رغم انشغال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بالتحضير لقمة المناخ العالمية، التي أقيمت أخيرا في أمريكا، فإنه لم يهدأ له بال، على ما يبدو، إلا بممارسة رياضة الجري في الصباح الباكر، ولكن هذه المرة ليس في ناديه الرياضي المعتاد بل في حديقة سنترال بارك العامة في نيويورك، وكان يتبعه حراسه الشخصيون، وذلك على مقربة من خيمة الرئيس الليبي معمر القذافي التي اعتاد نصبها أينما ذهب· والناظر إلى جسد الزعيم الفرنسي لا يرى فيه آثارا لسمنة مفرطة اضطرته إلى تكبد عناء الجري الصباحي وسط حراسة أمنية لصيقة، ولكن يظهر أن هذا هو ما يسمى بالدافع أو الالتزام الذي يتحلى به القياديون الذين لا يؤجلون أهدافهم المتعلقة بصحتهم وتطوير ذاتهم مهما واجهوا من تحديات أواعترضتهم أهداف أخرى مهمة· أما الرئيس باراك أوباما الذي أثار ردود أفعال واسعة في الوطن العربي حينما نشرت صوره في أول يوم عقب فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية، وهو يهم بالخروج من ناديه الرياضي (الجيم) بعد ممارسة تمارينه الصباحية المعتادة، وكان يحمل صحيفة لمتابعة أصداء فوزه التي أذهلت العالم لكونه أول رئيس أمريكي من أصل أفريقي· وكان الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش (الأب) ينزل إلى بهو فندق كان يقيم فيه فطلب من المسؤولين المحليين أن يشيروا إليه نحو أقرب مكان عام ليمارس فيه رياضة الجري الصباحي، فصدم المسؤولون خشية على سلامته، وحينما رأوا إصراره أُمر ببعض الحرس المدربين بالجري معه على ضفاف شارع الخليج العربي· أما جون كنيدي فكان يدرك مدى ضيق وقته، فتعلم كيف يقرأ بسرعة حتى صارت سرعة قراءته 1200 كلمة في الدقيقة، أي خمس صفحات في الدقيقة الواحدة، وهي سرعة غير عادية ولكنها غير مستحيلة· هذا هو الأسلوب الأمثل في إدارة الوقت، حيث إن الإنسان مهما كانت مسؤولياته فإنه يبقى بشرا له حاجات نفسية واجتماعية يتطلع إلى تحقيقها حتى يجدد نشاطه ويقبل على عمله بهمة ونشاط، وهو ما يسميه عالم الإدارة الشهير ستيفن كوفي بالأنشطة التي ''تسنن المنشار''·