قالت الأخصائية النفسانية لعبادي، في تصريح ل ''الفجر''، أن المرأة تتأثر كثيرا بالمحيط الخارجي وينعكس ذلك على حالتها النفسية، وحالة التحرش الجنسي أو المضايقات في مكان العمل، تؤثر على المرأة بشكل كبير، حيث تسلط عليها ضغوطا من عدة جهات، وتجد نفسها في حلقة مفرغة، فإن تكلمت تخاف من الفضيحة والناس ونظرة المجتمع، ومن فقدان الوظيفة• أما إذا التزمت الصمت، فهنا تشعر بتأنيب الضمير والخوف من تفاقم الأمر إلى الأسوأ• وتضيف الأخصائية النفسانية أن حالة الخوف والقلق قد تؤدي إلى مشاكل صحية ونفسية أخرى أكثر تعقيدا• وفي سياق ذي صلة، قالت المتحدثة:''تكون المرأة عرضة للإصابة بالضغوط والاضطرابات النفسية والمشاكل الصحية عموماً، خاصة إذا كانت ظروف المرأة لا تسمح لها بمغادرة مكان العمل أوالدراسة، فإن بقيت تحت الضغط قد تصاب بانهيار، وإذا كان بإمكان المرأة المغادرة أو الهروب فإنها تصبح حذرة في علاقاتها حيث ستظل التجربة السلبية راسخة في ذهنها وبداخلها''• وقالت المتحدثة إنه في كل الأحوال، على المرأة أن تتحدث ولا تصمت في حال تعرضها لأي مضايقات، وهذا ما من شأنه أن يوعي النساء الأخريات ويشجعهن على محاربة الفساد في أماكن العمل، وردع التصرفات غير الأخلاقية من بعض مرضى النفوس• وأضافت: ''أنه لابد من وضع حد للمتحرش، خاصة إذا كان معروفا ومعتادا على التصرفات اللاأخلاقية وردعه ومحاربته• فظاهرة التحرش الجنسي منتشرة في كل فضاء مهني تقريبا اجتمعت فيه امرأة ورجل في مكان واحد، ويجب حماية المرأة العاملة من الفعل الذي يخل بالتوازن النفسي لها، وهو الموضوع الذي أسدل الستار عنه طويلا• ونفت نفس المختصة أن تكون المرأة هي المسؤولة دائما عن التحرش بها، مستدلة ببعض القصص التي حدثت ولم تظهر المرأة مفاتنها ولم تتبرج، ورغم ذلك لم تسلم من مضايقات الرجال لها• وعليه ينبغي على المرأة أن تتحلى بالشجاعة والثقة في نفسها وتتقدم بشكوى ضد من تعرض لها وتعدى على حقها، حتى يوقف المجتمع هذا المجرم عن اعتداءاته، لأن المرأة، إن لم تقف أمامه وتبلغ عن هذه الفعلة، فقد يكون هذا سبباً في تماديه واستمراره، لأنه يعرف أن الضحية لا تجرؤ ولا تقوى على إدانته أو الوقوف ضده• ولكي يتحقق هذا، تقول الأخصائية، لابد أن تتحلى المرأة بالثقة في نفسها أولا وفي مكانتها في المجتمع ثانيا، وعليها أن تبقى قوية دائما وتحتل المكانة اللائقة بها شأنها شأن الرجل تماما''•