تختلف عادات وتقاليد الجزائريين من منطقة إلى أخرى في الطقوس الخاصة بالموت، حيث يعتبر البعض أن عشاء الميت ضرورة حتمية لابد منها، وذلك بتحضير أكلات تقليدية كالكسكسي والشوربة، إضافة إلى الرفيس بالعسل أو''الفتات'' مثلما يسميه البعض، وغيرها من الأطباق التي تتداولها العائلات الجزائرية في مثل هذه المناسبات• ''الفجر'' استطلعت آراء بعض العائلات الجزائرية عن كيفية التحضير لعشاء الميت، حيث قالت لنا السيدة عائشة ''إن عشاء الميت عادة يطبقها أهل الميت وأقاربه أين تختلف أنواع الأطباق حسب مقدور كل شخص، إلا أن طبق الكسكسي يبقى سيد المائدة•'' من جهة أخرى، تقول الحاجة زهرة ''إن عشاء الميت واجب على أهله فهو يعتبر صدقة على صاحبه، بالإضافة إلى أنه اكتساب حسنة لمن يأكله''• وفي نفس السياق، يقول محمد''إن عشاء الميت سواء في الثلاثة أيام أوالأربعين عادة سيئة، يجب التخلي عنها أو الحد منها''• وحسب رأي هذا الأخير فإن ''بيت العزاء يتحول إلى ما يشبه العرس!''• ويقول سمير إن هذه العادة أصبحت تستخدم للمباهاة والتنافس بين العائلات لدرجة المبالغة والإفراط في تحضير الأطباق• وهناك من يتخذ العزاء وكأنه وليمة ومناسبة للعزائم، حيث يقوم أهل الميت بدعوة الناس لحضور العشاء وكأن المناسبة فرح أو عرس• وفي هذا الشأن، يقول الأستاذ عبد الكريم ليشاني، إمام وأستاذ معتمد ورئيس مكتب الثقافة والإعلام بمديرية الشؤون الدينية والأوقاف بولاية الجزائر، ''إن العرف في الجزائر ينقسم إلى نوعين: عرف صحيح سالم وعرف فاسد، ويندرجان تحت إطار العادة السليمة والحسنة أو السنة الفعلية''• ويضيف أن ما يجتمع عليه الناس في اليوم الثالث يعتبر من فضائل الأعمال المستحب القيام بها لروح الميت، وكذا أن يكرم الميت بتلاوة القرآن الكريم أو إطعام المساكين شرط أن تكون بنية على روحه، استنادا إلى حديث الرسول (ص):''اقرؤوا على موتاكم ياسين فإنها ثواب يصل إلى الميت''• وأوضح الإمام عبد الكريم ليشاني أنه خلال الأيام الثلاث يكون أهل الميت مشغولين بالمصيبة ويستوجب على الجيران أو الأقارب تحضير الأطباق، إلا أن المبالغة في تحضير الأطباق يعتبر عادة سيئة ومكروهة• من جهة أخرى، يضيف نفس المتحدث أن عشاء الميت بعد انقضاء ثلاثة أيام من دفنه لها فوائد تعيد لم شمل العائلة بعدما كانت متفرقة، وهي مناسبة في إزالة الضغائن والأحقاد من قلوب العائلة الواحدة وتعزيز صلة الرحم، وأن الحال الذي سار عليه الميت يكون عبرة لمن تبقى من العائلة، ونفس الأمر بالنسبة للأربعين فالإكثار من تلاوة القرآن أفضل صدقة على روح الميت•