اعتبرت أرملة الرئيس الراحل هواري بومدين أن الحكام العرب يمتلكون أخطر سلاح يتمثل في النفط، داعية إياهم إلى حسن استغلاله، وتحدثت عن ''النظرة البراغماتية المبنية أساسا عن قناعة شخصية بضرورة تحقيق الاستقلال الاقتصادي من خلال كسب معركة البترول''، والتي كان يتمتع بها الرئيس بومدين، مضيفة في حديثها عن خصاله، أنه كان ''يؤمن أشد الإيمان بحق الشعوب في تقرير مصيرها''• وعادت المتحدثة أول أمس خلال ندوة فكرية لمنتدى المجاهد بمناسبة الذكرى ال31 لوفاته، إلى موقفه من الصراع العربي-إسرائيلي ودعمه لمصر في حرب 1967 و,1973 وأجمع المتدخلون، في الندوة، على اعتبار الرئيس الراحل هواري بومدين من أكبر المدافعين عن القضايا العربية وحركات التحرر في العالم، وأن سياسته ومواقفه جعلت من الجزائر بلدا يحتضن قادة التحرر من مختلف دول العالم مباشرة بعد الاستقلال• كما ذكرت أنيسة بومدين، بميدالية السلام التي منحتها الأممالمتحدة للرئيس الراحل هواري بومدين عام 1976 نظير جهوده في الدفاع عن مبادئ السلم والعدالة في العالم، واتهمت بالمناسبة الحكام العرب بالتواطؤ والصمت أمام الحصار الذي يواجهه الشعب الفلسطيني، مشيرة إلى الجدار الحديدي العازل من الجانب المصري، قائلة إن ''هذا النوع من الحكام العرب بدلوا تماما العزيمة والإرادة التي ميزت من كان قبلهم''• واستحضرت أرملة الراحل قصة تدخل هواري بومدين بعد رفض الرئيس السوفييتي، بريجنيف تزويد مصر بالسلاح، ووقع على الفور صكا يمثل قيمة الصفقة الموردة إلى مصر، بعدما اقتنع المسؤولون الروس بأهمية الصفقة في تمتين علاقاتهم بالدول العربية• وفي سياق يعيد التاريخ إلى الواجهة ويسقطها على الحملة المصرية على الجزائر، عرضت الندوة جوانبا من مواقف الرئيس الراحل، يقول في إحداها وهو يودع عناصر من الوحدات الجوية التابعة للجيش الوطني الشعبي، متوجهين إلى مصر ''لا يمكنكم أن تقفوا مكتوفي الأيدي أمام الاعتداء الصهيوني على قطعة من أرضنا العربية، أمامكم طريقان، إما النصر أو الشهادة''، وقال ''إن الأمهات الجزائريات اللاتي لم تجف دموعهن بعد على أبنائهن الذين فقدنهم في حرب التحرير، مستعدات لإطلاق زغاريد العزة مرة أخرى عليكم، جئتم شهداء أو منتصرين''• من جهته، اعتبر المؤرخ، عبد المجيد شيخي، أن بومدين يعد من أبرز شخصيات التاريخ المعاصر، كما أن دعمه للقضايا العربية وحركات التحرر كان نابعا من قناعته وإيمانه بعدالة هذه القضايا وإرادة الشعوب في تقرير مصيرها، ومن ضمنه إيمانه بعدالة القضية الفلسطينية• وأضاف المتحدث أن مواقف الجزائر التي أرساها هواري بومدين تمخض عنها وضع إستراتيجية سياسية على المستوى الدولي، مستدلا بدور الجزائر في حركة عدم الانحياز•