علمت ''الفجر'' من مصادر قضائية موثوقة أن محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة ستفتح واحدا من أهم ملفات المعتقلين بسجن غوانتانامو هذا الأحد 22 نوفمبر، ويتعلق الأمر بكل من''ع· ف''المكنى أبو علي، و''ك· م'' المدعو نوح، اللذين تسلمتهما السلطات الجزائرية في 25 أوت من السنة الماضية، واللذين كشف التحقيق معهما عن الكثير من الحقائق المتعلقة بالمنتمين إلى القاعدة والمتدربين بمعسكراتها، خاصة التهمة التي مفادها أن أغلبهم من المسبوقين قضائيا في الاتجار بالمخدرات بالعديد من دول أوروبا· وكان المتهم ''ك· م''، الملقب ب''نوح''، قد اعترف من خلال استنطاقه من طرف مصالح الأمن، أنه سافر إلى إيطاليا سنة ,1993 ثم انتقل إلى ألمانيا مرورا بفرنسا بطريقة غير شرعية، وقد تقدم بطلب اللجوء السياسي بعد أن حوّل إلى فرنسا بسبب إقامته غير الشرعية وعودته إلى ألمانيا مجددا، ثم انتقل إلى مدينة بولون، ومنها إلى فرانكفورت، حيث تعرف على العديد من الجزائريين الذين اشتغل معهم في الاتجار بالمخدرات، وفي سنة 1994 أدين بالإقامة غير الشرعية، وبعد خروجه من السجن، يضيف المتهم، أنه واصل العمل بالمتاجرة بالمخدرات وألقي عليه القبض مرة ثانية وصدر حكم ضده بسنة حبسا نافذا بتهمة المتاجرة بهذه المواد· وبعد خروجه من السجن صرح المتهم بأنه بقي ينشط دائما في هذه التجارة، إضافة إلى السرقة التي سجن بسببها وأطلق سراحه سنة ,1998 وأضاف أنه سنة,1999 وبناء على استشارة محام غادر التراب الألماني، التزم وأصبح يتردد على المساجد المتواجدة بالمنطقة، وبالضبط مسجد الحامدية، إضافة إلى المتاجرة بالأشياء المسروقة، وقد غادر ألمانيا متوجها إلى إيطاليا بعد استحالة حصوله على بطاقة الإقامة الإيطالية، واستقر بعدها بمنطقة ''فزبيلي بارك''، وهناك تعرف على المدعو أبو حمزة المصري، وهو إمام بمسجد المنطقة، كما تعرف على عدة جزائريين، وبعد الحكم عليه بشهرين حبسا نافذا عن تهمة التزوير في شيكات، قام بشراء جواز سفر مزور استعمله للسفر إلى أفغانستان سنة ,2001 خوفا من إلقاء القبض عليه، وتم ذلك مرورا بباكستان، حيث تعرف على عدة أشخاص من جنسيات مختلفة، هنا أكد المتهم أنه دخل معسكرات التدريب، أين تدرب على يد المدعو ''حسام المصري'' بإحدى مراكز تدريب المقاتلين التابعين للقاعدة، حيث تدرب على مختلف الأسلحة لمدة شهرين· وأضاف المتهم أنه بعد أحداث 11 سبتمبر ,2001 التي تبعها القصف الأمريكي للأراضي الأفغانية، حاول الهروب إلى باكستان، حيث ألقي عليه القبض من قبل الشرطة الباكستانية، التي سلمته إلى القوات الأمريكية، حيث نقل إلى سجن قندهار، أين تم التحقيق معه عن انتمائه إلى تنظيم القاعدة، قبل ترحيله إلى معتقل غوانتانامو بكوبا، الذي مكث فيه لمدة سبع سنوات قبل إطلاق سراحه وتسليمه إلى السلطات الجزائرية· أما المكنى أبو علي، فقد صرح أثناء التحقيق معه أنه غادر التراب الوطني سنة,1991 متوجها إلى سويسرا، ثم دخل إلى تشيكوسلوفاكيا، ومنها إلى ألمانيا، بطريقة غير شرعية، والتقت اعترافات هذا المتهم مع السابق في تعرفهم بألمانيا على العديد من الجزائريين الذين مارسوا معه الاتجار بالمخدرات، إضافة إلى طلبه هو الآخر اللجوء السياسي من السلطات الألمانية، كما أنه دخل السجن أيضا عن تهمة الاتجار بالمخدرات، وبعد خروجه من السجن طلب ثانية اللجوء السياسي متقدما بهوية أخرى، حيث حصل على حق اللجوء، ليواصل تجارته في المخدرات· وأضاف المتهم أنه التقى بأحد المساجد جزائريا يدعى عمر، الذي اقترح عليه التوجه إلى أفغانستان عبر باكستان، وقد تمكن من ذلك بواسطة جواز سفر فرنسي، وأضاف المتهم أنه عند وصوله إلى بيشاور التقى بمحمد الأفغاني، الذي ساعده في الدخول إلى أفغانستان في اليوم الموالي، وهناك تعرف على العديد من الأشخاص الذين عرضوا عليه التدرب في معسكرات القاعدة، وبعد تزوجه بباكستانية، اشترى سلاحا وتدرب عليه بأحد المعسكرات، وبعد أحداث 11 سبتمبر، مر المتهم بنفس المراحل التي مر بها المتهم الثاني· لكن المتهمين وأثناء سماعهما من طرف قاضي التحقيق لدى محكمة سيدي أمحمد، أنكرا الجرم المنسوب إليهما والمحالين على أساسه لاحقا على الجنايات، والمتعلق بالانتماء إلى جماعة إرهابية تنشط بالخارج، متراجعين عن اعترافاتهم بخصوص تلقيهم لتدريبات بمعسكرات القاعدة، في انتظار ما سوف تسفر عليه أول محاكمة لمعتقلين جزائريين بغوانتانامو، تبقى أنظار القضاة الأمريكيين تترقب الحكم الذي سوف يصدر في حق المتهمين الاثنين، وذلك، حسب ما أفاد به مصدر قضائي، من أجل اتخاذ قرارهم فيما يخص باقي المعتقيلن الجزائريين·