أصدرت إدارة التراث المعنوي بهيئة أبو ظبي للثقافة والتراث كتابا، بمناسبة استضافة أبو ظبي الاجتماع الرابع للجنة الدولية الحكومية لاتفاقية صون التراث غير المادي المنعقد حاليا في أبو ظبي، كتابا بعنوان ''التراث الثقافي غير المادي للبشرية'' تناول المأثورات المدرجة على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية عام ,2008 للجزائر وعدد من الدول العربية الأخرى· وشملت قائمة الكتاب أكثر من 90 مثالا بارزا من التراث غير المادي المتنوع· ومن ضمن ما شملته قائمة الأعمال التراثية غير المادية التسعين التي احتواها الكتاب العديد من الأعمال العربية، نجد أهليل غرارة الجزائري وملحمة السيرة الهلالية، والمقام العراقي، والحيز الثقافي لبدو البتراء ووادي روم، والفضاء الثقافي لساحة جامع الفنا بالمغرب، والحكاية الفلسطينية، والغناء الصنعاني اليمني بمصر· وقال محمد خلف المزروعي، مدير عام الهيئة، في كلمة تمهيدية للكتاب:''إن الهيئة وضعت على رأس أولوياتها ضرورة صون تراثها وثقافتها وبخاصة الجانب المعنوي منه، والذي تتعرض الكثير من مكوناته إلى التغيير والاندثار بسبب انحسار أنشطتها التقليدية بدرجة كبيرة أمام قوى الاقتصاد الحديث الذي يعتمد على ريع النفط وبعض الصناعات التحويلية والخدمية، بجانب التجارة النشطة محليا وإقليميا ودوليا·'' وأشار المزروعي إلى أن هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث قامت، مع مجموعة من المؤسسات العلمية والثقافية في الدولة، بإجراء دراسات وعمليات الجمع والتنقيب والتوثيق والتصنيف والأرشفة والترويج لعناصر التراث المعنوي، مؤكدا على أهمية نشر الوعي به والانتقال من الصورة المقتصرة فقط على الجوانب المادية الملموسة، كالقطع الفنية والحرف والصناعات اليدوية إلى التركيز على جمع التراث الحي والمتمثل في التعبير وفنون الأداء والعادات والتقاليد والمعتقدات والمعارف الشعبية وغيرها· من جانبه، قال الدكتور ناصر بن علي الحميري، مدير إدارة التراث المعنوي بالهيئة، في كلمة لتقديم الكتاب، إن إصدار هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث هذا الكتاب يأتي إيمانا منها بأن دولة الإمارات العربية المتحدة تدرك تماما ما للتراث من قيمة وطنية وعالمية، فهو اللغة المشتركة للعالم والأداة التي تجسر الهوة بين الدول وتوحد آمالها وتطلعاتها الوطنية والإنسانية·