قدم المشاركون، في الملتقى الوطني الثالث، لزاوية سيدي سالم الرحمانية، بالوادي، تشريحا للدور التاريخي الذي لعبته الزوايا الرحمانية، في تقوية الروح الوطنية لدى الجزائريين خلال فترة الاستعمار• وفي هذا الصدد، قدم الشيخ مأمون محمد القاسمي، رئيس رابطة الزوايا الرحمانية، وشيخ الزاوية القاسمية بالهامل، ببوسعادة، أمثلة موثقة تاريخيا في الاتجاه الذي يظهر مستوى التحصيل العلمي لدى طلبة هذه الزاوية، خلال الأربعينيات من القرن الماضي، وذلك من خلال اختيار الزاوية القاسمية بالهامل، كنموذج باعتبارها واحدة من أشهر منارات الرحمانية• وعرض الشيخ القاسمي في المحاضرة التي ألقاها أمثلة لمقتطفات من بعض النصوص الأدبية والمقالات الصحفية، التي كان يكتبها عدد من الشباب القاسمي وطلبة الزاوية خلال الأربعينيات من القرن الماضي، وبالتحديد بين سنتي 1945 و,1949 في مجلة داخلية خاصة بالزاوية لا تزال نسخ منها محفوظة إلى اليوم هذا، حيث تعكس كتاباتهم روحهم الوطنية وأكد الشيخ محمد مأمون القاسمي، من جهة أخرى أن العديد من الدعوات صدرت عن الزاوية القاسمية بالهامل، خلال العقدين الأخيرين تهدف كلها إلى إصلاح أحوال الأمة، واستعادة ألفتها وجمع كلمتها وتعزيز تلاحمها ووحدتها• ومن جانبه أكد الدكتور سعيد جاب الخير، في محاضرة ساهم بها بعنوان ''التصوف كمرجعية•• الطريقة الرحمانية نموذجا''، أن الطريقة الرحمانية كان لها دور تاريخي، حيث استطاعت هيكلة الجزائريين داخل ما كان يعرف ب''المغرب الأوسط''، الذي تشكل إثر سقوط دولة الموحدين في منطقة المغرب العربي خلال القرون الوسطى مع ما تركه هذا السقوط من فراغ•