يهدد الموت العديد من المصابين بالسرطان بسبب توقف العلاج بالأشعة في المستشفى الجامعي لوهران، في حين توجه مصلحة الأورام السرطانية لذات المستشفى أصابع الاتهام إلى الصيدلية المركزية للمستشفيات لتقاعسها في جلب الكميات اللازمة من الأدوية الخاصة بمرضى السرطان· وتم إحصاء أزيد من 8 آلاف مريض بالسرطان بوهران منهم 1666 إصابة جديدة تم تسجيلها منذ بداية السنة الجارية، وهو الأمر الذي بات يدق ناقوس الخطر أمام الانتشار الواسع للداء الذي أصبح يفتك بالعديد من الأشخاص من كلا الجنسين، بعدما تبيّن أن أكثر أنواع السرطان انتشارا سرطان الثدي عند النساء والرئة عند الرجال· من جهته، أوضح مسؤول بالصيدلة المركزية للمستشفى أن نفاد المخزون ناجم عن عدم تموين المستشفى بالأدوية من قبل الصيدلية المركزية للمستشفيات بالعاصمة، معتبرا ذلك النقص بغير الدائم على أن تحل المشكلة في غضون الأيام القليل· ويندّد عدد من المرضى بسياسة التماطل والإهمال للمرضى وبالتهاون في التكفل بهم، خاصة المرضى القادمين من ولايات بعيدة، والذين يقطعون مسافات طويلة طلبا للعلاج لكنهم يصطدمون بمشكل توقف العلاج بالأشعة الكيماوية وتعطل جهاز السكانير، ما يجعلهم يعودون في حالة نفسية يرثى لها خاصة وأنهم ينتظرون أزيد من 21 يوما لإجراء العلاج بالأشعة· وكشف مصدر طبي مسؤول بمصلحة الأشعة الكيماوية بذات المستشفى عن تدهور ظروف العمل داخل المصلحة التي باتت تستقبل يوميا أزيد من 70 مريضا، حيث يوجد جهازان فقط للعلاج بالأشعة من نوع ''كوبالت'' من الطراز القديم، وبالرغم من ذلك لا زال يستعمل بالمصلحة في الوقت الذي يتم التعامل دوليا بجهاز ''إكسيلاتور لريار'' الذي يضمن حماية ووقاية أكثر للفريق الطبي حتى لا يكون عرضة للإصابات بأخطار الأشعة· وأضاف المصدر أن الوزارة قامت بتدعيم مركز مسرغين للسرطان بجهاز جديد، إلا أنه لم يتم استخدامه نتيجة غياب تقنيين مختصين، حيث أصبحت هاته الأجهزة في قاعات العلاج في الوقت التي تشهد فيه مصلحة الأورام السرطانية بمستشفى وهران ضغطا كبيرا في عدد المرضى مقارنة بقلة أجهزة العلاج وقدمها· هذا الأمر جعل المرضى يعانون الأمرّين خاصة أمام ارتفاع أسعار الأدوية وغياب العلاج الأشعة الكيماوية بالنسبة لغير المؤمّنين، الذين وجدوا أنفسهم بين نارين، المرض الذي ينهش أجسادهم، وحالة الفقر التي يعانون منها· وفي هذا الصدد قالت إحدى المريضات التي وجدناها عند مدخل المصلحة قدمت من ولاية مستغانم تعاني من سرطان الثدي، إنها تقطع أسبوعيا مسافات طويلة للوصول إلى مستشفى وهران من أجل تلقي العلاج الكيماوي إلا أنها تعود أدراجها دون الاستفادة من حصة العلاج، ما زاد في معاناتها وتدهور حالتها الصحية، مضيفة أنه كان من الأفضل أن يتم إشعارها مسبقا بتوقف العلاج بدل قطع هاته المسافات دون فائدة· وهدّد من جهتهم عدد كبير من أولياء المرضى بسحب ملفاتهم من مصلحة أورام السرطان بمستشفى وهران ونقلها إلى ولايات أخرى لإجراء العلاج بالأشعة الكيماوية في حال عدم تسوية المشكل، خاصة بعد تدهور الحالة الصحية للمرضى نتيجة عدم تلقيهم الجرعة الكافية من الدواء·