نساء المداشر والقرى يعانين من ظاهرة العنف في صمت والعاصميات أكثر المشتكيات بغض النظر عما يتضمنه القانون الجزائري لحماية المرأة، وما نص عليه من قوانين ومواد تم إدراجها مؤخرا من أجل وضع حد أو توقيف ظاهرة العنف الذي يحاصر المرأة في كل مكان ، البيت، العمل والشارع، إلا أن ما نلاحظه اليوم أن المرأة الجزائرية خاضعة بشكل أو بآخر للسلطة الذكورية وغلبة التقاليد والأعراف، كما هو حال نساء الولايات الداخلية، سواء من قبل الزوج، الأب الأخ أو الابن أو آخرين من العائلة، حيث، وبحكم العنف الممارس ضدها، فهي غير قادرة على تقرير مصير حياتها، وكأنها خلقت فقط للزواج وإنجاب الأطفال وخدمة الأسرة لا غير، ونظرا لخوف الريفيات ونساء المداشر من انتقام الزوج وتفكيك الأسرة جراء الطلاق، تجد أغلبهن خاضعات ولا تفصحن عن الأذى الجسدي والمعنوي الذي يتعرضن له بصفة يومية. كشفت دراسات أجرتها الشبكة الجزائرية لمراكز الاستماع للنساء ضحايا العنف ان 91 بالمائة من الرجال يقفون وراء ظاهرة العنف ضد النساء، 68 بالمائة من النساء الضحايا تتراوح أعمارهن ما بين 25 و44 عاما، ثلثان منهن متزوجات و12 بالمائة مطلقات و23 بالمائة عازبات وعاطلات عن العمل. فالدراسة التي شملت 150 حالة عنف ممارس ضد المرأة، تؤكد أن أشكال العنف الممارس ضد النساء، يخص العنف الجسدي والنفسي، التحرش الجنسي، العنف الاقتصادي والاجتماعي. 4409 امرأة ضحية اعتداءات جسدية وجنسية على المستوى الوطني أكدت السيدة '' خيرة مسعودان ''، عميدة شرطة ورئيسة المكتب الوطني لحماية الطفولة والأحداث والنساء ضحايا العنف بمديرية الشرطة القضائية، وحسب الإحصاءات المسجلة لهذه السنة، فإن نسبة العنف ضد النساء تجاوزت الخط الأحمر، حيث تم تسجيل 4409 ضحية تعرضت لمختلف الاعتداءات الجسدية والجنسية على مستوى القطر، حيث تصدر الضرب والجرح العمدي أنواع العنف الممارس ضد المرأة ب 3013 ضحية، الاعتداء الجنسي ب 189 امرأة وزنا المحارم ب 03 نساء، التحرش الجنسي ب 71 امرأة ضحية، سوء المعاملة ب 1125 امرأة ضحية والقتل العمدي ب 08 ضحايا. هذا وأشارت عميدة الشرطة إلى أن الجزائر واحدة من الدول التي لا زالت تتعرض فيها المرأة للإهانة، على الرغم من الإجراءات التي اتخذتها الحكومة في الآونة الأخيرة، بما فيها تكريس مبدأ المساواة مع الرجل في جميع المجالات، لكن لازالت 20 بالمائة منهن يتعرضن إلى للإهانة، و5 بالمائة يتعرضن إلى العنف المادي. الأزواج أول المعتدين يليهم الإخوة ثم الآباء وحسب ما أعلنت عنه عميدة الشرطة خيرة مسعودان رئيسة المكتب الوطني لحماية الطفولة من الجنوح والمرأة من العنف، فإن الجزائرية تهان كرامتها وتقع ضحية العنف بكل أشكاله، جسدي، جنسي ولفظي يحدث ذلك في المنزل، مقر العمل، في الشارع وكل مكان تتواجد به، على يد أقرب المقربين وأيضاً على يد الغرباء. مضيفة أن الوضع يستدعي حقاً التحرّك، خاصة وأن عدد المعتدين (المتورطين ) بلغ 4521 معتدي خلال السداسي الأول، معتبرة هذا الرقم مفزعا حقا لما يحدث لنساء الجزائر اللواتي يقعن ضحايا العنف بشتى أنواعه يوميا في كل مكان ولأي سبب وبأي دافع. وقدر