بداية ''يناير'' أول الشهور الأمازيغية تصادف 12 جانفي 950 ق·م، حين استولى الملك الأمازيغي ''شيشنق'' على مصر وهزم فرعونها ''بسوسنس الثاني'' في خضم الحملة المصرية المسعورة ضد الجزائر وشعبها، كان النباح الأكثر ترديدا ''الجزائريون البربر!'' وكل ما رافقه من تهجم عنصري مقيت على أحد أبعاد الشخصية الجزائرية، ودعنا نقول: البعد الأساس والأول للجزائري ألا هو الأصل الأمازيغي العظيم، تزاوج مع الإسلام والعروبة فيما بعد· التهجم العنصري المتعالي والجاهل للحملة المصرية المسعورة التي يقودها آل مبارك، وفي مقدمتهم نجل حسني مبارك، ''الولد'' علاء مبارك ضد الجزائريين ''البربر'' تثير الشفقة أكثر مما تثير التقزز· تثير الشفقة لأن هؤلاء ''البربر'' (سكان شمال إفريقيا الأصليين) كانوا عبر التاريخ سادة مصر وأصحاب فضل عليها· إننا نذّكر لعل الذكرى تنفع ''آل مبارك'' و''مطبليهم'' أن ''البربر'' كما أسماهم الرومان واسهم الحقيقي ''الأمازيغ'' (الرجال الأحرار) كانوا سادة مصر منذ غابر الزمان، وبالضبط منذ 950 قبل الميلاد عندما هزم الملك الأمازيغي (البربري) العظيم شيشنق الفرعون بسوسنس الثاني شر هزيمة، وضم مصر إلى حكمه وحكم أولاده وأحفاده الذي طال من بعده لنحو قرنين من الزمن· و كان انتصار الملك شيشنق مؤرخا للسنة الأمازيغية التي يعرف شهرها الأول باسم ''يناير''، ويتزامن حلوله مع اليوم الثاني عشر من بداية السنة الميلادية· والسنة الأمازيغية تبتدئ من سنة تسعمائة وخمسين قبل الميلاد، وبالتالي فإن التقويم الأمازيغي يزيد تسعمائة وخمسين سنة عن التأريخ الميلادي، فمثلا توازي السنة الأمازيغية 2959 السنة 2009 الميلادية· وظل الأمازيغ وحتى وإن تعرب الكثير منهم يحتفلون ب''يناير'' ومازلت أذكر كيف كانت أمي أطال الله عمرها تعد عشاء خاصا بمناسبة يناير بشخشوخة الفتات أو المطاوي و''دجاج العرب'' كما نسميه (أي الدجاج المربى الطبيعي المزركش الألوان و ليس دجاج '' التريسييتي'' كما يسمى!) أو بالديك الهندي· أما العلامة الأمازيغية التاريخية الأخرى الحاضرة بقوة ''غصبا''عن ''آل مبارك'' و''مطبيلهم'' فهي عاصمة القاهرة أو ''قاهرة المعز'' كما يتغنى المصريون بها· ''القاهرة'' لم تكن إلا ''فسطاطا'' أو قرية صغيرة، فتحها جيش المعز لدين الله الفاطمي بقيادة جوهر الصقلي· وكان جنود وقادة جيش ومستشاري المعز وسيفه الشطار من قبيلة ''كتامة'' الأمازيغية الجزائرية المتمركزة بشرق الجزائر خاصة، والتي احتضنت الفاطميين وحمت دعوتهم وقادتها· الجزائريون الأمازيغ من قبيلة كتامة، والذين وصل عددهم عند الاستيلاء على القاهرة 100 ألف هم الذين بنوا القاهرة وجامع الأزهر، وهم من جعلوا منها ''مدينة'' بعد كانت قرية صغيرة بناها عمرو بن العاص فاتح مصر على أطراف النيل· وحتى نذكر في الاخير ''آل مبارك '' ومطبيلهم لعل الذكرى تنفع مرة أخرى لقد صدق فعلا عمرو بن العاص عندما قال: ''مصر·· نساؤها لعب و رجالها عبيد لمن غلب!''·· صدقتَ والله يا عمرو بن العاص!