أوضحت قيادة الدرك الوطني لولاية وهران أنه رغم ارتفاع هذه الأرقام، إلا أنها لا تعكس الواقع لأن الكثير من النساء يرفضن التقرب من ذات المصالح تفاديا للفضيحة والتفكك الأسري• من جهتها، ندّدت جمعية ''فاد'' لحماية المرأة، بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة العنف ضد المرأة، بالمعاملات السيئة التي باتت تواجهها المرأة في الأسرة وفي العمل وفي المجتمع، بعدما تم إحصاء على المستوى الوطني 4576 امرأة ضحية عنف الأزواج، و2359 امرأة ضحية اعتداء جسدي ومعاملات سيئة و150 امرأة ضحية اعتداء جنسي و200 امرأة ضحية التحرش الجنسي و8 نساء ضحية تصفية جسدية• وتُظهر الإحصائيات أن العاصمة تحتل الريادة فيما يخص قضايا الاعتداء على النساء واستعمال العنف ضد المرأة بعدما تم تسجيل 1000 امرأة ضحية اعتداء، تليها ولاية وهران ب 900 امرأة ضحية عنف ثم ولاية عنابة ب 400 ضحية• وأكدت في ذات السياق رئيسة جمعية ''فاد'' أن مصالحها استقبلت خلال شهر أكتوبر الفارط 18 امرأة ضحية عنف داخل العائلة من طرف الأزواج وأعمارهن تتراوح بين 18 و55 سنة، الأمر الذي بات يستدعي دق ناقوس الخطر بعدما أخذت ظاهرة التعدي على الزوجات من قبل أزواجهن منحى تصاعديا ملفتا• وأضافت رئيسة الجمعية أن الظاهرة بدأت تأخذ منعرجا خطيرا في العائلات والمجتمع نتيجة التراكمات والضغوطات الاجتماعية والنفسية• وأشار مختص بمصلحة الطب الشرعي في مستشفى وهران، الدكتور بومسلوت سليم، أن المصلحة سجلت 541 امرأة ضحية عنف منذ بداية السنة• وأضاف المتحدث أن المصلحة تستقبل يوميا أزيد من 3 حالات ممارسة العنف ضد الزوجات، ما بات يتطلب الوقوف عند هذه الظاهرة، خاصة أنه تم إحصاء 9 آلاف حالة عنف على مستوى الوطن• وأكد المتحدث أن هذه الأرقام تبقى دائما مرشحة للارتفاع ولا تعكس حقيقة العنف الممارس ضد المرأة، لأن الكثيرات يتفادين التقرب من الجهات الأمنية• وتسبب عدم تبليغ النساء عن العنف الممارس ضدهن في مقتل 8 نساء، أبشعها كانت ضحيتها زوجة قام زوجها بإضرام النار في جسدها في ولاية تيارت• وكشفت مجموعة من الأساتذة الباحثين في علم الاجتماع أن المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، كتناول المخدرات والبطالة وضغوطات العمل والقلق والإحباط النفسي، من بين العوامل العديدة التي تولد العنف في الأسرة والتعدي على الزوجة لأن ذلك التراكم لا يمكن أن يخرجه الزوج إلا في بيته والتعدي على زوجته• ويضيف المختصون أن عامل الوراثة له دور، حيث إن العنف ضد الزوجة ليس وليد الساعة؛ بل متوارث منذ قرون، إذ كانت المرأة تعامل كالجارية إلا أنه بعد تشكيل منظمات وجمعيات تم إبراز حجم معاناتها ما جعل المجتمع المدني يطالب اليوم بتشديد العقوبة القانونية ضد الأزواج، في الوقت الذي تم تشكيل فيه جهاز جديد بمديرية النشاط الاجتماعي كآلية إصغاء للنساء ضحايا العنف•