شرعت السلطات السعودية تسيير حملات مكثفة لمغادرة المعتمرين الذين انتهت إقامتهم لديها ضمن المرحلة الأخيرة لموسم العمرة، في ذات السياق اعتبرت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف أن تلك الإجراءات تمثل حماية للمعتمرين الجزائريين وصحتهم وسلامتهم من عدوى أنفلونزا الخنازير وتحفظ حقوقهم عكس البعض الذين يبقون لأداء مناسك الحج في ظروف مزرية وأوضاع كارثية. نقلت مصادر إعلامية أول أمس أن المديرية العامة للجوازات السعودية أوضحت في بيان لها أمس، أنه يجري التنسيق مع وزارة الحج لحث شركات ومؤسسات العمرة على متابعة معتمريهم ومغادرتهم حسب البرامج المعدة لهم والالتزام بحجوزات العودة لعدم تعرضهم للمساءلة النظامية، مؤكدة "أن بقاءهم بعد فترة العمرة يعد مخالفة للأنظمة والتعليمات. وأكدت المديرية أن 'الجهات المختصة لن تسمح لأي معتمر مخالف بالتأخر بقصد أداء فريضة الحج أو خلافه". وعن هذه الإجراءات التي أقرتها سلطات المملكة العربية السعودية تحسبا للتحضيرات التي أطلقتها لموسم الحج، اعتبرت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف على لسان الناطق الرسمي عدة فلاحي أن إجراءات منع المعتمرين من مغادرة مناطق مكة، المدينةوجدة باتجاه مناطق أخرى لزيارة الأماكن الأثرية والمناطق المقدسة بالأراضي السعودية جاءت لتحمي المعتمرين بصفة عامة والجزائريين بصفة خاصة لاسيما في الظرف الراهن مع تداعيات مرض أنفلونزا الخنازير وانتشاره في المملكة وهذا للحفاظ على صحة القادمين من البلدان العربية والإسلامية وتأمين سلامتهم حتى يرجعوا سالمين معافين إلى ديارهم لتفادي الإصابة بالداء ومن عدوى انتقاله، وبالتالي فتلك الإجراءات في رأيي ما هي إلا عملية لتحديد مسارات التنقل للمعتمرين وحتى الحجاج لضبط أمورها وهي تدخل في إطار سيادة المملكة ولها كامل الصلاحيات في سن وتشريع الإجراءات التي تراها مناسبة لتأمين موسمي العمرة والحج. وأوضح المستشار الإعلامي لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف عدة فلاحي أمس في تصريح ل "الأمة العربية" أن التجربة لدينا أثبتت أن العديد من المعتمرين كانوا رجالا ونساء كهولا وشبابا وحتى شيوخ وعجائز شوهوا صورة الجزائر وسمعتها في السعودية، حيث عمد هؤلاء إلى البقاء في السعودية بعد انتهاء موسم العمرة وفضلوا العيش لمدة تعدت 4 أشهر هناك متخفين متنقلين بين البيوت كخادمات لها، وكبائعين وعاملين في المحلات والمتاجر يعيشون في ظروف مهينة مزرية وأوضاع لا ترقى لمعيشة الإنسان"، سوء التغذية وظروف إيواء مزرية"، وهذا كله من أجل المكوث في المملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج مستعملين تلك الحيل والأساليب ويفكرون بعواطفهم بدل عقولهم، ووجدوا من السعوديين من تعاطفوا معهم في تلك ظنا منهم بدافع الخير أنهم يسهلون مهمتهم، لكن هؤلاء الجزائريون والجزائريات تعرضوا لوعكات صحية تطورت تداعياتها إلى أمراض مزمنة زادت من تدهور صحتهم، وهذا لا يخدم مصلحة البلدين الجزائر والسعودية معا، والسلطات عندنا في الجزائر لن ترضى ولا تسمح بمثل هذه التجاوزات التي تشوه صورتها لأن حامل كل جواز سفر في الخارج بمثابة "سفير" وبالتالي لا يجب التساهل مع مثل هذه الحالات والأساليب خاصة استغلال المواسم الدينية للإفلات من رقابة القانون والمكوث لأداء فريضة الحج على حساب صحتهم.