''الفجر'' وأثناء تنقلها بين شوارع العاصمة بالقرب من إحدى المتوسطات، سمعنا تلاميذ يتراوح سنهم بين 14و15 سنة يتداولون أسماء غريبة، خيّل لنا للوهلة الأولى أنها أسماء ماركات للهواتف النقالة قد أدرجت مؤخرا في السوق، لكن الحقيقة عكس ذلك تماما إذ ما هي إلا ألقاب استفرد بها بعض أساتذة في التعليم· فضولنا دفعنا للتقرب من تلاميذ هذه الإكمالية لمعرفة مصدر ومعنى الألقاب والتسميات الغريبة، فكانت الإجابات واضحة وصريحة مليئة بالجرأة، ومؤسفة في نفس الوقت، تعبر عن الجيل الصاعد الذي لا يمت بصلة للأجيال التي سبقته، كل أستاذ له لقب يميزه· ''كانيش'' هو اللقب الذي يطلق على أستاذة التاريخ سميت كذلك لأن شعرها أشعث ولم يعرف يوما أية تسريحة· و''حديدوان'' هو اللقب الشهير لأستاذة الرسم نظرا لكثرة المساحيق المستعملة على وجهها، وبالأخص أحمر الشفاه، وحركاتها البهلوانية أثناء شرحها للدرس· ''أنشطاين'' أستاذ الفيزياء الذي لا تمر عليه مسألة إلا ووجد لها حلا، كما أنه يطرح أسئلة غريبة تفوق مستوى التلاميذ ولا يعيد شرح الدرس، فحسبه الكل استوعب الدرس وليس لديه الوقت لإعادته·· حتى شعره يملك دلالات العالم الفيزيائي اينشتاين· و''ماروكو'' أستاذة الفرنسية، قصيرة القامة دائمة البكاء بعد إلقاء الدرس، ربما لمشاكلها العائلية، تشبه الفيلم الكارتوني ماروكو، وخاصة في خطواتها· وأسماء كثيرة أخرى لا تعد ولا تحصى·· لكن الغريب في الأمر هو جهل التلاميذ للأسماء الحقيقية لأساتذتهم·