حطت نهار أمس ومع أول ساعات الفجر أول طائرة جزائرية انطلقت من مطار محمد بوضياف الدولي بقسنطينة بعد أكثر من أربع ساعات في الجو، وهي الرحلة التي تدخل ضمن الرحلات المبرمجة من طرف الخطوط الجوية الجزائرية لنقل أنصار الخضر نحو السودان لمتابعة المباراة الفاصلة بين المنتخب الوطني الجزائري والمنتخب المصري، بعد أن فقدوا الأمل في انطلاق أي رحلة من عاصمة الشرق بسبب الانباء التي تداولت حول برمجة كل الرحلات من العاصمة. الطائرة التي انطلقت من قسنطينة في حدود الساعة الواحدة صباحا من نهار أمس، نقلت حوالي 260 مناصرا من بينهم وفد إعلامي يضم أكثر من 10 صحفيين من الصحافة المكتوبة، المسموعة والمرئية، حيث كان في توديع المسافرين نحو الخرطوم عاصمة السودان المسؤول الأول عن الولاية والعديد من المسؤولين المدنيين والعسكريين بقسنطينة والذين آثروا على أنفسهم البقاء رفقة الوفد المنطلق من قسنطينة إلى غاية ركوب آخر مسافر في انتظار برمجة رحلة أخرى. الأعلام المصرية ممنوعة بالخرطوم حلقت الراية الوطنية بعاصمة السودان الخرطوم طويلا، حيث جالت مواكب الأنصار المزينة بالرايات الوطنية مختلف شوارع الخرطوم من شيطة أركيت إلى الطائف والرياض، وكان أكبر تجمع لمناصري الخضر بالشارع الرئيسي الذي تقع به السفارة الجزائرية. الملفت للانتباه هو تهافت السودانيين على الرايات الوطنية، حيث اصطف عدد معتبر من المعجبين بالخضر بالمطار وكلهم شوق للحصول على راية وطنية لنصرة الخضر، حيث تزينت سيارات، شاحنات، ودراجات سكان الخرطوم بالرايات الوطنية من مختلف الأحجام ولا تكاد تقابل سودانيا بشوارع الخرطوم إلا ويبادرك بالسؤال عن علم جزائري. الغريب في الأمر أن الأعلام المصرية كانت غائبة تماما عن شوارع الخرطوم، وحتى القليلين الذين كانوا يريدون التباهي برفع العلم المصري كانوا يتعرضون لمضايقات كبيرة من طرف الأطفال والشبان السودانيين. الإعلام المصري قوي ولكنه دون مصداقية عبر أغلب السودانيين الذين تحدثنا إليهم من مختلف الشرائح وحتى إعلاميين عن حب كبير للجزائر وفريقها الوطني وكان كل سوداني تقابله في الطريق يشير لك بإشارة الفوز للمنتخب الوطني الجزائري. السودانيون الذين يعرفون عناوين بعض الصحف الوطنية عبروا لنا أيضا عن امتعاضهم من الاعلام المصري وكيفية معالجته للأخبار خاصة في قضية تغطية أطوار التحضيرات لمنتخبهم للقاء الجزائر وما واكبها من أحداث إلى غاية إجراء المقابلة و ما بعدها. السودانيون الذين تحدثنا إليهم قالوا أن الإعلام المصري قوي بعدد القنوات والفضائيات التي يملكها والتي تضاهي عدد الفضائيات بالعالم العربي مجتمعة، ولكن هذا حسب سكان الخرطوم لا يضفي المصداقية على الاعلام المصري الذي فقد الكثير من مصداقيته خلال عرضه وتناوله لأحداث منتخبهم ضد المنتخب الجزائري. فرانس 24 تصطاد في المياه العكرة حاول مراسل قناة فرانس 24 الحصول بالخرطوم وبالتحديد بجوار السفارة الجزائرية بشتى الطرق على استجوابات لشباب جزائري غاضب بسبب تأخر منح تذكرة الملعب، حيث كانت أسئلة المراسل التي تفطن لها أغلب المستجوبين وحتى الإعلاميين الذين كانوا متواجدين بالقرب من السفارة تنم عن حيلة خبيثة ونية مبيتة لمحاولة إبراز وجه سلبي لتنقل أنصار الخضر إلى الخرطوم. السفارة تفتح أبوابها لكل الأنصار