عدد الأزواج المعتدين ب 876 زوج، منهم 29 أبا معتديا، في حين تم تسجيل 233 أخ معتدي و332 ابن معتدي، وآخرون من العائلة سواء العم ابن العم الخال ابن الخال 518 معتدي، الخطيب 32 معتديا، العشيق 206 معتدي. مضيفة أيضا أن الغريب في الشارع والأماكن والساحات العمومية أضحى هو الآخر يتطاول عليهن ويتحرش بهن جنسيا ويضربهن ويسرق هاتفهن الجوال ويلكمهن ويشهر سكينه بوجههن، حيث تم تسجيل 2295 معتدي، قائلة إن المرأة أضحت يعتدي عليها في حضور عدد من الناس دون أن يتدخل منهم أحد. وذكرت عميدة الشرطة مسعودان فئة النساء المعرضات للعنف حسب السن من 19 إلى 25 سنة حوالي 1061ضحية، و913 متورط من 26 إلى 35 سنة 1292 ضحية، و1321 متورط، من 36 إلى 45 سنة 936 ضحية، و850 متورط ومن 46 إلى 55 حوالي 596 ضحية و454 متورط. من 56 إلى 65 سنة حوالي 297 ضحية و132 متورط ومن 66 إلى 75 سنة 160 ضحية 52 ومتورط أكثر من 75 سنة 67 ضحية و11 متورطا غير محددين 788 متورط من طرف مجهول. نساء الولايات الكبرى أكثر تعرضا للعنف حسب إحصاءات مصالح الأمن التي أنجزت مؤخرا، أن نساء الولايات الكبرى على المستوى الوطني، أكثر عرضة إلى العنف. وحسب الإحصاءات فقد تم تسجيل حوالي 923 ضحية، وشهدت ولاية وهران وحدها تسجيل حوالي 312 امرأة ضحية عنف، وولاية عنابة بحوالي 156 بامرأة ضحية عنف خلال السداسي الأول من السنة الجارية. وحسب تقرير مصالح الأمن أن أغلب حالات الاعتداء تقع في المنزل العائلي، حيث تتعرض إما الزوجة، البنت أو الأخت للعنف من طرف أحد أفراد العائلة، وأكثر مرتكبيها هم الأزواج. وبحكم الأعراف والتقاليد، فإن النساء اللائي يتعرضن للعنف يجبرن على البقاء في أوضاع سيئة، لأنهن لا يجدن مكاناً آخر يذهبن إليه، ولم تحصل أي واحدة منهن على أي شكل من أشكال الإنصاف، كما لم تتلق أي منهن إغاثة فورية بل تركن فريسة للمعاناة. وما زاد من انتشار الظاهرة تفضيل الضحايا الصمت، والتكتم عما تعرضن له بسبب الخوف من العواقب كالطرد من المنزل، خاصة وأن الإبلاغ عن الحادث يعتبر في نظر الكثيرات منهن عارا سيلاحقهن من طرف المجتمع الذي يجعل منهن متمردات على العادات والتقاليد. تسجيل 79 ضحية عنف ضد المرأة الشلفية الأمثلة كثيرة عن النساء الشلفيات اللواتي عايشن العنف بكل أنواعه، ويكفي القول إن الاعتداءات التي سجلتها مصالح الشرطة القضائية، ولو أنها في تراجع مستمر بسبب الجهود المبذولة، إلا أن الضحايا لا يزلن يدفعن الثمن باهظا، لينتهي بهن الأمر نهاية مأساوية. واستنادا إلى التقارير التي قدمت لنا من قبل السيدة''خيرة مسعودان'' عميدة شرطة ورئيسة المكتب الوطني لحماية الطفولة والأحداث بمديرية الشرطة القضائية، أنه تم تسجيل 79 ضحية عنف ضد المرأة الشلفية خلال السداسي الأول لهذه السنة، تصدرتها قضية سوء المعاملة ب 39 ضحية وكذا قضايا الاعتداءات الجسدية كالضرب والجرح العمدي ب33 ضحية، والتعدي الجنسي 06 ضحايا، والتحرش الجنسي ضحية واحدة فقط، في حين لم تسجل أية ضحية لكل من قضية زنا المحارم والقتل العمدي. هذا، وأشارت عميدة الشرطة تورط ما يزيد عن ثمانين شخصا ارتكبوا العنف ضد النساء