استنكرت جمعية 8 ماي 45 إقدام السلطات الفرنسية على إنشاء مؤسسة للذاكرة خاصة بحرب الجزائر، المتمخضة عن القانون الممجد للاستعمار الصادر في 23 فيفري ,2005 الصادر بمبادرة خاصة من الرئيس الأسبق جاك شيراك، ووجهت نداء إلى التشكيلات السياسية للتكتل للرد على ساسة الإليزيه الراعين للفكر الاستعماري· وانتقدت الجمعية في بيان لها أمس، سلسلة التدابير المتخذة لصالح الحركى بشكل يشجع الأعمال الاستعمارية، واعتبرت الجمعية أن هذه التحركات تعكس بجلاء النوايا المبيتة وغير النزيهة للحكومة الفرنسية الرامية إلى إعادة مراجعة التاريخ، مقابل نكران وعدم الاعتراف بالجرائم المقترفة إبان الحقبة الاستعمارية، الأمر الذي يستبعد أية إمكانية للاعتذار للشعب الجزائري· واعتبرت الجمعية إنشاء مؤسسة لذاكرة حرب الجزائر خطوة حقيقية نحو وأد أية مطالب شرعية للجزائريين في المهد وإرجائها إلى أجل غير مسمى، مقابل اقتراح يخدم مصالح الإليزيه، متمثلة في إعادة كتابة قصة مشتركة، الأمر الذي يسمح لهم ويتيح أمامهم المنافذ لفرض وجهة نظرهم ورؤيتهم الخاصة للأحداث التاريخية، وتقديم تاريخ انتقائي· واستدلت الجمعية بكثرة الجمعيات الفرنسية التي تنشط لتكريس هذا الطرح، حيث ستستفيد المؤسسة الجديدة من تمويلات قادمة من ثلاث جمعيات، هي ''الذكرى الفرنسية''،''الوجوه المشوهة''، و''الاتحادية الوطنية'' لاندري ماجينوه، مع إعانة أخرى من طرف الحكومة الفرنسية، حيث تصل الميزانية الإجمالية إلى حدود 7 ملايين أورو، أي ما يعادل 5,7 مليار دج· واعتبرت جمعية 8 ماي 45 أن تحديد الفترة التي تنشط بها هذه المؤسسة من 1954 إلى غاية ,1962 يهدف إلى إلغاء مصير الشعب الجزائري وتجاهل مفضوح للمجازر التي ارتكبتها طيلة 132 سنة، وأضافت الجمعية أن هذا يعني أن فرنسا لا تعترف إلا بحرب الجزائر، وهذا حتى تنفي عنها الجرائم التي ارتكبتها طيلة سنوات الاستعمار، وبالتالي لن تتفاوض إلا على قدم المساواة عن الأضرار الجانبية ووفقا للاتفاقيات الدولية· وخلصت الجمعية إلى توجيه نداء إلى جميع التشكيلات السياسية والنواب بالغرفتين إلى اتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة ما وصفته ''بالهجوم المروع'' على ذاكرة الشعب الجزائري· تجدر الإشارة إلى أنه منذ الإعلان الرسمي عن مؤسسة ذاكرة حرب الجزائر بداية الأسبوع الجاري، تطبيقا لقانون 23 فيفري ,2005 تتالت التنديدات واتسعت موجة الاستنكار بالجزائر لأنها تثمن الاستعمار الفرنسي وتظهره على أنه إيجابي، كما تتحدث عن الدور الوطني للفرنسيين العائدين من الجزائر والمقدر عددهم حاليا بنحو 400 ألف شخص مع احتساب أبنائهم وأحفادهم·