برأت محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة أول أمس المتهمين المفرج عنهم من غوانتانامو، ويتعلق الأمر ب (ع•ف) المكنى ''أبو علي''، و(ك• م) المدعو ''نوح''، اللذين تسلمتهما الجزائر في 25 أوت من السنة الماضية، بعدما التمست ضدهما النيابة العامة عقوبة السجن 20 سنة نافذة• كشف التحقيق معهما عن الكثير من الحقائق المتعلقة بالمنتمين إلى القاعدة والمتدربين بمعسكراتها، خاصة الحقيقة التي مفادها أن أغلبهم من المسبوقين قضائيا في الاتجار بالمخدرات بالعديد من دول أوروبا• المتهم (ك• م) المدعو نوح، اعترف أثناء استجوابه في جلسة المحاكمة بالتهم المنسوبة إليه، في حين أنكر تهمة الانتماء إلى جماعة إرهابية تنشط في الخارج، حيث أنه سافر إلى ايطاليا سنة ,1993 ثم إلى ألمانيا مرورا بفرنسا بطريقة غير شرعية• وقد تقدم بطلب اللجوء السياسي بعد أن حول إلى فرنسا بسبب إقامته غير الشرعية وعودته إلى ألمانيا مجددا، ثم انتقل إلى مدينة بولون، ومنها إلى فرانكفورت، حيث تعرف على العديد من الجزائريين الذين اشتغل معهم في المتجارة في المخدرات، وفي سنة 1994 أدين بالإقامة غير الشرعية، بعد خروجه من السجن، وأنه واصل العمل بالمتاجرة بالمخدرات وألقي عليه القبض مرة ثانية وصدر حكم ضده بسنة حبسا نافذا بتهمة المتاجرة في هذه المواد• وبعد خروجه من السجن صرح المتهم بأنه بقي ينشط دائما في هذه التجارة، إضافة إلى السرقة التي سجن بسببها وأطلق سراحه سنة ,1998 وأضاف المتهم أنه سنة ,1999 وبناء على استشارة لمحام غادر التراب الألماني، وأنه التزم وأصبح يتردد على المساجد المتواجدة بالمنطقة، وبالضبط مسجد الحامدية، إضافة إلى المتاجرة في الأشياء المسروقة• وقد غادر ألمانيا متوجها إلى إيطاليا بعد استحالة حصوله على بطاقة الإقامة الايطالية، واستقر بعدها بمنطقة فزبيلي بارك، وهناك تعرف على المدعو أبو حمزة المصري، وهو إمام بمسجد المنطقة، كما تعرف على جزائريين، وبعد الحكم عليه بشهرين حبسا نافذا بتهمة تزوير شيكات، قام بشراء جواز سفر مزور، استعمله للسفر إلى أفغانستان سنة 2001 خوفا من إلقاء القبض عليه، وتم ذلك مرورا بباكستان، حيث تعرف على عدة أشخاص من جنسيات مختلفة، هنا أكد المتهم أنه دخل معسكرات التدريب، حيث تدرب على مختلف الأسلحة لمدة شهرين على يد المدعو (حسام المصري) بإحدى مراكز تدريب المقاتلين التابعين للقاعدة• وأضاف المتهم أنه بعد أحداث 11 سبتمبر ,2001 التي تبعها القصف الأمريكي للأراضي الأفغانية، حاول الهروب إلى باكستان، حيث ألقت عليه القبض الشرطة الباكستانية، التي سلمته إلى القوات الأمريكية، ونقل إلى سجن قندهار، أين تم التحقيق معه عن انتمائه إلى تنظيم القاعدة، قبل ترحيله إلى معتقل غوانتنامو بكوبا الذي مكث فيه لمدة سبع سنوات قبل إطلاق سراحه وتسليمه إلى السلطات الجزائرية• أما المتهم الثاني ''ك• م'' المكنى أبو علي، فقد صرح بأنه غادر التراب الوطني سنة ,1991 متوجها إلى سويسرا، ثم دخل إلى تشيكوسلوفاكيا، ومنها إلى ألمانيا، بطريقة غير شرعية، والتقت اعترافات هذا المتهم مع السابق في تعرفهم بألمانيا على العديد من الجزائريين الذين مارسوا معهم الاتجار بالمخدرات، إضافة إلى طلبه هو الآخر اللجوء السياسي من السلطات الألمانية، كما أنه دخل السجن أيضا بتهمة الاتجار بالمخدرات، وبعد خروجه من السجن طلب ثانية اللجوء السياسي متقدما بهوية أخرى، حيث حصل على حق اللجوء، ليواصل تجارته في المخدرات• وأضاف المتهم أنه التقى في أحد المساجد جزائريا يدعى عمر الذي اقترح عليه التوجه إلى أفغانستان، عبر باكستان وقد تمكن من ذلك بواسطة جواز سفر فرنسي• وأضاف المتهم أنه عند وصوله إلى بيشاور التقى بمحمد الأفغاني الذي ساعده في الدخول إلى أفغانستان في اليوم الموالي، وهناك تعرف على العديد من الأشخاص الذين عرضوا عليه التدرب في معسكرات القاعدة، وبعد تزوجه بباكستانية، اشترى سلاحا وتدرب عليه بأحد المعسكرات، وبعد أحداث 11 سبتمبر، مر المتهم بنفس المراحل التي مر بها المتهم الثاني، وفي المقابل أنكر شراءه لسلاح كلاشينكوف وتدربه عليه، مشيرا إلى أنه تعرض لكل أنواع التعذيب في معتقل غوانتانامو• الدفاع من جهته، أكد أن أركان جريمة الانتماء إلى جماعة إرهابية تنشط في الخارج غير متوفرة، معتبرا أن ما وقع لموكليه ما هو إلا نتيجة التسرب المدرسي والوضع الاجتماعي الذي كانا يعيشانه، وبناء على هذا التمس من هيئة المحكمة تبرئة موكليه من روابط التهمة المنسوبة إليهما•