لم يتم تسجيل أية حالة وفاة بسبب الفيروس بين المعتمرين والزوار خلال موسم العمرة والزيارة في شهر رمضان، موضحاً أن عدد الإصابات في مكةالمكرمة بلغ 218 ، بينها 8 للمعتمرين، فيما سجلت المدينةالمنورة 132 حالة بينها 17 للزائرين·