وفي الوقت الذي انتشر فيه الإعلاميون السودانيون في الأماكن التي استقبلت مناصري الفريقين، اعتمدت بعض العناوين الصحفية السودانية على تقارير الصحافيين الجزائريين، خصوصا ما نشرته ''الفجر'' في عدد أول أمس• وفي هذا الصدد، خصصت جريدة ''سوكر'' السودانية في عددها لنهار أمس، موضوعا مطولا عن الحدث من وجهة نظر جزائرية، متخذة ما جاء في صفحات ''الفجر'' نموذجا للحيادية والاحترافية الصحفية في نقل الحدث دون مزايدات أو تورية وخصصت ''سوكر'' في صفحتها الثالثة، صورة مكبرة عن افتتاحية ''الفجر'' لعدد الثلاثاء، والذي جاء فيه تصريح الشيخ سعدان بالبنط العريض: ''السودان مربوحة إن شاء الله''، إضافة إلى المبادرة التي قامت بها ''الفجر''، من خلال التكفل بتنقل 250 مناصرا للخضر في رحلة جوية خاصة، ونقلت الصحيفة استنادا إلى ما جاء في ''الفجر'' دائما، آراء التقنيين والمحللين الرياضيين في الجزائر حول مقابلة أمس، إضافة إلى ظروف تنقل المناصرين الجزائريين إلى الخرطوم، والأجواء التي سبقت المباراة• من جهة أخرى، تفاعل المئات من السودانيين في اليومين الأخيرين، مع البعثة الصحفية الجزائرية التي جنّدت لنقل الحدث والتي فاقت كل توقعات السودانيين وحتى المصريين، الذين لم تظهر أعداد كبيرة منهم وسط العاصمة الخرطوم، وسط انتشار كبير للمناصرين الجزائريين الذين استقبلوا بحفاوة من طرف الأشقاء في السودان• كما عبّرت فئة كبيرة من التجار والشباب وحتى بعض النساء السودانيات عن دعمهم المطلق لكل ما هو جزائري، مفنّدين ما حاول الإعلام المصري نشره مؤخرا من أن السودانيين يقفون في صف الفراعنة، مع أن ''الفجر'' كانت شاهدة على حالة شاذة، تعاقد فيها مجموعة صغيرة الشباب السوداني، مع مصريين من أجل حمل الأعلام المصرية، مقابل بعض الجنيهات•• وفي خضم كل هذه الأحداث وتداعياتها، عاش الشباب الجزائري المحظوظ بالتنقل إلى الخرطوم، أجواء حماسية كبيرة، تفاعل معها الشارع السوداني إلى درجة أحس فيها الجزائريون بالفعل ودون مزايدات بأن السودان يستحق كلمة البلد الشقيق، في الوقت الذي تذكرت فيه ''البروباغندا'' المصرية، عشيّة مباراة أمس، بأن لهم أشقاء في السودان• 56 فنانا يعودون إلى الجزائر بعد ''مهزلة'' المطار وبن زراري الاستثناء بلخادم ونواب المجلس الشعبي الوطني حلوا أمس بالخرطوم حل، صبيحة أمس، بالعاصمة السودانية، الخرطوم، كل من عبد العزيز بلخادم، الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، وزير الدولة والممثل الشخصي لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة قادما من الجزائر في رحلة خاصة للخطوط الجوية الجزائرية رفقة بعض نواب المجلس الوطني لتشجيع المنتخب الوطني في مباراته الفاصلة أمس ضد نظيره المصري بملعب المريخ بأم درمان• ولم يقتصر التواجد الجزائري على الجانب السياسي بل امتدت ''حمى معركة الخرطوم'' إلى الأسرة الفنية، حيث كان من المقرر أن يتواجد بالخرطوم قرابة 57 فنانا وفنانة من ممثلين ومطربين وشعراء لكن في آخر لحظة وفور وصولهم إلى مطار العاصمة