الشلفيات ، خلال ذات الفترة على رأسهم الأزواج، الآباء، الإخوة وآخرون من العائلة. فحصة الأسد كانت للأبناء، حيث تم تسجيل11 ابنا متورطا في ارتكاب العنف ضد أمه، لتأتي المرتبة الثانية من نصيب الأزواج وآخرين من العائلة كالعم أو الخال، ابن العم أو ابن الخال وغيرهما لكل منهما ثمانية متورطين، والمرتبة الثالثة احتلها الأخ، حيث سجل أربعة متورطين، والعشيق بمتورط فقط، وتسجيل حوالي 48 متورطا وهم أشخاص أجانب عن الضحية، في حين لم يتم تسجيل أي متورط سواء من طرف الأب أو الخطيب. أغلبهن يلتزمن الصمت بسبب المحظورات الاجتماعية وفي ذات السياق أوضحت مسعودان، أن هذه الإحصاءات ولو أنها أرقام تبعث على التفاؤل، إلا أنها لا تزال إحدى القضايا الشائكة في المجتمع وتبقى نسبية، في ظل وجود نساء شلفيات يتعرضن إلى العنف، ولكن يكتفين بالصمت ويفضلنه على البوح بأوضاعهن المأساوية والتقرب بالشكاوى إلى مصالح الأمن، خوفا من تكرير العنف ضدهن للمرة الثانية، وخشية الطلاق والموروث الاجتماعي. ورغم التحاقها واقتحامها مختلف المجالات وتقلدها مناصب عليا، إلا أنها غيرة قادرة على فعل أي شيء سوى الصبر. فهناك حالات غير معلنة في النهاية، لان المرأة تخاف من التبليغ لان القانون لن ينصفها دائما، كما أن الأمية تفعل ما تريد باعتبارها اّحد الأسباب الرئيسية، وخصوصا في بعض الأسر التي لازالت تعتبر أن المرأة خلقت لتكون زوجة وأم فقط، واجبها الأول والأخير هو إنجاب الأطفال وطاعة الزوج وخدمة الأسرة وتحمل كل أنواع العنف اللفظي. قصص مريعة لسيدات يروين مآسيهن وما خفي كان أعظم يبدي الشارع الشلفي عنفا مضاعفا ضد المرأة، والذي أخذ أبعادا مقلقة في المجتمع الجزائري المسلم، ولاسيما أن هذه الأفعال تصدر من الأصول، وما يترتب عن ذلك من عنف ممارس أيضا، يصل حتى إلى فئة الاطفال. فالعديد منهن يعاني من سوء المعاملة داخل الأسرة، مما يؤدي بهن إلى هجران البيت ومجابهة الشارع. فالأرقام لا تفصح عن الكثير رغم أن المشكلة كبيرة، ذلك لأن معظم الضحايا لا يشتكين ولا يتقدمن بشكوى أمام القضاء. وإذا ما رجعنا إلى الأسباب فقد نجد أن الظروف المعيشية الصعبة وتعدد الزوجات، واستهلاك المخدرات والكبت النفسي، تعد من الأسباب الرئيسة لتفشي هذه الظاهرة التي تنخر جسد المرأة في المجتمع الجزائري، حتى أضحت كل امرأة من أصل عشر نساء تتعرض للضرب المبرح بصفة يومية، وتتراوح أعمار السيدات الضحايا ما بين 19 و74 سنة. أربع ضحايا صادفناهن خلال هذا التحقيق كل منهن تعرضت للعنف ولكن بدرجات. فالضحية الأولى هي السيدة ''عالية '' (35 عاما) وهي أم لطفلين، روت لنا أنها تحملت ضرب زوجها لها أمام أطفالها الصغار طيلة خمسة أعوام ''تقدمت بالشكوى إلى أهلي وكان الرد هو الضرب مرة أخرى على يد زوجي، قبل أن يلقى بي في الشارع، ولكنني فررت من قريتي هربا من الاضطهاد والاهانات التي كنت أتلقاها من زوجي وسماع الجيران لأصوات شجارنا كل يوم تعلو، لجأت لأسرتي لكنها رفضتني وتخلت عني، ولم أتلق أية مساعدة، سوى العودة إلى بيتي لأعيش الجحيم والعنف مع زوجي المتسلط ولا افكك أسرت.. يربي يهديه ''. الضحية