كشفت ممثلة عن شبكة ''وسيلة'' لمكافحة العنف ضد المرأة السيدة ''ح.س''، عن تلقي خلية استماع الشبكة أسبوعيا حوالي 4 اتصالات هاتفية يفضح خلالها المتصلون حالة من حالات زنا المحارم وغالبا ما يكون المتصل أو تحديدا المتصلة الضحية نفسها، تطلب المساعدة والمشورة للخروج من مسلسل العار والعنف المسلط ضدها من طرف أحد الأقارب. تتلقى خلية الاستماع للشبكة المتكونة من أخصائيين نفسانيين ومختصين في علم الاجتماع اتصالات يومية للتبليغ عن حالات عنف مرتكبة ضد المرأة، ومن بينها توجد حالة على الأقل متعلقة بزنا المحارم، حسب ما أوضحته ممثلة عن الشبكة في تصريح ل ''الحوار''. وأضافت المتحدثة أن المتصلات غالبا ما تلجأن إلى طلب المساعدة من أعضاء الشبكة بعد مرور فترة طويلة على وقوعها في المحضور تحت الضغط والتهديد من طرف الجاني. وتكون في غالب الأحيان الضحية في مرحلة جد متقدمة من تدهور حالتها النفسية، ومن الحالات المتصلة من تبدي حتى رغبتها في الانتحار خاصة في حال حدوث حمل، فتقوم الأخصائية المجيبة على المكالمة بمدها بيد العون والمشورة ونصحها ومحاولة كسب ثقتها وبالتالي إقناعها بالقدوم إلى مقر الشبكة أو على الأقل التوجه إلى إحدى الجمعيات الناشطة في مجال مساعدة المرأة. يجب التفريق بين التحرش الجنسي بالمحارم وزنا المحارم وقالت ممثلة الشبكة، إن المتصلات هن من النساء أو الفتيات اللواتي بلغ صبرهن على وضعهن حدوده، فلم تعد الواحدة منهن تطيق التستر أكثر على الوضع وتحاول إيجاد سبيل لتخليصها من معاناتها، موضحة أن الضحايا جميعهن يجمعهن قاسم مشترك واحد كون المعتدي أبا أو أخا ذا سلطة عليها وخوفها من فضحه تحسبا للعواقب التي ستترتب عن ذلك ولاسيما أن مجتمعنا يرجع اللوم كله ويحمّل المرأة المسؤولية حتى وإن كانت هي الضحية. فتحاول الضحية كحل أخير قبل إقدامها على الهروب من المنزل أو الانتحار، الحصول على مشورة من الأخصائيين في الشبكة الذين غالبا ما يقنعوها بتفجير القضية وضمان لها الحماية القانونية اللازمة، موضحة أن الضحية حتى وإن كانت في نظر الكثيرين ممن تصلهم قصتها ''زانية'' و''مذنبة'' فإنها تبقى دائما ضحية كونها، وقبل بلوغ هذه المرحلة، قد مرت بمرحلة تحرش جنسي من قبل المعتدي وهو طبعا أحد محارمها سواء الأب أو الأخ أو الجد أو الابن، لتصل تحت الضغط والتهديد والخوف من وصمة العار إلى مرحلة الزنا. وهنا أوضحت المتحدثة أن هناك فرقا بين المرحلتين فمن الحالات من تتحلى الضحية فيها بالشجاعة والقدرة على وضع حد للمعتدي وإيقافه في المرحلة الأولى دون تركه يتمادى ويصل إلى المرحلة الثانية التي تعتبر نقطة اللارجوع أو كما يقال بالعامية ''يطيح الفأس في الرأس''، وهنا أكدت ممثلة الشبكة، أنه يجب التفريق بين المصطلحين فالتحرش الجنسي بالمحارم يأتي كمرحلة أولى قد تضع الضحية حدا فيها للمعتدي أو تسمح له بضعف شخصيتها وخوفها بالتمادي أكثر وبلوغ المرحلة الثانية، وتبقى هي تعيش في حالة نفسية جد متدهورة فلا يمكنها كشف علاقتها بالمعتدي، وبالتالي تنغلق على نفسها بحملها سرها الدفين الذي قد يؤدي بها إلى التفكير في يوم من الأيام بوضع حد لحياتها عن طريق الانتحار. ...من الحالات من تطلب الحماية القانونية صرحت ممثلة الشبكة أن خلية الاستماع تلمس لدى المتصلات طلب الحماية القانونية في حال رفع دعوى قضائية ضد المعتدي، فتطلب المشورة القانونية في الخطوات الواجب اتباعها وتجنب الفضيحة للعائلة. فتقوم مختصة نفسانية بالتكفل النفسي بالضحية ومساعدتها على تخطى مرحلة اكتئاب وفقدان الثقة بالنفس ومقت النفس، فمن الحالات من تصبح تمقت نفسها وجسمها وتنقم على نفسها أنوثتها، وتكون هذه العملية بالموازاة مع مباشرة المساعدة القانونية بتوفير محام متطوع في الشبكة للوقوف إلى جانبها يتولى توجيهها في إجراءات رفع الدعوى القضائية، فكما هو معروف ستكون نظرة المجتمع للضحية جد سلبية، من منطلق العادات والتقاليد فكيف لفتاة أن ترفع دعوى قضائية ضد والدها أو أخيها أو جدها أو لأم أن ترفعها ضد ابنها، وهذا من منظور المجتمع حسب المتحدثة.