السودانية ورغم الضمانات المقدمة لهم من قبل خليدة تومي وزيرة الثقاقة وكذا سفارة الجزائر بالسودان باستفادتهم من كل التسهيلات من إقامة ونقل وإيواء بالخرطوم، تفاجأوا بعدم وجود أي ممثل للسفارة الجزائرية بالمطار فقرروا على الفور العودة في نفس الطائرة التي أقلّتهم من الجزائر وكلهم سخط وغضب على مسؤولي السفارة الجزائرية هنا بالخرطوم ليحرموا من مساندة ''الخضر'' ومتابعتهم على المباشر من الملعب ضد الفراعنة، عدا الممثل القسنطيني حسان بن زراري أحد نجوم مسلسل ''ناس ملاح سيتي'' الذي فضّل البقاء في الخرطوم بعد تدخل أحد المنتجين، وهي المعطيات التي أثارت أعصاب بن زراري الذي وجد نفسه تائها وفي ظروف غير مقبولة على حد تعبيره• الخرطوم: مبعوث ''الفجر'' عزيز• ب عارضو صالون ''فلاحة إينوف'' الأجانب يستنكرون وحشية المصريين استنكر جانب من عارضي صالون ''فلاحة إينوف'' المقام بقصر المعارض الصنوبر البحري، والذي سيختتم اليوم، همجية التعامل المصري مع المنتخب الوطني، مبررين هذا التعامل بالفشل الذي توصلت إليه السياسة المصرية، استعدادا للانتخابات الرئاسية المقبلة، داعين الفيفا إلى إنصاف الجزائر في هذا الاعتداء المفتعل عمدا، متسائلين عن رد الفيفا لو حدث ذلك مع مصر بالجزائر• وبعيدا عن المشاحنات، أكد لنا بعض العارضين القادمين من تركيا، أندونسيا، الصين•••، أن موقف الجزائر أكثر دبلوماسية ومن حق سلطات البلد ترك الكلمة للشعب للوقوف إلى جانب أبناء بلدهم، خصوصا بعد لمّ شمل كل الجزائريين والتفافهم حول الفريق الوطني، فقد اندهش الأجانب للوطنية التي أبرزها الجزائريون بمختلف الأطياف والشرائح الاجتماعية، حيث أكد هؤلاء على تواصل أجيال الجزائر بنفس الدم، دم ثورة نوفمبر، وقد أثبت الجزائريون بحسبهم مقولة ''خير خلف لخير سلف''• عبدو• ج الصينيون يرددون ''وان تو ثري فيفا لا لجيري'' اغتنمت الجالية الصينية المتواجدة بالجزائر، فرصة عروض ''الأكروبات'' التي قدمتها فرقة مقاطعة ''خه نان'' التابعة لمعبد شاولين الصيني، أول أمس، للتعبير عن مؤازرتها للفريق الوطني، إذ ردّد الصينيون بمعية حضور قاعة الأطلس من الجزائريين الذين استمتعوا بعروض الفرقة، عبارة ''وان تو ثري فيفا لا لجيري'' مؤكدين امتلاك الجزائر لفريق فتي، بإمكانه رفع علم الجزائر في جنوب إفريقيا• كما شارك بعض الصينيين الجزائريين أجواء الاحتفال عبر الشوارع، حيث ألصق بعضهم صورا لعناصر الفريق الوطني مع وضع راية العلم الوطني على سياراتهم، وإطلاق العنان لأبواق سياراتهم، كما هتفوا بشعارات ''الخضر''، رغم عدم اتقانهم العربية إلى جانب استعمال الأغاني الرياضية مساندة لأشبال سعدان• وبالتالي، فقد دخل الصينيون في خط ''الخضر''• وهو ما أشار إليه ممثل فرقة ''خه نان'' في ختام العروض، منوّها بترسانة الناخب سعدان، مؤكدا أنه ومهما كانت نتيجة ''الخضر'' مع مصر، إلا أن الجزائر تملك فريقا قويا، له شأنه في المسقبل• عبدو• ج أكاذيب مصرية الجزائريون يواصلون أفعالهم الحاقدة ضد مصر أكد سمير زاهر، في تصريحات خاصة