الثانية هي السيدة ''عائشة '' من تنس، هي الأخرى روت قصتها قائلة: ''أنا أعيش حياة مرة، أنا في ''غبينة'' مع زوجي، يضربني ويشتمني ويعاقبني على طريقة أفلام هوليود، وحتى أطفالي الأربعة لم يسلموا من الاعتداءات بالضرب والعقاب، حيث كان يقيدني بأسلاك من حديد لمدة تزيد عن يومين ونظرا لخوفي من تشتت أسرتي وانتقام زوجي، لم أستطع أن أخبر أهلي عن العنف الذي يمارسه زوجي علي وعلى أبنائي''. أما الضحية الثالثة وهي فتاة في ريعان شبابها، فقد سرقت مسدس زوج أختها الشرطي، وقامت بإطلاق عيار ناري وتريد الانتحار، لعل وعسى ذلك يطفئ لهيب العذاب التي تعاني منه هذه الأسرة بصفة يومية. بطل هذه القصة هو أب تجاوز سن 50 من عمره من إحدى المداشر، بيد أن الواقع لم يتعد حيز مكان ولاية الشلف، الضحية أم وأبناؤها تأبى الرحيل من بيتها، ولا زالت إلى غاية كتابة هذه الأسطر تعيش تحت رحمة هذا الزوج المتسلط. الحالات عديدة، ولا يجزم البعض أن مثل حالات العنف هذه تقتصر على ربات البيوت الشابات، لا بل حتى على النساء اللواتي تجاوزن السبعين من عمرهن، وأكبر دليل على ذلك هي حالة الأم ''حليمة'' صاحبة ال 79 عاما، جدة ولها أكثر من عشرين حفيدا، سردت لنا قصتها ومعاناتها التي دامت 32 عاما مع زوجها قائلة: ''عشت حياة ''كحلة''، فزوجي كان يضربني يوميا ضربا مبرحا ولأتفه الأسباب، حتى وأنا جدة. تزوجت في مقتبل العمر وأنا ابنة 17 سنة وأنجبت أولادا وبناتا، إلا أن مرارة وقسوة الزمن الذي عشت فيه مع الزوج المتغطرس، حالت دون مواصلة مشوار حياتنا الزوجية، فقد كنت أضرب أمام ابني الذي يبلغ من العمر 52 سنة، وأتألم في صمت، وظلام الأمية والجهل، أفتقد لأدنى شروط الحياة العادية''. كانت وهي تسرد قصتها لنا تحكي تارة وتتوقف تارة أخرى لتقول ''واش أندير، واش أنقول، راني صابرة وحياتي بين يديه يضربني يطردني ما نخرج ما ندخل راني في حڤرة وكأنني في سجن، السجين يعيش خيرا مني ''مرضني'' أضحت كل الأمراض بجسمي ارتفاع الضغط الدم، ضعف البصر، ربي يهديه '' وهذه الحالة ماهي إلا عينة، قمنا بتسليط الضوء عليها وإدراجها في هذا التحقيق احترازا من بعض الأضرار التي قد تلحق بالأسرة ذاتها مستقبلا. وليس كل ما هو حقيقة يقال في بعض الأحيان، نظرا إلى اعتبارات عدة خوفا من انتقام الزوج والمجتمع وخوفا من الطلاق وهدم عش الزوجية، فهناك حالات لا تزال تعيش العنف القهري في صمت، لذا فلابد من حل المشكلة وسد حاجات المرأة إلى الأمن والطمأنينة، والى الحالة النفسية المستقرة والمعنويات الهادئة لتعود للمرأة الثقة بنفسها وزوجها وأبنائها ومحيطها الأسري والمجتمع بأكمله. العاصميات يحتلن المرتبة الأولى من ناحية العنف أكدت السيدة مسعودان أن الإحصاءات التي تم تسجيلها خلال السداسي الأول للنساء ضحايا العنف والتي بلغت حوالي 4409 امرأة ضحية على المستوى الوطني، قد تصدرتها العاصمة، حيث تم تسجيل حوالي 923 ضحية، موضحة أن الضرب والجرح العمدي تصدر القائمة بتسجيل 581 ضحية، ليأتي بعده سوء المعاملة بحوالي 311 ضحية، فيما احتل المرتبة الثالثة التعدي الجنسي ب17 ضحية وتسجيل ظاهرة التحرش الجنسي ب12 ضحية