يعود أصل تسمية السوق ب ''زنقة الزواوة'' إلى أن معظم تجارها ينحدرون من منطقة القبائل، استقروا بمنطقة الشلف بحكم نشاطهم التجاري، ليقوموا بعدها بالتجمع في هذا المكان الواقع بمركز المدينة· وتوسع نشاط الوافدين وازداد معه قدوم أهل القبائل إلى المنطقة، مستغلين في ذلك ازدهار النشاط التجاري بالولاية التي كانت تمثل ملتقى للجهات الأربع للوطن· وتحولت المنطقة من تجارة الصوف الغزل وكذا بعض الصهاريج المصنوعة من الخشب، فضلا عن الملابس التقليدية، إلى نشاطات تجارية أخرى· وحسب أحد الباحثين المحليين، فإن تاريخ هذه الحارة يعود إلى عام ,1843 حينما كان الشارع الحالي يتخذ تسمية ''الهضبة'' قبل أن تغير التسمية مع بداية الاستقلال إلى شارع سي محمد، إلا أن التسمية الغالبية على الحارة بقيت مرتبطة بسكانها القبائل (زنقة الزواوة)· ويمتد تاريخ هذه الحارة إلى عام 1920 أين كانت تمارس بها نشاطات غزل الصوف وبيعه خلال الحقبة الاستعمارية، فضلا عن بعض الملابس التقليدية، وكذا تلك الخاصة بتجهيز العروس· وكان يقصد الزنقة الكثير من العائلات من مختلف مناطق الولاية لاقتناء ما يلزمها من الأغراض، بالنظر إلى عدم توسع النشاط التجاري بالعديد من مناطق الولاية نتيجة للوضعية الاجتماعية والاقتصادية التي كانت عليها معظم العائلات الجزائرية خلال الحقبة الاستعمارية، حيث كان عدد المحلات التجارية جد محدود ومتمركزا في منطقة معينة، خاصة الحضرية منها، والتي كانت مأهولة من قبل أبناء المعمرين· من تجارة الصوف والأزياء التقليدية إلى بيع مختلف المنتجات العصرية تنتشر اليوم بهذه الحارة، التي توسعت كثيرا، العديد من المحلات التجارية التي تبيع الملابس العصرية لمختلف الفئات، فضلا عن المحافظة على بعض المحلات التجارية التي لا تزال تمتهن بيع الملابس التقليدية سواء القبائلية أو غيرها، وخاصة ما تعلق بمواسم الأفراح والأعراس· وظلت هذه الحرفة تمارس من قبل فئة الشيوخ، الذين يرون في ممارسة هذا النشاط التجاري نوعا من المحافظة على التقاليد التي خلّفها الأجداد· وتتخذ الكثير من العائلات الشلفية من هذا الزنقة مقصدا لها لاقتناء ما يلزمها من سلع ومنتجات خاصة في المناسبات، حيث تكتظ الحارة الممتدة على شارع واحد على مسافة تزيد عن800م، بالمارة والمتسوقين، والذي يفضلون التوجه نحو هذه المحلات لتنوع السلع، فضلا عن أسعارها المعقولة وحرية الاختيار بين مختلف الأنواع· وحوّل الكثير من تجار هذه الحارة محلاتهم القديمة مع التوسع التجاري الكبير الذي تعرفه زنقة ''الزواوة'' إلى مراكز تجارية بأجنحة متعددة ما بين بيع الملابس، مأكولات خفيفة، مجوهرات، أدوات التجميل والزينة، فضلا عن محلات أخرى مختصة في بيع الملابس النسائية وتلك الخاصة بالأطفال، إلا أن النشاط الغالب على محلات هذه الحارة هو بيع الملابس بمختلف أنواعها· ورغم إنشاء مركزين تجارين قريبين من هذه الحارة يتوفران على مختلف أنواع السلع والمنتجات، إلا أن هذه الحارة استطاعت أن تثبت على مر الأيام وأن تحافظ على زبائنها، كما لا تزال في الريادة من ناحية المردودية الاقتصادية وتردد المتسوقين على محلاتها، والذين يضعونها في الترتيب الأول في اقتناء أي سلعة في أي مناسبة على مدار السنة·