في بداية السبعينيات كان فريق غينيا سيكو توري من أقوى الفرق في القارة الإفريقية•• وكان سيكو توري يمارس بهذا الفريق السياسة أكثر مما يمارس به الرياضة••! وكان النصر على الجزائر في كوناكري من الأحداث السياسية الكبرى وليس الرياضية فقط••! كان وقتها اللاعب حسين لالماص قائدا للفريق الوطني الجزائري، فقال له بومدين رحمه الله وهو يغادر مطار الجزائر إلى كوناكري على رأس الفريق الوطني•• لا أوصيك بما يتعين عليك أن تقوم به في كوناكري••! فأجابه لالماص إطمئن يا سيادة الرئيس فنحن واعون بما يتعين علينا فعله في كوناكري••! وجاءت النتيجة 4 مقابل واحد لصالح الجزائر•• في ملعب كوناكري•• وضد أقوى فريق في إفريقيا آنذاك••! ولم يتنقل مع فريق حسين لالماص خمس الحكومة الجزائرية كما هو حاصل الآن مع لقاء القاهرة••! ذلك لأننا كنا نحترم أنفسنا قبل أن نفرض على الناس احترامنا! وفي 1975 قال بومدين رحمه الله لرفاق بتروني في ملعب 5 جويلية، وهم يتأهبون لنهائي مع فرنسا في ألعاب البحر المتوسط: ''لا أريد أن أقف في الاستعداد وأستمع إلى النشيد الوطني الفرنسي (لا مارسياز)''! فلا تحرجوني وأسند هذه المهمة إلى غيري من الوزراء؟! وكانت النتيجة التي تعرفونها وهي الفوز على الفريق الفرنسي••! نعم كنا نخلط السياسة بالرياضة•• لأننا كنا نفعل كما يفعل المصريون اليوم•• حين يعتبرون النصر علينا سياسة، فهم أبطال الفيلم الرياضي ونحن ''كومبرص''••! كنا نتميز بالقوة وكان المصريون يهابوننا لأننا نمارس الرياضة برجولة وليس بخشونة••! لكن اليوم أصبحنا بشيء من النعومة فأصبح المصريون يمارسون علينا الخشونة•• ونحن نمارس الاستسلام السياسي وغير السياسي•• هم زعماء العروبة حين يتعلق الأمر بالجامعة العربية•• ولكنهم فراعنة عندما يتعلق الأمر بالكرة••! هل هناك هوان أكثر من أن يذهب الجزائري إلى مصر بالفيزا لحضور اجتماع الجامعة العربية التي تقودها مصر من أجل وحدة العرب؟! وأن يدفع الجزائري الدبلوماسي أو غير الدبلوماسي ما يعادل راتب وكيل وزارة في مصر ثمنا للفيزا؟! وما أروعها صورة حين يتحدث إعلامي مصري في فضائية مصرية عن الذي سيدفع ثمن الباص المحطم ولم يتحدث عن الرؤوس الجزائرية المكسوة بالدماء؟!