والقتل العمدي بضحيتين، وزنا المحارم لم يتم تسجيل أي ضحية له. مشيرة في ذات الأمر إلى أن مرتكبي العنف ضدهن قدر ب 924 متورط على مستوى العاصمة فقط، حيث تصدر الأزواج القائمة ب146 متورط، تلاهم آخرون من أهل وأقارب العائلة بحوالي 118 متورط، الآباء ب 11 متورطا، الأخ 63 متورطا، الخطيب ب 06 متورطين، العشيق ب 24 متورطا، وتم تسجيل حوالي 512 متورط احتلها أجانب عن الضحية لم يتعرفوا على هويتهم. الوهرانيات في المرتبة الثانية والعنابيات ثالثا على المستوى الوطني هذا واحتلت ولاية وهران المرتبة الثانية من حيث عدد ضحايا العنف ضد النساء، أي بتسجيل حوالي 312 ضحية. فالضرب والجرح العمدي ب 247 ضحية، التعدي الجنسي ب 18 ضحية، زنا المحارم 00 ضحية، التحرش الجنسي ب 04 ضحايا، سوء المعاملة ب 42 ضحية والقتل العمدي تسجيل ضحية واحدة. في حين بلغ عدد المتورطين 313 متورط، الأزواج ب 73 متورطا، الآباء بمتورط فقط، الإخوة ب14 متورطا، الأبناء ب 30 متورطا وآخرون عن العائلة ب 24 متورطا، الخطيب ب 04 متورطين، العشيق ب19 متورطا، وأجانب عن الضحية ب 148 ضحية. أما ولاية عنابة فاحتلت المرتبة الثالثة بتسجيل ب156 ضحية، الضرب والجرح العمدي ب 131 ضحية، التعدي الجنسي ب03 ضحايا، زنا المحارم لم تسجل أية ضحية، التحرش الجنسي بضحية واحدة فقط، سوء المعاملة ب20 ضحية والقتل العمدي بضحية واحدة فقط. في حين بلغ عدد المتورطين 163 متورط في ارتكاب العنف ضد النساء العنابيات. فالأزواج احتلوا الصدارة في القائمة بتسجيل 23 متورطا اعتدوا على زوجاتهن بالعنف، يليهم الأبناء بتسجيل 30 متورطا وآخرون من أقارب العائلة بتسجيل 24 متورطا، الآباء لم يسجل أي متورط، الإخوة ب 05 متورطين، الأبناء 08 متورطين وآخرون من أقارب العائلة ب 29 متورطا، الخطيب متورطين فقط، العشيق ب06 متورطين، وأجانب 90 متورطا. مستشفى باشا الجامعي يستقبل يوميا ما بين 45 و60 امرأة من ضحايا العنف أشار السيد ''سعادنة س''، رئيس مصلحة الطب الشرعي بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، إلى أن العاصميات أكثر النساء ممن يتعرضن بشكل عام للعنف بكافة أشكاله، مؤكدا أن مصلحتهم تستقبل يوميا مابين خمسة وأربعين وستين امرأة عاصمية، أكثرهن سيدات عاملات ومثقفات يتعرضن إلى الضرب المبرح من طرف أزواجهن. كما يتم استقبال عشرات الحالات المصابة بجروح متفاوتة الخطورة، ولم تنجُ من المعاملة التعسفية و الضرب والجرح حتى الفتيات اللواتي تتعرضن للضرب من قبل آبائهن أو إخوانهن الذكور أو أي احد من محيط أسرتهن. موضحا أن المرأة الجزائرية أصبحت تعتبر التعدي عليها جسديا ومعنويا أمرا عاديا كونها اعتادت عليه قبلا، أي أنها معرضة للمعاملة السيئة انطلاقا من محيطها الأسري، حيث كانت تعامل كفرد من الدرجة الأخيرة، مما يجعل من هذه الظاهرة دائرة مفرغة تزداد حدتها، وكل سنة تتفاقم الإحصاءات والمرأة هي دائما الضحية رقم واحد في المجتمع، والمعتدي ليس سوى زوجها أو من ذويها أو أحد أقاربها. أما نحن فنستقبل حالات أولئك النساء المعنفات يوميا ولا يمكننا فعل شيء سوى إغاثتهن ومنحهن شهادة غالبا ما يخفينها.