عبد القادر عمراني''اطمئنوا·· فسعدان يدرك جيدا ما يفعله'' يرى مدرب اتحاد عنابة، عبد القادر عمراني، أن المنتخب الوطني في أحسن رواق للمرور إلى جنوب افريقيا لكون -كما قال- كل الظروف لصالحه فهو سيدخل المباراة منتصرا وعليه تسييرها بقليل من الصبر وكثير من الاجتهاد من محترفيه الذين أكدوا علو كعبهم· وهو لا يشك دقيقة في أنهم لن يستغلوا الفرصة للعب في أكبر المحافل الدولية· وعن الحرب ''القذرة'' التي تسبق المباراة قال يجب أن لا نقع في فخ الفراعنة لأن كل ما يقومون به تجاهنا نابع من تخوفهم الكبير من منتخبنا وكذا منتخبهم الذي لم يقدم الشيء الكثير في هذه التصفيات· فبالعودة لمبارياته لا نلمس كونه حامل اللقب الإفريقي مرتين· وشدد عمراني على ضرورة عدم الضغط على المدرب الوطني رابح سعدان لكونه ببساطة يدرك جيدا ما يفعله وبإمكانه قيادة الفريق نحو بر الأمان رغم صعوبة المأمورية في القاهرة· لكن الشيء المؤكد حسب نفس المتحدث دائما هو أن منتخب الفراعنة فقد الكثير من بريقه ومنتخبنا سيفعلها في أم الدنيا··· ''الخضر'' بخطى ثابتة لكن واثقة لم يُظهر المنتخب الجزائري أي شيء في مواجهته الأولى بكيغالي ضد رواندا وتعادل سلبيا وفي المواجهة الثانية استقبلنا مصر التي أقامت الدنيا ولم تقعدها أمام التحفظ الجزائري الكبير آنذاك· وبعد شوط أول سلبي، انطلقت الانتفاضة الجزائرية في المرحلة الثانية في نصف الساعة الأخير وكان مطمور صاحب أول رصاصة في الملحمة الجزائرية الحالية قبل أن يلتحق به غزال وجبور الذين أعادوا الجزائر من أوسع الأبواب· وقد ساهم هذا الفوز في رفع المعنويات والتنقل بقوة إلى زامبيا التي منها عاد ''الخضر'' لتسجيل الانتصارات خارج القواعد وهو ما لم يتحقق منذ 2003 وحققوا في المجموع 4 انتصارات متتالية وهو ما جعلهم أقوى المرشحين للعودة إلى المونديال بعد ربع قرن من الغياب· نحن وهم··· الصراع الجزائري المصري على تأشيرة المونديال تجاوز كل حدوده بل وتخطى حتى النقاط الحمراء· والواقع أن الفراعنة هم من أيقظوا الفتنة النائمة، فمنذ أن وضعتهم القرعة مع منتخبنا وهم لا يترددون في الاستهانة بنا ووصل الأمر ببعضهم إلى حد مسح أمجادنا الكروية· وبعد أن منح الواقع الميداني التفوق ل''الخضر'' ازداد هيجانهم وتعصبهم غير المبرر تماما والنابع من فكرة أن تفوقهم على كوت ديفوار والكاميرون سابقا سيكفيهم للتفوق على الجزائر ونسوا أو تناسوا أن الكرة متغيرة الأحوال ولا يوجد أي منتخب قادر على التفوق الأبدي بدليل أننا سبقناهم في قهر الجرمان وإرباك البرازيليين وبعد ذلك دخلنا نفقا مظلما قبل أن نخرج منه على حسابهم· كل شيء في صالح ''الخضر'' يملك المنتخب الجزائري تفوقا واضحا على نظيره المصري، فبلغة الأرقام نجد أن الجزائر حققت 4 انتصارات متتالية في مواجهاتها الأخيرة مقابل 3 لمصر، كما أن الجزائر لم تنهزم في تنقلاتها الثلاث الأخيرة ضد كل من ليبيريا، رواندا وزامبيا؛ بينما مصر لم تفز في آخر مواجهتين لها بقواعدها حيث تعادلت مع زامبيا قبل أن تفوز على رواندا وبأي طريقة··· محترفونا ومحترفوهم التفوق الجزائري في تصدير اللاعبين لكبار الأندية الأوروبية يبدو واضحا للعيان على نظيره المصري الذي لا يتوفر تعداده الحالي سوى على 3 محترفين أبرزهم محمد زيدان المحترف في دورتموند الألماني، ويعرف جيدا أن الجزائريين قد سبقوه في البوندسليغا أهمهم مطمور الذي يصغره بأربع سنوات والذي يتلو العديد من قصائد الغجر مع موشنغلادباخ وعنتر يحيى قائد بوخوم· كما يفتخر الفراعنة بمحمد الجباس (دودي) المحترف في نادي ليرس البلجيكي· والواقع أن البطولة البلجيكية المتواضعة قد تجاوزها الجزائريون منذ مدة بدليل تواجدهم في أقوى البطولات كالكالشيو، الليغا والدرع الإنجليزي الممتاز وهي بطولات لا تزال حلما بعيد المنال عن الفراعنة· وإذا تحدثوا عن الخليج بتواجد أحمد فتحي مع نادي الأهلي الإماراتي فلدينا صايفي في الخور القطري وقبله حمل العديد من لاعبينا ألوان مختلف الأندية الخليجية كماجر، صايب، بلماضي وبن عربية وغيرهم· أبطال إفريقيا··· نمور من ورق كبر الحلم المصري إن لم نقل تضاعف حين انطلقت مواجهات الدور