شكا السفير عبد القادر حجار، أمس، تصرف القاهرة باستدعائه ''إعلاميا'' إلى مقر وزارة الخارجية المصرية للمرة الثانية في أقل من أسبوع، عكس ما تقتضيه الأعراف الدبلوماسية· وقال ''إنها المرة الأولى التي يتم فيها استدعاء سفير مقيم ومعتمد في دولة إعلامياً، قبل لقائه بالفعل مع مسؤوليها''، واصفا التطورات التي مست العلاقات الجزائرية المصرية بالمؤسفة، والتي يسعى بجهود شخصية ودبلوماسية للحيلولة دون حدوث ذلك، موضحا أن ما آلت إليه الأمور لا يليق بالعلاقات التاريخية بين البلدين، فيما ردها البعض إلى انزعاج القاهرة من طلب حجار من المسؤولين المصريين تقديم الدليل على حدوث اعتداءات جزائريين ضد المصريين في الخرطوم، على غرار دليل الاعتداء على حافلة اللاعبين الجزائريين في القاهرة· ورفض حجار بشدة الاتهامات التي وجهت له من طرف بعض الإعلاميين والبرلمانيين المصريين وتحميله مسؤولية تطور الأحداث، معتبرا ذلك عيبا وسخفا، قائلا: ''من العيب والسخف أن أسمع بعض الإعلاميين أو البرلمانيين المصريين يشير إليَّ بأصابع الاتهام ويحملني المسؤولية''، نافيا في السياق ذاته أن يتحمل شخصيا مسؤولية ما حدث، وأنه من الأجدر الانتباه إلى المساعي والمجهودات التي يبذلها شخصيا ودبلوماسيا للدفاع عن تاريخية وخصوصية العلاقات الجزائرية المصرية إلى غاية الآن، وعن حقيقة ما حدث· وقال حجار لصحيفة ''اليوم السابع'' أمس ''إن مصر لم تسحب سفيرها لدى الجزائر، وإنما استدعته للتشاور حول ما حدث، وللتأكد من إجراءات تأمين المواطنين المصريين هناك''، لافتا إلى أنه بعد التشاور ستقرر ما إذا كانت ستسحبه أم ترسله مرة أخرى، موضحا أن القرار يرجع إلى القاهرة وحدها، و''لن تقدم الجزائر على خطوة مماثلة حتى ترى تطورات الموقف''، مشيرا إلى قوة العلاقات بين مصر والجزائر، وأنها ليست بهذه السهولة، وإنما هناك علاقات تاريخية تجمع الشعبين· وأكد سفير الجزائر أن قلة من مناصري المنتخبين ارتكبت أخطاء في غياب السيطرة الأمنية، لكن لا يعني تجاهل ما بين الشعبين والبلدين من حقائق ووشائج وعلاقات، مضيفا أنه سارع من جانبه إلى نفي سقوط قتلى جزائريين في القاهرة، وقال ''خاطبت وسائل الإعلام الجزائرية والمصرية وطالبت الجميع بالهدوء''، وأن المساعي التي تم بذلها في هذا الإطار لوقف التعصب الأعمى كبيرة، وأنه لا يجوز تجاهل التاريخ المشترك لمجرد مباراة في كرة القدم· وشنت وسائل الإعلام المصرية حربا جاهلية على الجزائر وعلى سفيرها بالقاهرة، عبد القادر حجار، لا لشيء سوى أن المنتخب الوطني فاز على الفريق المصري بعيدا عن القاهرة وعلى المستطيل الأخضر، ما جعل المصريين يسارعون إلى إشعال نار الفتنة باستعمال قنوات بائسة وصحف عنصرية، مستعملة في ذلك كل عبارات الإساءة ضد الجزائر العظيمة عظمة الرجولة وضد شعبها الأبي، عبارات تعبر عن مدى تدني مستوى بعض إعلاميي مصر وعدم احترافيتهم في التعاطي مع الخسارة وتقبل الهزيمة التي لحقتهم على يد أبناء نوفمبر، زادتها تصريحات بعض المسؤولين والنواب شرارة تحاملا على أرض الشهداء والفحولة، مستعملين كل الأوصاف التي تعبر عن الكره الذي يعشعش في عقول هؤلاء، وكشفت المستور الذي كانوا وراءه يختفون ويدعون بأنهم أهل لقيادة العرب في مواجهة التحديات العالمية، وأصبحوا أقزاما أمام العالم الذي ضحك إلى حد الثمالة·