لنشرة أخبار القناة الأولى بالتلقزيون المصري، أنه قابل رئيس الاتحاد الجزائري في السودان في مقر الاجتماع الأمني قبل المباراة المرتقبة بين مصر والجزائر، ومد يده لمصافحه ولكنه رفض• وأوضح زاهر أن هذه هي سمة المصريين دائماً يتسامحون حتى مع الذين يسيئون لمصر وأهلها، مشيراً إلى أن مثل هذه الأشياء لا تقلل من قيمة مصر أو شعبها بل على العكس تماماً فإنها تعلو بهم إلى أعلى وأعلى، مشدداً على الروح الرياضية التى يجب أن يتحلى بها الجزائريون• وقال زاهر ''عقدنا جلسة المصالحة وتحدث الرئيس البشير في البداية وأكد أنه عقد الجلسة لتهدئة الأوضاع وتصفية الأجواء المشحونة بين البلدين الشقيقين، قبل المواجهة المرتقبة، وبعد ذلك تحدث حسن صقر بطريقة هادئة ومتزنة جدا وأشار إلى عمق العلاقات بين شعبي مصر والجزائر''• وأضاف زاهر ''بعد ذلك ألقيت كلمة وأكدت على أهمية الجلسة وضرورة بدء صفح جديدة بين البلدين، وقلت إنني لكي أبرهن بنفسي على البداية من جانبنا أنني سأذهب لمصافحة روراوة••• وفجأة عندما ذهبت تجاهه فوجئت به يترك مقعده فورا ويتحرك في الجهة الأخرى رافضا مصافحتي''• ألم يتذكر زاهر أنه طعن روراوة في الظهر• سرور يطالب رئيس مجلس الشعب الجزائري بوقف الاستفزازات المسيئة للمصريين في أول رد فعل برلماني عقب وقوع أحداث الشغب من بعض المتعصبين الجزائريين ضد المصريين في الجزائر، أرسل الدكتور أحمد فتحي سرور، رئيس مجلس الشعب، برقية إلى عبدالعزيز زياري، رئيس مجلس الشعب الوطني الجزائري، طالبه بضرورة إيقاف الحملات الإعلامية والاستفزازات المسيئة للمصريين والتي تتنافى مع روح الكفاح المشترك بين الشعبين والتي لا يجوز أن تنهار بسبب مباراة رياضية بين البلدين الشقيقين• وقال الدكتور سرور ''لقد تلقينا أخبارا تفيد بأن المشروعات المصرية في الجزائر والعاملين المصريين هناك قد تعرضوا للإساءة والاعتداءات من جانب موظفين جزائريين''• وقال ''إن العلاقات المصرية الجزائرية قوية ولن تتأثر بسبب مباراة في كرة القدم التي من المفترض أن تحكمها الروح الرياضية''• من ناحية أخرى سارع مجلس الشعب إلى إصدار بيان عن لجنة الشؤون العربية برئاسة سعد الجمال عن الأحداث الجزائرية المصرية، وأشار البيان إلى حالة الاحتقان بين جماهير كرة القدم في البلدين الشقيقين• وانتقد البيان التداعيات التي بدأت قبل المباراة من خلال وسائل الإعلام المقروء والمرئي في البلدين دون تقدير لمسؤولية الإعلام الواعي في حشد الرأي العام نحو التضامن العربي• وأكد البيان أن نواب الشعب المصري يؤكدون على ضرورة التمسك بالتضامن العربي الذي يجمع الشعبين الشقيقين ولم ينس شعب الجزائر لمصر مواقفها الإيجابية في مساندة الثورة الجزائرية•• كما لم ينس شعب مصر للجزائر مواقفها البطولية ومساندتها للمصريين أثناء حرب أكتوبر العظيم ولا يمكن أن نتناسى كل روابط التاريخ والدين واللغة والدم من أجل حدث عارض• وركز البيان على أن الرياضة على مر التاريخ كانت ولاتزال وسيلة لتقريب الشعوب وتبادل الزيارات والاحتفالات وتجميع الشباب، ولم