رغم غياب التذاكر إلى ساعة كتابة هذه الأسطر، فتحت السفارة الجزائريةبالخرطوم أبوابها لكل أنصار الخضر الذين تجمعوا حولها وحتى داخلها للحصول على تذكرة تمكنهم من مشاهدة اللقاء الفاصل الذي سيجمع أشبال سعدان بمنتخب الفراعنة لتحديد المنتخب المتأهل لمونديال جنوب إفريقيا. السفارة الجزائريةبالخرطوم وفرت أماكن راحة الأنصار رغم كثرتهم وكذا المياه الصالحة للشرب خاصة في ظل ارتفاع درجة الحرارة بعاصمة السودان. جيار يتنقل إلى السفارة ويطمئن الأنصار تنقل زوال أمس وزير الشباب والرياضة الجزائري الهاشمي جيار رفقة نظيرة السوداني إلى سفارة الجزائربالخرطوم لمتابعة آخر أخبار تنقل أنصار الخضر. الأنصار وبمجرد رؤية الوزير إلتفوا حوله أمام السفارة حيث أبدوا استفساراتهم عن كيفية حصولهم على تذاكر الملعب، الوزير استمع للأنصار وطمأنهم، مؤكدا أن قضية وصول التذاكر هي قضية وقت لا أكثر وأن كل الأنصار الذين سيتنقلون للسودان والبالغ عددهم حوالي 9000 مناصر سيتحصلون على تذاكرهم بوقت كاف قبل بداية المقابلة. غياب أنصار الفراعنة يثير الشكوك أثار غياب أنصار الفارعة العديد من التساؤلات وسط الجزائريين الذين حطوا بالخرطوم، حيث كان الغياب قبل ساعات قليلة من المقابلة محط اهتمام أغلب الجزائريين الذين كانوا يستفسرون عن ذلك ويشبعون فضولهم عند السودانيين خاصة بعد سماعم بتخصيص الرئيس المصري حوالي 40 طائرة لنقل أنصار الفارعنة إلى الخرطوم. ألوان رايات الهلال الزرقاء والمريخ الحمراء امتزجت لتشكل مواكب جميلة زادتها جمالا ألوان المنتخب الجزائري والتي طافت في مواكب طويلة جالت مختلف أنحاء الخرطوم، حتى علق عليها بعض الجزائريين بالقول أن الخرطوم أصبحت ولاية من ولايات الجزائر نظرا للديكور المميز الذي صنعه أنصار الخضر والمعجبين بالفريق الوطني من السودانيين. السودانيون يحبون الفن الأصيل ويعشقون وردة الجزائرية أكد أغلب السودانيين الذين إلتقينا بهم بشوارع الخرطوم حبهم الكبير والاحترام الذي يكنونه لأشقائهم الجزائريين لما عرفوه عن تاريخ الجزائر وشعبها المضياف، وحتى العديد من السودانيين الذين أعربوا عن رغبتهم في تأهل المنتخب الجزائري لما يزخر به من طاقات شابة، حيثوا أثنوا على عناصر الفريق الوطني الذي يجهلون أسماء لاعبيه بسبب صعوبة نطقها حسب تأكيدهم ومع هذا كانوا يرددون بعض الأسماء على غرار زياني و?واوي. السودانيون الذين تكلمنا إليهم أعربوا أيضا عن تعلقهم بالفن الجزائري الأصيل، حيث أكدوا لنا معرفتهم الجيدة بأميرة الطرب الجزائري وردة الجزائرية، كما أبدوا إعجابا بالشاب خالد. الرئاسة السودانية تخص الوفد الإعلامي الجزائري باستقبال خصت الرئاسة السودانية وبطلب من رئيس الجمهورية العربية السودانية السيد عمر حسن البشير الوفد الاعلامي الجزائري باستقبال حسب ما علمناه من السفارة الجزائريةبالخرطوم التي أخبرت الصحفيين للاستعداد لهذا اللقاء الودي. الفريق الوطني يحضّر في غياب الجمهور خاض مساء البارحة المنتخب الوطني الجزائري حصة تدريبية بملعب المريخ الذي سيحتضن المقابلة الفاصلة بين الجزائر ومصر. رابح سعدان فضل إجراء الحصة التدربية بعيدا عن المتفرجين بعد الفوضى التي أحدثها بعض المعجبين السودانيين أثناء آخر حصة تدريبية والتي أثرت بعض الشئ على تركيز زملاء كريم زياني.