إحياء لذكرى ال31 لرحيل الرئيس السابق هوارى بومدين نظمت أمس جمعية مشعل الشهيد بالتنسيق مع جريدة المجاهد ندوة فكرية إعلامية تحت شعار" مواقف هوارى بومدين تجاه القضايا العربية و الحركات التحررية في العالم" و هذا بحضور شخصيات دبلوماسية و دولية و كذا سفير دولة جنوب إفريقيا وعدد من البرلمانيين . وبهذه المناسبة أكد المدير العام للأرشيف الوطني عبد المجيد شيخي في تدخله أن مواقف الراحل هوارى بومدين التي أرساها تمخضت عنها وضع إستراتيجية كاملة للتحرك الجزائر في الميدان العربي و الدولي ، كما ساهمت حنكته و حكمته و صبره في رسم مكانة خاصة لبلد المليون و نصف المليون شهيد وسط المجتمع الدولي و القوى العظمي، ناهيك عن الاحترام الذي فرضه في المحافل الدولية و التجمعات كحركة عدم الانحياز أو في معركة البترول التي خاضها العرب ضد الغرب . وأوضح عبد المجيد شيخي أن الثورة الجزائرية كانت بمثابة مشعل أنار طريق باقي الحركات التحررية و الشعوب المضطهدة في كل القارات ، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل استطاعت الجزائر أن تثبت جدارتها بعد الاستقلال وهي الفترة التي قال عنها المتحدث أنها لم يول لها المؤرخون الكثير من الدراسة و التدقيق رغم أهميتها الكبيرة و الدور الكبير الذي لعبته شخصيات جزائرية و علي رأسها هوارى بومدين في المحافل الدولية . وفي ختام تدخله ثمن المتحدث الرصيد الهائل للراحل هوارى بومدين و الذي قال عنه أنه لا يقدر بثمن أبدا و جعلت منه مواقفه من أبرز الشخصيات القرن المعاصر . ومن جهة أخرى أكدت حرم هوارى بومدين السيدة آنسة أن الفقيد لم يكن أبدا يبحث عن الاستقلال بالعلم و النشيد الوطني و تباهي به بل كان يبحث عن الاستقرار و الاستقلال الإقتصادى باعتباره هيبة الدول ، و أضافت المتحدثة - كانت له نظرة براقماتية و كان مهتما جدا بالواقع الاقتصادى للدول العربية التي حلم بأن يحقق وحدتها ويجمع شملها مع طرد كل الغرباء الاستغلاليين لثروات العرب وفي مقدمتهم الإسرائيليين. ومن جانب آخر قالت آنسة بومدين أن الرئيس كان كثير الاعتزاز بالأمة و الأصالة العربية و كان يحمد الله كثيرا علي خيراته الطبيعية التي منً بها علي العرب و عمل جاهدا استفاقة هؤلاء للحفاظ علي خيراتهم و هذا انطلاقا من تأميم المحروقات التي كانت الخطوة الأولي التي أعطت الضوء الأخضر للعرب للإقتداء بالجزائر ،وأضافت المتحدثة أن بومدين لعب دورا كبيرا في مساندة الحركات التحررية مذكرة في ذات الوقت بالحادثة حدثت سنة 1973 أين اشترى رمز الجزائر هوارى بومدين السلاح للمصر بقيمة 200 مليون دولار كما أعطي كذلك 2 مليون طن من النفط لكل من مصر و سوريا و هي أبسط المواقف التي حفظتها ذاكرة الحاضرين في الندوة إلي جانب حصوله علي جائزة نوبل لسلام سنة 1976 التي قدمت له من طرف الأممالمتحدة عرفانا له بكل ما قدمه لحفظ السلم و الأمن العالمي .