تكن يوما وسيلة للفرقة والمشاحنات والتصادم بين الشعوب• كما ذكر البيان أن مصر والجزائر لم تجمعهما فقط أواصر العروبة والترابط والمصاهرة، بل إن العديد من المصالح الاقتصادية والاستثمارات المتبادلة بين البلدين من أجل تنمية ورخاء الشعبين• وقال إن أي انتصار لمصر هو انتصار للجزائر وكل انتصار للجزائر هو انتصار لمصر، وليكن ذلك شعارنا ونتوحد جميعا خلف من سيمثل العرب في كأس العالم بجنوب إفريقيا• واختتم البيان بالآية الكريمة بسم الله الرحمن الرحيم ''كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر'' صدق الله العظيم• فهل دخل الجزائريون مصر آمنين• غزو جزائري للخرطوم فجأة ودون سابق إنذار، تحولت مدينة الخرطوم، صباح أول أمس الثلاثاء، إلى شبه ثكنة عسكرية جزائرية، حيث امتد غزو الجمهور الجزائري إلى كل مكان في المدينة، وحمل الجزائريون الأعلام وطافوا بشوارع المدينة في مظاهرات منظمة، في حين غاب الجمهور المصري رغم ارتفاع أعداد الجالية المصرية، وعلمت ''المصري اليوم'' أن وزارة الطيران في الجزائر أتمت نقل الجمهور على متن 48 طائرة حربية، منها 30 طائرة وصلت أمس لضمان وجود أعداد غفيرة تساند فريقها• والغريب أن الجمهور الجزائري نجح في استقطاب أعداد من السودانيين لتشجيع فريقهم، حيث ظهرت جموع من السودانيين يحملون الأعلام الجزائرية، وتسبب توافد الجزائريين على الخرطوم في ارتفاع أسعار كل شيء، خصوصاً الشقق المفروشة والفنادق، ليصل سعر الشقة إلى 100 دولار في الليلة وسعر الفندق المتواضع إلى 180 دولار للغرفة المزدوجة• من ناحية أخرى، انقسم جمهور ناديي الهلال والمريخ السودانيين، واللذين يمتلكان الغالبية العظمى من جمهور الكرة في السودان، بين تأييد المنتخبين، حيث انضم جمهور الهلال إلى الجالية المصرية، فيما اتجه جمهور المريخ تلقائياً إلى مساندة الجزائر نكاية في جمهور الهلال• ألم تقولوا إنكم أنتم هم السودان؟ تونس تساند مصر أمام الجزائر أثارت التصريحات التي أدلى بها محمد روراوة، رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، غضبا في أوساط الشعب التونسي، بعد إعلان روراوة اختياره المسبق للسودان لاستقبال المباراة الفاصلة وليس تونس، كما تم الإعلان من قبل• وهو ما دفع الكثيرين من الشباب التونسي من خلال المنتديات التونسية إلى إعلان مساندتهم للمنتخب المصري على حساب الجزائر في المباراة الفاصلة• كان روراوة قد أعلن أن الجزائر هي التي اختارت السودان للمباراة الفاصلة وليس مصر، وهو ما يخالف الواقع تماما، لأن الأوراق والمستندات الرسمية تؤكد أن الجزائر اختارت تونس بينما اختارت مصر السودان والقرعة هي التي حددت البلد الذي يستضيف المباراة• روراوة سعى من خلال تلك التصريحات إلى اكتساب تعاطف الشارع السوداني المعروف بولائه الشديد لمصر• ولكن نتائجها جاءت عكسية• ففشل في تحقيق هدفه• كما أنه خسر مناصرة الشعب التونسي له• يبدو أن المصريين نسوا أن تونس جارة الجزائر وبعيدة كل البعد عن ''أم الدنيا''• الخرطوم: مبعوث ''الفجر'' رشدي رضوان