افتتحت، أمس، بدار الثقافة محمد الأمين العمودي بالوادي، فعاليات الملتقى الوطني الثالث حول دور الزوايا الرحمانية في الحفاظ على المرجعية الدينية والشخصية الوطنية، بمشاركة 300 من أتباع ومريدي الطريقة وضيوف من مختلف الزوايا المنتشرة عبر الوطن، فضلا عن وجوه فكرية ودينية بارزة من مختلف أنحاء الوطن وبعض الدول العربية الشقيقة، وفي مقدمتهم الأستاذ علي الرضا الحسيني من سورية، الدكتور محمد الرزقي من تونس، الدكتور الطاهر آيت علجت نائب رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، الأستاذ عبد القادر عثماني شيخ زاوية طولڤة، الدكتور عمار جيدل أستاذ بجامعة الجزائر، الدكتور حميدي خميسي، الدكتور زعيم خنشلاوي، الدكتور محمد الأمين بلغيث، الدكتور رشيد بوسعادة والأستاذ عبد المنعم قاسمي. وحسب سيدي الشيخ حسين سالمي في كلمته الإفتتاحية للملتقى، فإن تنظيم هذه الطبعة يأتي بعد النجاح الكبير الذي عرفته الملتقيات العلمية السابقة التي عقدتها زاوية سيدي سالم الرحمانية، ومساهمة منها في مزيد الإثراء والبيان لدور الزوايا الرحمانية في المجتمع ماضيا وحاضرا وتطلعا للمستقبل. وبمناسبة مرور قرن على وفاة الشيخ سيدي مصباح، نجل سيدي سالم عليهما رضوان الله،ويهدف هذا الملتقى بحسب شيخ الزاوية إلى إعادة الاعتبار لتاريخنا المحلي والثقافي وإبرازه بشكل علمي أكاديمي خال من كل نزعات الهوى والتعصب والاستعلاء، والعمل الجاد والإخلاص في سبيل التعريف بهذا التاريخ والتراث، وعدم ترك المجال مفتوحا لكل مستغل ودخيل، وتصحيح بعض المواقف وإعادة النظر في الكثير من أحكامنا المسبقة، بما تصل إليه نتائج الأبحاث والدراسات العلمية المعاصرة،وإعادة الاعتبار لهذه المؤسسات الروحية الدينية بما يتلاءم مع دورها البناء، وكذا العمل على استغلال إيجابيات الزوايا وتطويرها والابتعاد عن السلبيات، بالإضافة إلى الربط بين قيم الماضي وتطلعات المستقبل، والتواصل الحضاري بعيدا عن كل التأثيرات الغربية والشرقية، والبحث عن آليات لاستخدام هذا الفكر التربوي والعلمي وتوظيفه في حياتنا المعاصرة: الدينية، الاجتماعية، الأخلاقية... قيم التسامح المحبة التعاون الخير الشفقة الوحدة... تصفيته وتطهيره مما علق به من بدع وخرافات ودجل، إبراز الجانب المشرق المضيء. أما عن محاور المادة العلمية للملتقى، فإن المحور الأول المتعلق بالجانب التاريخي سيتناول تعريف المصطلحات ونظرة عامة عن الطريقة الرحمانية، وأضواء على الزوايا الرحمانية بالجنوب الشرقي، ومنها زاوية سيدي سالم بالوادي كنموذج. بينما يختص المحور الثاني، حول دور الزوايا الرحمانية في الحفاظ على المرجعية الدينية، في تناول دورها في الحفاظ على العقيدة الأشعرية، وعلى المذهب المالكي، وعلى تصوف الجنيد. ويستعرض المحور الثالث بعنوان: دور الزوايا الرحمانية في الحفاظ على الشخصية الوطنية، الجهود التي قدمت في سبيل الحفاظ على اللغة، والعادات، والقيم والجهاد، بالإضافة إلى محور رابع حول واقع وآفاق الزوايا الرحمانية. أما المواضيع المطروحة للبحث، فهي على وجه عام تقدم نظرة عامة عن الطريقة الرحمانية الخلوتية في الجزائر، تاريخ زاوية سيدي سالم الرحمانية وعلاقتها بمحيطها (طولڤة، نفطة، خنقة سيدي ناجي، تبسة، وادي ريغ...)، التربية الروحية في الطريقة الرحمانية، مناهج التعليم في الزوايا الرحمانية، دور الزوايا الرحمانية في الحفاظ على مقومات الشخصية الوطنية، سبل معالجة التشرذم المذهبي ومواجهة الغزو الثقافي، مقاومات الرحمانيين للغزو الفرنسي من الاحتلال حتى الاستقلال، نماذج من العلماء الرحمانيين، التعريف بمصنفات الطريقة الرحمانية، واقع الزوايا الرحمانية، رؤية استشرافية لدور الزوايا الرحمانية في شتى المجالات وترتيب أولوياتها.