معالي الوزير•• هب أنني طالبة في معهد الحقوق، وهب أنك أستاذي•• تعلمني أبجديات القانون•• فالمثل يقول•• لا عذر لجاهل بالقانون•• وأنا الصحفية أريد أن أجد تفسيرا لبعض التصرفات بدرت من أهل المهنة، مهنة الصحافة طبعا، هذه الفئة التي أعطت لنفسها صفة طائفة فوق القانون في الجزائر التي نريدها دولة قانون! معالي الوزير منذ أسبوع حدثت حادثة مؤسفة، لكن الصحافة لم تجرؤ على التطرق إليها لأننا كما قلت ''طائفة فوق القانون''، الحادثة معالي الوزير أن شخصا يدعى تسعدودة يحمل صفة ''مجاهد''، ولست متأكدة بعد إن كان اسمه مسجلا في قائمة المجاهدين الأحرار أو المزيفين•• هذا الشخص ذكر اسمه كشاهد في قضية مطروحة حاليا أمام محكمة بئر مراد رايس، أحد أطرافها ابن الشهيد بونجمة المدعو بوجمعة الرهج•• تسعدودة هذا نقله الطرف الآخر في القضية والذي من المفروض أنه شاهد ضده، نقله صباح الأحد الماضي على متن سيارة إسعاف من مقر سكناه بحمر العين بولاية تيبازة إلى مستشفى عين النعجة، لكن تسعدودة الشاهد الأساسي ضد خصم بونجمة، توفي في المستشفى فور وصوله، فيقوم خصم بونجمة الذي من المفروض أن القانون يمنعه -حسب ما يقولون - من الاقتراب من شاهد ضده، بكل إجراءات الدفن، من دفع مصاريف إلى جلب العلم الوطني لتغطية الصندوق، إلى اتخاذ قرار الدفن في صلاة العصر، ثم يذهب إلى جريدته ويكتب بالبنط العريق أن بونجمة هو من قتل الشاهد، تحت الضغط•• وهذه القضية الأولى التي تخلص فيها من الشاهد الأساسي، ولا أدري من المستفيد من التخلص من المعني إن حدث التخلص•• القضية الثانية معالي الوزير، التي أرجو أن تفسروها لي - وأنا الطالبة دائما سنة أولى حقوق - أن المحاكمة التي دارت الأربعاء الماضي أمام محكمة بئر مراد رايس، والتي طرفاها دائما بونجمة وخصمه الذي لا أريد ذكره هنا حتى لا أفسد وضوءكم، صوّر هذا الأخير كل تفاصيلها، ووضع الشريط المصور في موقع صحيفته التي لا أذكرها هي الأخرى هنا لنفس الأسباب، ومعرفتي الضئيلة بالقانون أن التصوير في قاعة المحكمة ممنوع، أو هكذا قيل لي مرة في قاعة محكمة بمدينة جاكسون مسيسيبي بأمريكا، لما كنت ضمن وفد عربي حيث حضرنا محاكمة وأردنا أخذ صور•• أم أن القانون عندنا غير القانون عندهم•• وأيضا تعودت أن أرى في المحاكمات الشهيرة، نقل وجوه القضاة والمتهمين والمحامين بواسطة رسوم يدوية•• أما عندنا فلا أدري بالضبط•• وحضرت عدة مرات في جلسات يمنع فيها تشغيل الهاتف النقال!! هب معالي الوزير أنني طالبة، وأنت الأستاذ الأول في هذه المادة التي تبنى على أساسها الدول وتتقدم•• أقول لكم•• حلّل وناقش فأنت الأستاذ وأنا التلميذة!••