التصفوي الأخير وأولى مواجهات المجموعة الثالثة لعبت في كيغالي بين رواندا والجزائر وانتهت بالتعادل السلبي، ووقتها ضحك الفراعنة كثيرا على أداء المنتخبين ووصفوه بالباهت، وأكدوا أن مصر ستقدم في اليوم الموالي عند استقبالها لزامبيا دروسا في فن اللعبة وتكشر عن أنيابها حتى لا يقترب أي أحد من مجرد التفكير في المونديال· لكن الواقع الميداني كشف بأن أبطال إفريقيا كانوا مجرد نمور من ورق، فقد عانوا طويلا أمام زامبيا ولم يتمكّنوا من النيل منها سوى بعد نصف ساعة من اللعب عن طريق عمرو زكي· وفي الشوط الثاني فلتت من أيديهم زمام المبادرة وتمكّن فرانسيس كازوندي من تعديل النتيجة وأصبح المنتخب المصري هو من يبحث عن التعادل أكثر من خصمه· ورغم ذلك لم يتّعظوا وقيل إنه مجرد سحابة صيف والانطلاقة ستكون من الجزائر، لكن ''الأفناك'' عرفوا كيف يمرغونهم في الوحل حين أحرزوا في أقل من 20 دقيقة 3 أهداف، لكن فوزهم الباهت على رواندا بقواعدهم وبمساعدة واضحة من الحكم النيجيري الذي أهداهم ضربة جزاء ثم طرد إيريك غاسانا الرواندي وانتظار تسجيل الهدف الثالث جعلهم يهللون مجددا وازداد تهليلهم لفوزهم في كيغالي على نفس المنتخب بهدف ثم بمسرحية في زامبيا التي عرفوا خلالها كيف يقنعون كالوشا بأن يفرض على لاعبيه ممارسة هواية رفع الأرجل· ورغم أن مصر قد حققت 3 انتصارات متتالية لكن الاستفهام الذي يبقى مطروحا هل كانت هذه الانتصارات مرفوقة بأداء يوحي بأن هذا المنتخب يستحق المرور إلى المونديال···؟ شكرا تيغان جاتييه لا يمكن لنا كجزائريين أن ننكر فضل غامبيا في تأهلنا للدور التصفوي الأخير بعد تعادلها في داكار ضد السينغال بهدف لمثله وقد سجل قادر مانغان هدف السينغال (د65) لكن تيجان جاتييه خطف هدف التعادل دقيقيتين قبل النهاية· وتيجان جاتييه هو من سجل الهدف الوحيد في مباراة غامبيا الجزائر من ضربة جزاء (د19)· وكان مشوار ''الخضر'' عاديا جدا في هذا الدور، حيث استهلوه بخسارة غير عادلة في السينغال في مباراة كان فيه الأداء لنا، لكن كل شيء انقلب رأسا على عقب في العشر دقائق الأخيرة عندما تلقينا هدفا مباغتا من عبد الله فاي· لكن سعدان عرف كيف يمرر الإسفنجة على الانطلاقة الخاطئة بتجاوز ليبيريا بكل أناقة وبثلاثية نظيفة· لكن هشاشة منتخبنا خارج الديار تواصلت في غامبيا التي تبادلنا معها الفوز قبل أن يلعب ''الخضر'' أحسن مباراة لهم عند استقبال السينغال التي روّض سعدان أسودها وخطف منها الريادة لكن بفارق نقطة واحدة قبل جولة واحدة فيها ستلعب الجزائر في ليبيريا والسينغال تستقبل غامبيا· ومرة أخرى يعجز ''الخضر'' عن الفوز ويكتفون بالتعادل· ومن حسن الحظ، فإن السينغال تعادلت هي الأخرى بفضل هدف تيجان جاتييه الذي فتح لنا أبواب التأهل· مشوارهم في الدور الثاني استهل الفراعنة مشوارهم بقواعدهم في الفاتح جوان من العام الماضي والبداية كانت مع منتخب الكونغو الديمقراطية الذي حبس أنفاسهم حين تمكّن هيرينا ايلونغا من افتتاح باب التسجيل في آخر لحظات الشوط الأول، ولم يأت الرد المصري سوى في العشرين دقيقة الأخيرة حين عدل عمرو زكي النتيجة بعد دربكة طويلة ثم أضاف أحمد عيد هدف الفوز في الدقيقة ال .80 هذا الفوز الصعب جعل شحاتة يراجع حساباته قبل التنقل إلى جيبوتي الضعيفة والتي ازدادت ضعفا بعد طرد لاعبها ياسين حسين في الدقيقة ال47 وهو ما سمح للفراعنة باستعراض عضلاتهم وتسجيل فوز عريض برباعية نظيفة· لكن هذا الفوز لم يكن ليعبر عن قوة الفراعنة عندما أكدت جيبوتي وهنها في المباراة الموالية التي خسرتها بملعبها أمام الكونغو الديمقراطية بستة أهداف دون رد، بينما تنقل المنتخب المصري إلى مالاوي وعجز حتى عن تحقيق التعادل عندما أطلق عليهم تشوكيبو مسوويا رصاصة الرحمة وباغت الحضري في آخر لحظة من عمر المباراة· وفي مباراة الرد تمكّن الفراعنة من الفوز بثنائية عماد متعب وهو ما رفع معنوياتهم ليفوزوا بعدها في الكونغو بهدف أبو تريكة لتكون المواجهة الأخيرة عبارة عن فسحة لهم ضد أضعف منتخبات المجموعة وصاحب أسوأ خط دفاعي في كل التصفيات (تلقى 30 هدفا) جيبوتي الذي خسر برباعية على شاكلة مباراة الذهاب·